ما أكثر البديهيات التي تفوت على قوانا وشخصياتنا السياسية بالكويت، ومنها حقيقة أن الحكومة القائمة ليست حكومة احتلال بل هي حكومة دولة وشعب الكويت، ومن ثَمّ فإن إفشال أعمالها هو إفشال بالتبعية للكويت ونهضتها وتنميتها ومستقبل أبنائها، فلم يحدث عبر التاريخ قط أن تزامن فشل الحكومات مع… نهضة دولها! *** ومن البديهيات كذلك المقولة الشائعة «إن أردت أن تطاع فأطلب المستطاع» وترجمتها أن على القوى السياسية والنواب ولضمان تعاون الحكومة معهم وتحقيق مطالبهم أن يطلبوا الممكن لا الحلم بالمستحيل، وضرورة البعد عن دغدغة مشاعر الناخب البسيط المؤمن بمقولة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» فعمل الحكومات والأنظمة والدول هو الحرص على توازن متطلبات الحاضر وحاجيات المستقبل التي قد تكون أكثر أهمية وإلحاحا، خاصة وقد بدأت عجوزات الميزانية العامة تتراكم وتتضخم وهو إشكال إن لم تعالجه الدول.. تدمر اقتصادها وانهارت عملتها وأظلم مستقبلها! *** آخر محطة: وكيف فاتتنا بديهية أن الخلافات السياسية وحتى الشخصية الكويتية لا قتلى ولا دماء فيها، وأن الأمم التي بلغ ضحايا خلافاتها بالملايين وسالت الدماء أنهاراً بها، تصالحوا وتساموا بالنهاية لمصلحة الأوطان ومستقبلها فهل نعجز ونحن أمام تحديات سياسية واقتصادية وأمنية غير مسبوقة في تاريخنا أن نقوم بما قام الآخرون به؟ وهل هم محبون لأوطانهم ومخلصون لها وجماعتنا عكس ذلك؟ لست أدري.