جعجع يتوعّد باسقاط مرشح الثنائي الشيعي للرئاسة بأي ثمن

  • 6/22/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - توعّد سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية بتكثيف مساعيه لقطع الطريق أمام وصول زعيم تيار المردة سليمان فرنجية مرشح الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) إلى الرئاسة، بأي الثمن، بينما تعمّقت معضلة الشغور الرئاسي بعد أن فشل البرلمان اللبناني للمرة الثانية عشرة في انتخاب رئيس للبلاد وفي الأثناء شرع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان في مساعيه لاستشكاف فرص تسوية الأزمة. وقال جعجع في مقابلة مع معهد واشنطن إن "حزب الله جاد للغاية في ترشيح سليمان فرنجية وسيبذل قصارى جهده لفعل كل ما هو ضروري حتى يتمكن من إيصاله إلى الرئاسة"، مضيفا "نحن نفعل كل ما هو ضروري لمنعه من القيام بذلك وتقديم البدائل". وألمح إلى خيار التسوية القائم على ترشيح قائد الجيش، قائلا "في الجيش مجرد وجود الجنرال جوزيف عون على الرغم من كونه عونيا أحدث فرقا". وتابع "لنفترض أنّ لديك الجنرال جوزيف عون أو شخصا مثله في الرئاسة، هذا سيحدث فرقا".  وأضاف أنّ "هذا الاختلاف ليس كارثيا بمعنى أنّ هذا سيكون تطورا وليس ثورة"، لافتا إلى أنه "إذا كان لديك رئيس حقيقي فلن يكون عليه أن يأخذ جيشا ويبدأ حربا ضد حزب الله"، مردفا "عوضا عن ذلك سيقوم بخطوات تدريجية"، مشيرا إلى أنه "من المهم للغاية أن ينزع حزب الله من داخل الدولة". وكان جعجع قد عبّر في وقت سابق عن دعمه لقائد الجيش اللبناني كرئيس محتمل، لافتا إلى أنه نجح في إدارة الجيش بصورة جيدة. وطيلة العقود الماضية لجأ لبنان كلما دخل في متاهة الفراغ الرئاسي إلى خيار التسوية بترشيح قائد الجيش، فباستثناء الرئيس السابق ميشال عون الذي جاء إلى سدة الرئاسة بتسوية العهد التي أدارها حزب الله بين عون ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري في 2016، لجأت القوى السياسية لانتخاب قائد الجيش ميشال سليمان في 2008 خلفا للرئيس الأسبق والقائد الأسبق للجيش إميل لحود بعد نحو عامين من الشغور الرئاسي. وفي سياق متصل قال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان اليوم الخميس إنه سيسعى إلى "وضع أجندة إصلاحات تعطي الأمل بإخراج لبنان من أزمته"، مشددا في الوقت نفسه على أن "الحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين". وأوضح لودريان أن "هدف زيارتي هو المساعدة على الخروج من الأزمة التي يعانيها لبنان وكان لنا لقاءً مطولا مع البطريرك الراعي تطرقنا خلاله إلى الأزمة السياسة والاجتماعية.. شرحت للبطريرك أهمية مهمتي وسنتواصل مع كل الفرقاء في لبنان للإسراع في الخروج من الأزمة السياسية". وتابع "سأسعى إلى وضع أجندة إصلاحات تعطي الأمل بإخراج لبنان من أزمته ولا أحمل أي طرح لكني سأستمع إلى الجميع والحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين وفرنسا ستبقى حاضرة دائما". والتقى لودريان اليوم الخميس مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في مقر الحكومة وسط بيروت وبحثا الوضع في لبنان ومساعي فرنسا لحل الأزمة السياسية. وقال ميقاتي إنه شدد خلال اللقاء على أن "المدخل إلى الحل يكمن في انتخاب رئيس جديد.. الحكومة أنجزت المشاريع الإصلاحية المطلوبة ووقَّعت الاتفاق الأولي مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض وإقرار هذه المشاريع في مجلس النواب يعطي دفعا للحلول الاقتصادية والاجتماعية المرجوة". أما لودريان فقال "الهدف من زيارتي الأولى إلى لبنان هو استطلاع الوضع سعيا للمساعدة في إيجاد الحلول للأزمة والبحث مع مختلف الأطراف في كيفية إنجاز الحل المنشود". وبدأ مبعوث ماكرون إلى بيروت زيارته الأربعاء وتستمر حتى الجمعة، بينما تأتي بعد قمة في باريس يوم 16 يونيو/حزيران الجاري جمعت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ودعيا خلالها المسؤولين في لبنان إلى الإسراع في انتخاب رئيس جديد للبلاد. وفي آخر جلسة برلمانية خاصة بانتخاب رئيس للبنان انحصرت المنافسة الرئيسية بين جهاد أزعور مرشح المعارضة وأغلب القوى المسيحية والحزب التقدمي الاشتراكي وآخرين وسليمان فرنجية مرشح الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل. وفاز أزعور بتأييد 59 صوتا من أصل 128 نائبا في البرلمان في تصويت أولي، أي أقل من الثلثين المطلوبين للفوز في الجولة الأولى. وحصل سليمان فرنجية المدعوم من حزب الله وحلفائه على 51 صوتا في الجولة الأولى. وانسحب حزب الله وحلفاؤه من الجلسة بعد الجولة الأولى ليعطلوا بذلك نصاب الثلثين المطلوب لإجراء جولة ثانية من التصويت يمكن لمرشح أن يفوز فيها بدعم 65 نائبا. ولا يُلزم الدستور الراغبين في خوض انتخابات الرئاسة بتقديم ترشيحات مسبقة، إذ يمكن لأي نائب أن ينتخب أي لبناني ماروني وفقا للعرف السائد لتقاسم السلطات طائفيا، شرط عدم وجود ما يتعارض مع الشروط الأساسية مثل السجل العدلي.  

مشاركة :