استقبلت قلعة الفجيرة بخصوصيتها التراثية، أول من أمس، واحداً من أقدم الفنون الأدائية في المنطقة، وهو فن المزافن، من خلال بطولة السيف، التي ازدهرت بشكل خاص عند ساكني قمم رؤوس الجبال في مناطق رأس الخيمة والفجيرة، لتنتشر بعد ذلك في سائر إمارات الدولة، وبين موسيقى الجاز وغيرها من أنواع الموسيقى الغربية الحديثة، عبر فرقة أبوظبي بيج باند، التي استضافها مسرح كورنيش الفجيرة في التوقيت ذاته. عروض اليوم يستضيف مسرح بيت المونودراما في مدينة دبا الفجيرة المسرحية الإماراتية ماذا أنتظر، فيما تبحر فرقة صوت الأردن للفنون الشعبية بالجمهور مساء اليوم على مسرح كورنيش الفجيرة في خصوصية الفلكلور الأردني. وتختتم فعاليات اليوم بحفل لأوركسترا الفجيرة بقيادة الفنان الإماراتي علي عبيد، ليبقى الجمهور بعد ذلك على موعد مع اختتام المهرجان، يوم غدٍ (الاثنين). عبدالحميد البلوشي: هذا مكاني كان لافتاً وجود الفنان الإماراتي الشاب عبدالحميد البلوشي، ضمن لجنة استقبال الضيوف في مسرح الكورنيش، في عدد من الفعاليات، وبعد الظن بأن البلوشي كان ضيفاً مدعواً، تبين أنه ضمن اعضاء اللجنة المنظمة نفسها. البلوشي أكد انه تحمس كثيراً كي يقدم جهوده لإنجاح الدورة الأولى لمهرجان الفجيرة الدولي للفنون، مضيفاً هذا مكاني، وهذا الحدث الأول لمهرجان يمثل في جانب منه وجه إمارة الفجيرة المشرق، ومن الطبيعي أن أكون في مقدمة المبادرين لتقديم كل العون لإنجاح المهرجان. وكشف البلوشي أنه كان شديد الحماسة لاستضافة عروض بعينها على مسرح كورنيش الفجيرة، خصوصاً عرض أطفال جورجيا، الذي لاقى استحساناً هائلاً من الجمهور وقت عرضه. ومع عزف موسيقى المزافن التقليدية التي تردد صداها في ساحات وربوع قلعة الفجيرة، أقدم الشواهد الأثرية الموجودة في الإمارة، كانت الفرقة حديثة العهد، التي تأسست عام 2007، تعزف موسيقى الجاز على كورنيش الفجيرة، بتكوينها الذي يوحد بين موسيقيين محترفين وهواة، مقدمين أنواعاً متعددة من موسيقي الجاز لأشهر الفنانين والموسيقيين العالميين مثل ديوك إلينغتون- كوينسي جونز- جورج غيرشوين - غلين ميلر - تيتو بوينتي وغيرهم. ومع استضافة المسرحية الإسبانية الشهيرة عرس الدم من قلب أوروبا على مسرح جمعية دبا للفنون، أول من أمس، كان مسرح بيت الفنون على بعد أمتار قليلة من هذا العرض يستعد لعرض آخر من جنوب شرق آسيا وهو المسرحية الفلبينية الوجه الحقيقي، فيما كانت فرقة الأردن للفنون الشعبية تعرض مختارات من الفلكلور الأردني في منطقة مسافي، حيث تنقلت العروض في مناطق غير معتادة استضافة مثل هذه العروض الخارجية، كمنطقة الطويين وغيرها. هذه الحالة الفريدة هي إحدى أهم مميزات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، حسب العديد من ضيوفه، فالموسيقى لغة الشعوب، حسب رئيسة دار الأوبرا المصرية والعازفة العالمية الدكتورة ايناس عبدالدايم، التي تؤكد أن حالة الانسجام هذه من الممكن أن تكون ثيمة رئيسة للمهرجان، يتم توكيدها بشكل أكبر في الدورات المقبلة. ورأى الفنان الإماراتي أحمد الجسمي أن إقامة مهرجان شامل للفنون، مهمة شاقة وليست يسيرة، في ظل البانوراما الفنية الثرية التي يكتظ بها المشهد الثقافي والفني الإماراتي، لذلك فإن إحداث حالة من الانسجام، في ظل هذه التعددية، يبقى عملاً تنظيمياً خلاقاً، ويحسب لإدارة المهرجان، التي وفرت كل هذه الأجناس الفنية المختلفة للجمهور تحت مظلة واحدة. في هذا الإطار أشاد الناقد الكويتي عبدالعزيز الحداد باختيارات لجان المشاهدة في عروض المونودراما بشكل خاص، مشيراً إلى أن العروض المنتقاة تميزت بتوزيع جغرافي متنوع، مؤكداً أن المهرجان يشهد تطوراً نوعياً ملحوظاً على المستويين الفني والتقني، حيث تعمل إدارة المهرجان منذ انطلاقته الأولى عام 2003 على استقطاب كل مقومات النجاح لهذا المحفل الدولي المهم في مجال المونودراما، ولا تتوانى عن استحضار كل ما يمكن أن يضيف جديداً يلقى قبولاً وإقناعاً فنياً للحضور. ومع تعدد المشهد الثقافي والفني في الإمارات يبقى استيعاب هذه التعددية بمثابة مهمة تستحق التقدير لا سيما لجهة احداث حالة تستوعب جميع الأذواق المتعددة والمختلفة، حسب الناقد المسرحي البحريني يوسف الحمدان الذي أكد أن عروض المونودراما هذا العام جيدة ومتنوعة من دول العالم كافة، حيث راعت إدارة المهرجان أن يكون توزيع العروض على أساس تمثيل جغرافي واسع يُمكّن الجمهور من الاطلاع على تجارب العديد من الشعوب في العمل المسرحي المونودرامي، ما يعني أن التعددية كانت خياراً أساسياً لدى إدارة المهرجان.
مشاركة :