أشرت في المقال السابق 3 يوليو 2023 أن مشعر عرفات من الأماكن المقدسة يجتمع فيه ملايين الحجاج، ولا تتم الفريضة إلا بالوقف في عرفات، وهذا المشعر أيضًا من أماكن السيرة النبوية، يضم مسجد (نمرة) الذي يعد من أهم المساجد التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية، وهو المسجد الوحيد الذي يفتح أبوابه ليومٍ واحد فقط في السنة هو يوم عرفة، ليستقبل أعدادًا من الحجيج ليؤدوا صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في مسجد نمرة وساحاته بمشعر عرفات. من خلال الوقفة في عرفة لساعات لا يتمكن الحجاج من التعرف على جميع الأماكن التي لها علاقة بسيرة النبي الكريم: أولًا: طراز عمارة مسجد نمرة، وقد تم الإشارة له سابقًا. ثانيًا: جبل الرحمة (عرفة) كذلك تم الإشارة له سابقًا. ثالثا: وادي عرنة. - عين زبيدة التاريخية. - بيئة عرفة الصحراوية. - جبال مكة العظيمة. - المسار الذي سلكه النبي العظيم من عرفات إلى مزدلفة ومنى ثم الحرم المكي. -وادي عرنة : هو أحد أودية مكة المكرمة وأشهرها، يقع غرب عرفات، ويخترق أرض المغمس، فيمر بطرف عرفة من جهة الغرب عند مسجد نمرة ثم يجتمع مع وادي نعمان، ويمر جنوب مكة على حدود الحرم، ثم يغرب حتى يفيض في البحر الأحمر جنوب مدينة جدة . نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الوقوف فيه بيوم عرفات، فهو الحد الفاصل بين مشعر عرفة ومكة المكرمة، وتنبع أهميته من موقعه بين مشعر مزدلفة ومشعر عرفة. وقال: النبي الكريم «عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة». - عين زبيدة : زبيدة (766 - 831م - 149- 216هـ) بنت جعفر بن أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد - أجرت المياه من مصدرين هما عين حنين وعين عرفة وذلك نهاية القرن الثاني الهجري، وفي الطريق من مكة المكرمة إلى الطائف يشاهد على سفوح الجبال ماتبقى من قناة «زبيدة» التي نفّذتها السيدة زبيدة بعد حجها عام 186هـ، حيث أدركت زبيدة زوجة الخليفة العباسي أثناء حجّها مدى الصعوبات التي تواجه الحجاج من نقص المياه أثناء سيرهم إلى مكة. وأمرت زبيدة بحفر قنوات مائية تتصل بمساقط المطر في مناطق تقسيم مياه الأمطار ومسايلها على الجبال فاشترت جميع الأراضي في الوادي المارة بالقناة، وفي حالات أمرت بأن تُشقّ للمياه قناة في الجبال. وهذه القناة جعلت لها خرزاً وفتحاتٍ لتنظيف مجرى القناة والصيانة ولجمع مياه السيول ومصائد للأمطار، لتكون هذه المياه روافد تزيد في حجم المياه المتدفقة عبر ميل المنسوب الأرضي إلى مكة المكرمة عبر القناة الرئيسة، وهي على شكل عيون تغذيها الأمطار ومصدر آخر هو مياه الشقوق أو الصدوع لكون مكة واقعة في منطقة الدرع العربي، كما تتغذى من وادي نعمان في عرفة الذي يتحد مع وادي عرنة ليصبح واديًا واحدًا ويصل بالبحر. تم سحب مياه «عين وادي نعمان إلى عرفة» ثم مدت القناة من عرفة إلى «مزدلفة» ثم إلى «منى»، لتصبّ في بئر مطوية، ثم يمتدّ هذا المجرى إلى مكة المكرمة مرورًا بالعزيزية حتى تصبّ في بئر مطويّة بأحجار تُسمّى «بئر زبيدة»، في منطقة محبس الجن، إليها ينتهي امتداد هذه القناة قرب الحرم. إذن أمامنا في مشعر من معالم: جبل عرفة ومسجد نمرة ووادي عرنة وقناة عين زبيدة، وهذه المعالم تعني الحجاج والمعتمرين والزوار، وتحتاج إلى برامج تتولاها شركات تقوم بجولات طوال السنة، وتربط برحلات وبرامج العمرة.