الرياض واس حذَّر أكاديمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من أساليب خداع يستخدمها الإرهابيون لإبعاد الشباب عن الوسطية، فيما دعا إلى «تلاقي إرادة» بين الأسرة والمدرسة. ولاحظ الدكتور بندر بن فهد السويلم لجوء أصحاب الفكر المتطرف إلى إثارة العواطف الدينية لدى الشباب وتلبيس الأمور للتأثير عليهم والدفع بغيرتهم عن الحق وجعلها طاغية على أحكام الشريعة الإسلامية غير منضبطة بها وبعيدة عن حكمة العلماء وتجاربهم. وأكد أن أساليب الخداع باتت مفضية إلى اتِّباع مسلك الانحراف السريع بما يحويه من غلو وتشدُّد ومجانبة للوسطية. وعدَّ التشكيك الذهني في الحقائق والمعلومات الشرعية والواقعية أول العوامل التي تقود المغرَّر بهم إلى الإرهاب، مشيراً إلى ما يتبع الاستهداف العقلي من تفجير وتدمير وتخريب وقتل «وهو ما لا يمكن أن يقوم به الإرهابي ما لم يكن متأثراً به فكرياً». ولاحظ السويلم، وهو أستاذ في معهد القضاء العالي، استغلال أعداء الإسلام من المتطرفين مفهوم الشريعة الواسع للتأثير على فكر الشباب والتشكيك في أحكام الدين ودعم الأراجيف بالفتاوى المضللة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب المسلم، «علماً أن هؤلاء الأعداء ليسوا من أهل الدين والفتوى لأن ادعاءاتهم الباطلة تنم عن انتمائهم إلى مجموعة من الجهَّال ومفرقي الجماعة ودعاة الفتنة وشق عصا الطاعة». وحثَّ على الاصطفاف والانتباه من أساليب التضليل التي تجر إلى ويلات الهلاك، وبينها تسويغ السلوك الإرهابي باعتباره جهاداً، وبث أكاذيب بغرض إثارة الخوف بين الناس ونزع الثقة فيما بينهم، وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. ووصف السويلم تربية النشء على التفريق بين الضار والنافع بمسؤولية ينبغي أن تتلاقى فيها إدارة الوالدين والمدرسة. وحذّر من أن اختلاف الإرادتين يؤثر سلباً على النشء ويورث لديه الشك واللبس و»يصبح لقمة سائغة في فم الأعداء». لكنه نبَّه إلى وجوب التفريق بين المتابعة السليمة للأبناء والرقابة المقلقة. وطالب السويلم أولياء الأمور بملاحظة ما يصدر عن الأبناء من أقوال وأفعال والتحقق من مصادرها مع الحث على الوسطية في القيم والمعاملات.
مشاركة :