حركت سلحفاة بحرية صغيرة زعانفها عندما أنزلت في المحيط ليتم دفعها إلى الشاطئ بسبب المد القوي. حاولت مرة أخرى، لكنها هذه المرة نجحت في السباحة بسرعة وعمق في مياه الخليج العربي قبالة سلسلة منتجعات سياحية على شاطئ البحر. يأمل علماء أن تعود السلحفاة إلى موطنها الطبيعي، لتنضم إلى حوالي 500 سلحفاة بحرية تم إنقاذها وإعادة تأهيلها وإطلاق سراحها منذ أن أطلقت هيئة البيئة في أبوظبي قبل ثلاث سنوات برنامجا لمساعدة السلاحف المتضررة من تغير المناخ وقضايا أخرى. حمل أعضاء برنامج إنقاذ الحياة البرية، التابع للهيئة، حوالي 80 سلحفاة في أوائل يونيو/ حزيران الماضي إلى حافة المياه، وانضم إليهم أعضاء من المجتمع. حضرت العديد من أجهزة التتبع بالأقمار الصناعية لمساعدة العلماء على فهم أنماط الهجرة بشكل أفضل، ونجاح طرق إعادة التأهيل. تُطارد السلاحف تاريخيا من أجل لحومها وبيضها، واستخدام أصدافها في صناعة المجوهرات. لكن الكثير من العوامل التي من صنع الإنسان تؤدي لانخفاض في جميع أنواع السلاحف البحرية السبعة. تقول عالمة البيئة، هند العامري، ”نرى قضايا مثل التلوث البلاستيكي، والتنمية الساحلية، ما يقلل كمية موائل التعشيش المتاحة.” يقول باحثون إن تغير المناخ مساهم كبير في ذلك. يؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى الإضرار بالشعاب المرجانية التي تحتاجها السلاحف للبقاء على قيد الحياة، وتحول التيارات السلاحف لمفترسات جديدة. يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تقليل الشواطئ التي تعشش فيها السلاحف وتضع بيضها. هيئة البيئة في أبوظبي ليست الوكالة الوحيدة في الإمارات التي تركز على مساعدة السلاحف البحرية. أطلقت ”جمعية الإمارات للطبيعة” مبادرات للحفاظ على البيئة البحرية منذ أكثر من عقد لدراسة سلوك سلاحف صقر المنقار والسلاحف الخضراء في المنطقة. ساعد مشروع الجمعية لإعادة تأهيل السلاحف البحرية المريضة والمصابة لما يقرب من عقدين، حيث أعادت تأهيل أكثر من 2000 سلحفاة وإعادتها إلى الخليج العربي في ذلك الوقت. يقول علماء إنهم يرون أدلة على أن السلاحف البحرية تتكيف مع تغير المناخ. يتأثر جنس السلاحف بدرجة الحرارة التي يتطور فيها البيض، حيث ينتج عن درجات الحرارة الأكثر دفئا نسبة أعلى من إناث السلاحف. تقول هند العامري إن الجو في الإمارات أصبح دافئا لدرجة أنه يجب تدمير السلاحف الذكور، لكنها صحيحة وتتكاثر. وتضيف ”هذا يقودنا لفهم سبب تكيف جنسنا البشري مع ما هو عليه وماذا سيعني ذلك من حيث تغير المناخ وقد تكون السلاحف قادرة على التكيف مع تغير المناخ في المستقبل أم لا”. ستناقش قضايا مثل كيف يستطيع الكوكب الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وآثاره الضارة على السلاحف البحرية وبقية المخلوقات في العالم، باستفاضة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل عندما تستضيف دبي قمة الأمم المتحدة المقبلة بشأن تغير المناخ.
مشاركة :