مسقط - عقد وفد من الحوثيين مباحثات مع حلفائهم الإيرانيين في العاصمة العمانية مسقط، تناولت تطورات الأوضاع في اليمن في ما يبدو أنها جهود تبذلها طهران لتخفيف التوتر في الساحة اليمنية على وقع التقارب مع المملكة العربية السعودية بعد تطبيع العلاقات الدبلوماسية. والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بكبير المفاوضين في جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، في مقر السفارة الإيرانية في مسقط في ما يبدو انه تنسيق للمواقف على وقع التغيرات الجيوسياسية الأخيرة حيث تلعب عما دور وساطة لتقريب وجهات النظر في الملف اليمني. والثلاثاء، وصل عبد اللهيان على رأس وفد إلى مسقط، المحطة الثانية من جولته بالخليج العربي التي بدأها الثلاثاء بزيارة قطر، "في إطار مواصلة التطوير الشامل للعلاقات مع دول الجوار"، وفق تصريح سابق للوزير الإيراني. وذكرت قناة "المسيرة" الفضائية الناطقة باسم الحوثيين في خبر مقتضب، الأربعاء، أن "كبير المفاوضين بالجماعة محمد عبدالسلام التقى بوزير الخارجية الإيراني في مقر السفارة الإيرانية بالعاصمة العمانية مسقط"، دون تفاصيل. فيما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، أن "عبداللهيان استقبل عبد السلام، في مقر السفارة الإيرانية في مسقط مساء الثلاثاء، وعقد معه جولة من المباحثات". وأضافت الوكالة أن "المباحثات تناولت تطورات الأوضاع في اليمن"، دون تفاصيل. وتتكثف منذ شهور مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، إضافة إلى تحركات أممية ودولية متعددة للدفع بعملية السلام. وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقّعت السعودية وإيران، بوساطة الصين في 10 مارس/آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقاتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين البلدين الأكثر تأثيرًا بمآلات الأزمة اليمنية. لكن في المقابل يعمد الحوثيون إلى تصعيد تحركاتهم العسكرية في أكثر من جبهة خاصة في محافظات تعز ومأرب والحديدة وهو ما أثار قلق الحكومة اليمنية وكذلك الجانب السعودي. ورغم أن الحوثيين توقفوا عن استهداف أراضي المملكة بالصواريخ والمسيرات التي تصلهم من ايران لكنهم لا يزالون يعمدون الى تجنيد مقاتلين وتخزين أسلحة والقيام بتدريبات عسكرية متواصلة وهو ما لا يساعد في إحلال السلام. ولا يزال الحوثيون ورقة بيد ايران في الحرب والسلم في اطار الصراع الجيوسياسي في المنطقة. وكانت السعودية قامت بمبادرة حسن نوايا بالسماح لقيادات من الحوثيين بأداء مناسك الحج وذلك بعد السماح بإقلاع أول طائرة من مطار صنعاء الدولي الى مطار جدة الدولي حاملة عددا من الحجاج منذ بداية الأزمة قبل نحو 9 سنوات. ويمثل الملف اليمني ملفا حساسا بالنسبة للسعوديين وهو من بين ابرز الأسباب التي دفعت الرياض لاستئناف العلاقات مع طهران لدفع الحوثيين للتوقف عن هجماتهم وانتهاكاتهم العسكرية.
مشاركة :