نجح الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بالفوز بفترة رئاسة خامسة، ليمدد بهذا حكمه المستمر إلى 30 عاماً. وبينما يعتبر المعارضون أن أسلوبه في الحكم أصبح استبدادياً على نحو متزايد، إلا انه نجح باعتراف الكل في ابعاد بلاده عن شبح الإرهاب، وبالعكس نجح في الاستثمار في الأزمات ولبسط نظريته في تحقيق السلام في إثيوبيا، السودان، الصومال كما لعب دور وسيط إقليمي عندما تنشأ التوترات في منطقة البحيرات. يوري موسيفيني وهو رئيس أوغندا منذ 29 يناير 1986، وُلد في العام 1944 في رواندا ثمَّ جاء مع والدته إلى أوغندا. حصل على بكالوريوس العلوم السياسية.. والاقتصاد من جامعة دار السلام في تنزانيا، وعمل في جبهة تحرير موزمبيق. وهو طالب جامعي أسس جبهة الإنقاذ الوطني التي أسقطت حكم الجنرال عيدي أمين في العام 1979. بدأ عمله السياسي التنفيذ في العام 1979 عندما شغل منصب وزير دولة في وزارة الدفاع الأوغندية، قبل ان ينقلب على الرئيس ميلتون أبوتي بإنشاء المقاومة العسكرية ضده في العام 1981 إلى 1985 حيث عُيِّن نائباً للرئيس قبل أن يصل لمنصب رئيس جمهورية أوغندا ووزير الدفاع عام 1986 حتى الآن. قبضة حديدية المعروف عن يوري موسيفيني استعماله القبضة الحديدية في مواجهة أي معارضة داخلية أو خارجية، كذلك سارعت قراراته كإلغاء المدة الزمنية لولايته الرئاسية قبل انتخابات العام 2006 والمضايقة التي تتعرض لها المعارضة إلى الشعور بالقلق والخوف من جانب المجتمع الدولي. وكان قادة أوروبيون عرضوا على موسيفيني ترك الرئاسة قبيل الانتخابات الرئاسية السابقة في 2005 مقابل تولي مناصب دولية، ما رفضه الرجل قائلاً: بالنسبة لي فإن العمل في الأمم المتحدة سيكون إهانة، لا يمكن أن أعمل لحساب الأمم المتحدة، في حين أن أفريقيا ضعيفة، إنني أبحث عن قضية وليس عن وظيفة. هيمنة ويؤكد محللون أن أهمية موسيفيني في المنطقة هي قدرته على نشر القوات العسكرية دون قضية حقيقية من أي سلطة. ولا يوجد بلد آخر في المنطقة لديه القدرة للقيام بذلك. ويقول أنصار الرئيس إن منافسيه فشلوا في طرح أي فرصة للتقدم. لذلك فقد نجح موسيفيني في بسط قبضته وتعديل القوانين بما يساهم في استمرار حكمه رغم تدهور شعبية حزبه حركة المقاومة الوطنية. وفي أعقاب وفاة رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي، يعتقد مراقبون أن موسيفيني يعتبر أبرز القادة المؤهلين لقيادة الوساطات الدولية الموالين للغرب في المنطقة والمؤيدين لإستراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، مشيرين أن كمبالا تتأبط أجندة أمنية في وقت تواجه فيه المنطقة بأسرها شكوكاً برزت مع التشدد على طول الساحل الشرقي . حيث ان الرئيس الرواندي بول كاغامي يعتمد على موسيفيني لإذابة الجليد بينه وواشنطن ولندن، وكذلك شهدت عدة وساطات بين الخرطوم وجوبا رغم اتهامات موجهة لكامبالا في التورط في حادثة سقوط طائرة زعيم جنوب السودان آنذاك جون قرنق بعد تنصيبه في الخرطوم نائباً أول للرئيس في 2005.
مشاركة :