كشفت عاصفة الحزم جميع الأوراق العالقة، بل كشفت كل السياسات العالمية التي لها مصالح في الشرق الأوسط، وأول الساقطين ومن تعرت أوراقهم هي: إيران التي كانت تلبس ثوب الدولة الإسلامية الغيورة على التضامن الإسلامي، والدولة التي تدعي أنها الجار الحليف والصديق، في حين كانت تنتظر ساعة الصفر للانقضاض على العراق وتم لها ذلك، ثم الانقضاض على شعوب وأرض ونفط الخليج تحت مظلة نشر المذهب الشيعي ودحر السنة، والهدف وضع اليد على الخليج بدوله. دول عربية كانت تبتز دول الخليج تحت مظلة الجامعة العربية، وتحت تاريخ العروبة، وتحت منافع القومية، تحت هذه الشعارات -تبتز- الخليج مقابل بقائها بالصف العربي ولا تحدث انشقاقاً بالجامعة العربية فتحصلت على مليارات الدولارات من دول الخليج العربي، وعندما بدأ الربيع العربي يقضم في الأرض والسياسة وجاءت ساعة الصفر لمواجهة أخطار القاعدة وداعش والعدوان الإيراني تحولت مواقف هذه الدول إلى زبد مثل زبد البحر. لبنان الدولة العربية التي عاش تاريخها الحديث على مليارات وودائع واستثمارات الخليج وهي بلد مختطف من حزب الله، تحولت إلى مستودع لأسلحة إيران والمدد الذي لا يتوقف من المقاتلين للأسد. الدول الغربية كانت تنظر إلى الربيع العربي وإلى الدول العربية كنظرتها لمكعبات الأجبان الطرية تتقاسمها بنفس المشاعر والمصالح، كما حدث عشية نهاية الحرب العالمية الأولى قسم العرب بدولهم، كيف ما يرى الأقوياء والملاك الممسكين بالخيوط، لكن خيب الله آمالهم و انقلبت الموازين بتراجع إيران أمام مواجهة الحزم، ودخول تركيا طرفاً في الصراع السوري، لتصبح اللعبة أكبر على الغرب وعلى روسيا التي وجدت -موسكو- أنها في دائرة صراع واسعة فتتورط كما تورطت أمريكا في العراق عام 2003م وأصبحت الطرف المباشر الذي عليه أن يدفع الثمن. نشأت ظواهر جديدة قد تقلب الموازين: الحلف الإسلامي، والحلف العربي، والقوة الذاتية لدول المنطقة، فالغرب باستثناء روسيا يرى أن هذه الحروب عربية وإسلامية ولن يقاتل الغرب بالإنابة عن الشعوب العربية، وكما يقال: الجنود الغربيين يحاربون في سوريا والعراق وليبيا، وأبناء هذه الدول يستمتعون بالقهوة وقطع الكيك في شوارع أوروبا. هزيمة (الأحزاب الإسلامية) في سورية قد يجعل تجمعها في آسيا الوسطى في إيران وعلى الحدود الروسية، وهذا لربما يفسر التحركات المكثفة من الحكومة الروسية.
مشاركة :