(كيف تحكي حكاية) - أميمة الخميس

  • 2/29/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعض الكتب أشعر بأهمية مشاركة القراء بها وليس لأن الكاتب لا يستطع أن يستأثر بمعرفته وحيداً فقط، ولكن أيضاً هناك كتب تطل بك على ساحات جديدة مدهشة ومشوقة ككتاب (كيف تحكى حكاية). لعدة مسوغات منها: -إن المؤلف هو العظيم غابرييل غارسيا ماركيز. -إنها ليست رواية بل ورشات كتابة سيناريو يقدم من خلالها الكاتب تجاربة في ورش العمل في السيناريو، حيث تبرق الفكرة في رأس غابو (اسم المناداة والتدليل للروائي ماركيز)، ومن ثم كيف يتم تصعيدها وسد ثغراتها وجدلها في منظومة درامية مشتركة عبر فريق ورشة السيناريو، يقول ماركيز عن هذا (الشيء الوحيد الذي أتقنت عمله إلى اليوم هو رواية القصص، ولكنني لم أتصور قط بأن روايتها جماعياً ستكون ممتعة إلى هذا الحد، فهذه الورشة هي المكان الذي يرى المرء بعينيه، كيف تنمو القصة). -الكتاب يقف على تلك النقطة المفصلية التي تفصل بين الفنون السردية وثقافة الصورة، وهي انتقال بين صيغة فنية إلى أخرى الصورة/الكتابة، وهي نفس تلك اللحظة العظيمة التي وقفت فيها البشرية محتارة بين ثقافة المشافهة وثقافة التدوين. -تأتي أهمية هذا الكتاب للقارئ العربي كون الدراما العربية تعاني من شح على مستوى الكم والكيف في ورش ومحترفات كتابة السيناريو، والنتيجة تلك المسلسلات الدرامية المرعبة التي نراها انتشرت كنبات الفطر عبر قصص مستهلكة وحبكات فاقعة التراجيديا، مع ندرة العمق الفكري وغياب مهنية والجاذبية الدرامية، (لا أعمم هنا فهناك الكثير من الأعمال الرائعة المتكاملة) ولكن تظل في زاوية الندرة بشكل يؤكد قلة كتاب السيناريو المحترفين القادرين على تحويل نص سردي جيد إلى عمل درامي. -الأمر الثالث الذي شدني للكتاب أنه من ترجمة صالح علماني، وأزعم بحسب اطلاعي في هذا المجال بأنه من أهم المترجمين لأدب أميركا اللاتينية، حيث يوضح علماني (كيف أن ماركيز كان يقوم بدور المايسترو الذي يضبط إيقاع فريق العمل، ويطرح الأفكار الجديدة، ونقاط الانطلاق في كتابة السيناريو، ويصحح مسارات الحكايات الواقعية والخيالية التي تختلط بالأحلام، وفي كل مرة تبدأ الحكاية من فكرة أولية بسيطة، ثم تتطور، لتصبح سيناريو فيلم ينتظر التصوير) الكتاب ضخم من 600 صفحة ومن منشورات دار المدى، رصدت المئة صفحة الأخيرة لوضع نماذج من هذه الورش في صيغتها النهائية كسيناريو. سطور من الكتاب: (دون معرفة قوانين المونتاج لن تستطع كتابة سيناريو، المونتاج هو علم النحو السينمائي). (الدراما مثل الرواية ومثل الحياة دون توالي الحبكة المتماسك، ليس لها معنى). (في عالم الدراما لا مكان للحوارات الطويلة بين الشخصيات، لابد من استبدالها بالحدث والصورة) omaimakhamis@yahoo.com لمراسلة الكاتب: oalkhamis@alriyadh.net

مشاركة :