تشهد أسواق الأضاحي في مصر ركودا كبيرا قبيل عيد الأضحي المبارك في ظل ارتفاع أسعار الماشية والخراف بشكل غير مسبوق واستمرار الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المصريون والتي أثرت سلبا على قدراتهم الشرائية. ويحتفل المسلمون في مصر والعالم بعيد الأضحي الأربعاء القادم ولمدة أربعة أيام، ويحاول المصريون التغلب على الأسعار المرتفعة بالدخول في شراكات لشراء الأضحية. وقال وليد عزوز (66 عاما)، وهو صاحب مصنع ملابس صغير، إنه كان يشتري الأضحية لوحده كل عام، لكن هذا العام اضطر لمشاركة اثنين آخرين في الأضحية بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير جدا. وأضاف عزوز لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه في العام الماضي كنت اشتري الأضحية بـ 15 ألف جنيه وهذا العام اشتريناها بـ 60 ألف جنيه (الدولار الأمريكي يعادل 30.93 جنيه)، وأشعر بالحزن لأني لن استطيع أن أوزع اللحوم على نفس عدد الأشخاص الذين كنت أوزع عليهم في العيد الماضي. أما فوزي أبوعطية، وهو موظف بوزارة الأوقاف، فقد اشترك مع عدد أكبر لشراء أضحية العيد. وقال أبوعطية لـ((شينخوا)) إن ذبح الأضحية كل عام يعتبر عادة بالنسبة لنا منذ الصغر لكن الوضع اختلف هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار. وتابع أنه في الماضي كان يشترك مع اثنين أو ثلاثة لشراء الأضحية لكن هذا العيد اضطر للمشاركة مع ستة أشخاص، واتمنى أن يتحسن الاقتصاد ونعود مثل الماضي. وتواجه مصر أزمة اقتصادية منذ العام الماضي في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في ارتفاع أسعار الغذاء والنفط العالمية، وبالتالي ارتفعت فاتورة الواردات المصرية. وبالتزامن، ضربت سلسلة من زيادات أسعار الفائدة الأمريكية الاقتصاد المصري، حيث هربت الأموال الساخنة من السوق المصرية إلى نظيرتها الأمريكية، وهو ما تسبب في أزمة شح الدولار في مصر. واضطرت مصر إزاء ذلك إلى تخفيض قيمة عملتها المحلية عدة مرات حتى أصبح الدولار الأمريكي يعادل 30.93 جنيه مصري حاليا مقابل 15.75 جنيه في يناير 2022. وفي سوق (المناشي) بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة، كان حسن محمد يعرض بعض الماشية للبيع مع اقتراب عيد الأضحي. وأوضح محمد أن سعر كيلو اللحم القائم يتراوح بين 140 إلى 145 جنيها خاصة أن سعر العجل تضاعف مقارنة بالعام الماضي وأصبح سعره يبدأ من 50 ألف جنيه. وأكد أن ارتفاع الأسعار أثر على حركة البيع والعمل، ونسبة المبيعات هذا العام ضعيفة. وشاطره الرأي عادل عبد النبي، الذي يبيع الأغنام في السوق، قائلا إن الإقبال على الشراء هذا العام ضعيف لأن ظروف الناس صعبة والكل يشتكي من الأسعار ولا توجد مقارنة بالسنوات الماضية. وأردف أنه في هذا الوقت من العام الماضي كان يبيع كل الخرفان لكن ارتفاع الأسعار هذا العام قلل حركة البيع بشكل كبير جدا. بدوره، قال هيثم عبد الباسط نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة إن الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام تراجع بنسبة 80 % هذا العام بسبب ارتفاع أسعار الماشية. وأوضح عبد الباسط لـ((شينخوا)) أن متوسط سعر العجل المناسب للذبح أصبح يتراوح بين 50 إلى 80 ألف جنيه، وهذا أدى إلى عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي. وأرجع هذا الارتفاع في أسعار اللحوم إلى تعويم الجنيه وارتفاع معدل التضخم الذي لم يقابله ارتفاع مناسب في مرتبات المواطنين وبالتالي انخفضت قوتهم الشرائية. وبلغ معدل التضخم السنوي في مصر خلال مايو الماضي 33.7 %، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وأشار عبد الباسط إلى أن المواطنين لم يعزفوا فقط عن شراء الأضاحي بل أيضا عن شراء اللحوم من محلات الجزارة، وأصبحوا يلجأون إلى المنافذ التجارية والمجمعات الاستهلاكية التابعة للدولة والتي تبيع لحوما مستوردة بأسعار أقل.■