منذ قيام الاتحاد؛ اعتنت دولة الإمارات عناية كبيرة بالصروح التراثية، ليس على صعيد البناء فحسب، بل على صعيد إحياء ذكرياتها في قلوب الأجيال وربط تاريخها بالحاضر، واستدامة عبق ذكرياتها كونها صروحاً تراثية راسخة. وعندما نتحدث عن الاستدامة فإننا نتحدث عن كل ما هو مستديم وليس فقط الطاقة المائية أو الهواء النقي، فهناك الكثير مما توارثه الأجداد لا يزال باقياً منذ القدم ويتم تجديده بفكر ويد الإنسان، فكل ما له علاقة بالماضي أيضاً له علاقة بالتطور الحادث مع مرور السنوات. ومن أهم ما يفخر الإنسان به تلك القلاع والأبراج والحصون، التي تحصنت بها الشعوب ضد الغزاة أو الطامعين، ولذلك تعد اليوم فخراً يقص للأجيال قصة كل صخرة وضعت في البناء، وقصص التكافل والتعاضد لأجل الوطن أو المنطقة، ومن بين ما يعد ذا أهمية في إمارة دبي بشكل خاص وفي كل الإمارات بشكل عام، الحصون والأبراج التي يتم الحفاظ عليها وصيانتها لتبقى مستدامة. حمد سلطان البدواوي الباحث والمؤرخ هو أحد المهتمين بهذا الجانب تحدث قائلاً إن الأبراج والحصون التاريخية تعد من أهم معالم منطقة حتا، وتعتبر مزاراً سياحياً يتوافد له الآلاف من السياح سنوياً، وبقاؤها يعد مثالاً واضحاً على قدرة دولة الإمارات على المحافظة على استدامة التراث، ناهيك عن تعلق سكان منطقة حتا بها لأنها دليل على عظمة فكر الأجداد وقدراتهم الذهنية الفائقة، في التخطيط العمراني والتكتيك العسكري. وتعتبر الحصون إرثاً عائلياً يشعرهم بالفخر والاعتزاز أولاً، ثم بالثقة والمسؤولية تجاه الاستمرار في الحفاظ على هذا الإرث وغرس أهميته لدى الأجيال الجديدة التي تأتي عاماً بعد عام منذ الآلاف من السنين، وفي حتا يوجد حصنان تاريخيان وبرجان عظيمان، مما منح المنطقة ثقلاً وأهمية دفاعية منحت للمنطقة الأمن والأمان وأصبحت حتا معبراً تجارياً آمناً وقوة استراتيجية دفاعياً. وأكمل البدواوي أن الحصن الأول وهو الأقدم يطلق عليه «حصن الحارة» وقد بناه الأخوان عبدالله وخليفة ابنا علي المايدي البدواوي، والحصن الثاني يسمى «حصن الجبل» وقد قام ببنائه محمد بن أحمد المايدي البدواوي. كلا الحصنين تم بناؤهما في القرن الثامن عشر حسب التقويم الميلادي، وكذلك يتشابهان من حيث المواد المستخدمة في البناء وهي الجص والطين، والحجارة والأبواب من الخشب الهندي القديم، وذلك يدل على التبادل التجاري مع الدول الأخرى ومنها الهند، ودائماً ما يكون الهدف المبدئي لبناء هذه الحصون هو السكن وأيضاً يتحول للدفاع والحماية، وبالحديث عن التراث المستدام في مجال العمارة والتاريخ في حتا. ولا نستطيع ونحن نتحدث عن التراث في حتا تخطي صرحين تراثيين مهمين جداً يعدان من روائع الهندسة المعمارية الموروثة، وهما البرج الشمالي والبرج الجنوبي، ومن المسمى ندرك أنهما يحدان المنطقة في جهتين جغرافيتين الشمال والجنوب. وهذا الموقع الجغرافي فرضه الهدف من البناء ألا وهو الحماية والدفاع وبث روح الأمن والأمان في نفوس سكان المنطقة، وبث الخوف والهيبة في نفس من قد تسول له نفسه لأي عمل مسيء حسب ذلك الوقت الذي كانت به بعض الاضطرابات من حروب وربما قطاع الطرق، ولا تزال دولة الإمارات تثري هذه الحصون ببرامج ومبادرات تربط الجيل الحديث بماضي الأجداد، إيماناً بأن الحاضر والتطور يستمد من عبق التاريخ، ومثال على ذلك قرية حتا التراثية ومجلس حتا التراثي الذي يعد بحد ذاته صرحاً تراثياً رائعاً. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :