كان أشهر شخص أدار قرعة المنتخبات، وبعدها أصبح رئيسا للفيفا. الحديث هنا ليس على إنفانتينو الفائز مؤخرا بمقعد رئاسة الفيفا. الحديث كان عن سويسري أخر تولى هو الأخر إدارة قرعة المنتخبات للاتحاد الدولي لكرة القدم لينجح بعد ذلك في الفوز بمقعد رئاسة الفيفا عام 1998 ولمدة 18 عام وهو جوزيف بلاتر. يأتي اليوم ويحتل موقعه رجل قُرعة اخر وهو جياني إنفانتينو ليتواجد سويسري أخر على رئاسة الفيفا. إنفانتينو قد يكون تعلم من بلاتر أو قد تكون صدفة غريبة ولكنه من المؤكد اتبع خطى بلاتر ونجح في تقوية علاقاته داخل الاتحاد الدولي من خلال عملة كمدير الشؤون القانونية بالفيفا ثم نائب السكرتير العام للاتحاد ثم السكرتير العام لليوفا. حلم مُبكر بسبب بلاتيني فإنفانتينو الذي كان يعتبر رجل القرعة فقط لا غير بالنسبة لمشجعي الأندية الأوروبية كان يتبع سياسة فرانك أندروود في مسلسل هاوس اوف كاردز - سلم عليهم بيدك اليمنى واحتفظ بحجر في يدك اليسرى- فكل تحية كان يقوم بها إنفانتينو أمام أو خلف شاشات التلفزيون على مدار سنوات تواجده في الاتحاد الأوروبي كان خلفها هدف أكبر له كان ينمو ببطء في ظل بلاتيني الذي كان على وشك أن يصبح البديل الطبيعي لبلاتر ولكن جاء استبعاد بلاتيني ليبكر بهذا الهدف. فالظروف التي كانت تحيط بطريقة ترشحيه المتأخرة وتواجد أشخاص أصحاب نفوذ أقوى وأشهر كان يوحي بأن مشجع إنتر ميلان ليس لديه فرصة للفوز بذلك السباق. الرجل لم يدخل سباق رئاسة من قبل مثل الأمير علي (27 صوت) ولم يكن يتولى رئاسة اتحاد بحجم الاتحاد الأسيوي لكرة القدم مثل الشيخ سلمان (85 صوت) ولم يكن ينوي الترشح مبكرا مثل جيروم شامبين الذي سافر لـ70 دولة قبل إعلانه الترشح رسميا (7 أصوات). إنفانتينو نجح في القيام في حملة انتخابات مثالية. فعلى الرغم من ترشيحه المتأخر منتصف شهر نوفمبر وبدأت رحلته من اتحاد أمريكا الجنوبية مرورا بإفريقيا وزيارة نيجيريا وموزمبيق والسنغال والجابون ورواندا مرورا بمدغشقر مرورا بالدول العربية مثل الجزائر والإمارات ثم زيارة إيران ثم زيارة الكاربيان والذي يضم اتحاده 29 دولة ثم أخيرا رحلة سريعة في اوروبا من أجل أصوات مضمونه مسبقا. واختتم حملته الانتخابية بمؤتمر دعائي إعلامي من الدرجة الأولى ودعى به العديد من نجوم الكرة السابقين والمدربين الذين ليس لهم أصوات فعليه في تلك الانتخابات. ويعتقد العديد أن السويسري-الإيطالي استغل أصوات الاتحادات التي كانت تنوي ترشيح بلاتيني المرشح الأوروبي. فرغم الشكوك التي تدور حول بلاتيني وقضية الفساد الذي يحاول تبرئة إسمه منها إلا أن انفانتينو يستغل كل فرصة لشكر بلاتيني وكان ينجح في كل مرة في الدفاع بشكل دبلوماسي عن رئيسه السابق دون أن يخسر أي من الأصوات التي تدعمه. الوجه المادي إنفانتينو خلال تلك الانتخابات لم يفز فقط بدعم نجوم الكرة تحت مظلة التغيير ومكافحة فساد الفيفا تحت مظلة بلاتر ولم ينجح في كسب تعاطف الاتحادات غير الأوروبية بشعاره بأن الفيفا ليس أوروبيا، ولكنه نجح أيضا في الفوز برجال الأعمال والرعاة والذي لهم دور خفي أيضا في فوزه بتلك الانتخابات. فإنفانتينو كان يؤكد دائما بأن الفيفا من حقه كسب الأموال وزيادة ولكن من خلال طرق مشروعة. فحديث رئيس الفيفا الجديد عن زيادة المكاسب غير مهم لمتابعي الكرة بشكل عام ولكن بالنسبة لرجال الأعمال والرعاة والاندية فهي تعتبر كلمة سر تعني بقاء الوضع على ما هو عليه ولكن بدون فساد نظريا. يذكر أن عدة رعاة للاتحاد الدولي كانوا قد طلبوا استقالة بلاتر بسبب قضايا الفساد التي أحاطت به وانسحب عدة رعاة أيضا من رعاية الفيفا وكأس العالم. نجاح جياني إنفانتينو قد يبدو غير منطقي ولكن نظريا فالكرة الأوروبية هي الأقوى والأكثر تقدما وبقاء رئاسة الفيفا في يد أوروبية تبدو منطقية. ولكن هل يكون تعيين إنفاتينتو هو مخرج لبعض الفاسدين داخل الفيفا؟ وهل سينجح المحامي السويسري في تفادي أخطاء بلاتر ام سيتبع خطاه في الترشح وفي الفساد أيضا؟
مشاركة :