مع مطلع شهر رمضان المبارك بدأت مرحلة توطين قطاع الاتصالات بنسبة 50% ، وشاهدنا العديد من فرق التفتيش من وزارة العمل تتجول في كثير من الأسواق ومعهم معالي الوزير وكذلك معالي النائب للتأكد من تطبيق القرار ومع ذلك - وكما هو متوقع - فإن مقاومة القرار كانت حاضرة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، فعقود العمل ( الوهمية ) انتشرت بين الشباب والشابات السعوديات مع الحرص على الإشارة بأن وقت العمل مرن وغير محدد ويعتمد على حركة السوق ، وآخرون عمدوا إلى أخذ صور بطاقات الهوية الوطنية وتسجيل رقم الجوال عليها فإذا ماشعروا بأن هناك جولات تفتيشية للجهات الرقابية بادروا بالاتصال عليهم للحضور والجلوس في المحلات لحين انتهاء الجولة في حين لجأ البعض الآخر إلى تقديم مبالغ نقدية لبعض الشباب للوقوف مؤقتاً في المحلات وفضَّل آخرون إغلاق المحلات لحين انتهاء ما أسموه - الزوبعة - ثم معاودة النشاط من جديد . أحد تقارير اللجنة المشكلة من عدة جهات حكومية والتي قامت بحملة تفتيش للتحقق من تطبيق قرار توطين قطاع الإتصالات أسفرت عن تفتيش 97 منشأة وثبت مخالفة 86 منها ومن أبرز تلك المخالفات هي السعودة الوهمية ، ومهما بلغ عدد المفتشين فلن يستطيعوا أن يراقبوا جميع المحال الموجودة ،ولذلك وحتى لاتتكررمشاريع التوطين الفاشلة مثل توطين محلات الذهب أو نشاط الأجرة أو حلقات الخضار أو غيرها من القطاعات والتي أكد معالي وزير العمل والتنمية الإجتماعية بأن السبب في مثل تلك الإخفاقات هو فقدان التنسيق والمشاركة بين الأجهزة الحكومية في إدارة المشروع ، فمشاريع التوطين لايمكن أن تنجح من خلال جهة واحدة بل لابد من تضافر الجهود والعمل المشترك لإيجاد سبل الاستدامة لمثل هذه الحملات، إضافة إلى كشف وسائل التستربمختلف أنواعها وتطبيق العقوبات الرادعة بحق المخالفين والعمل على إيجاد الكوادر البشرية البديلة والمؤهلة علمياً ومهنياً لتولي هذه المهام كبديل للعمالة الوافدة. توطين مجال الاتصالات سيشكل منحنى حقيقياً في رحلة توفير فرص العمل لشباب وشابات الوطن ، فعلى الرغم من أن فرص العمل التي يقوم بتوفيرها لايتجاوز 20 ألف فرصة عمل إلا أن العدد الكبير للوزارات والجهات الحكومية المشاركة فيه وكذلك حجم الإعداد والتنسيق لتطبيقه وماتبعه من حملات تحفيزية للشباب والشابات للالتحاق به سواء في مجال التوظيف أو المشاريع الصغيرة تحمل هذا المشروع مسؤولية كبيرة تفرض عليه النجاح ، إذ إن الإخفاق أو التعثر - لاسمح الله - لن يسمح بأن تقوم قائمة لأي مبادرة مستقبلية للتوطين . Ibrahim.badawood@gmail.com