مجلة شبابيك العالمية. استضاف الرواق الثقافي بجدة الأديبة والروائية “صباح فارسي”؛ حيث حاورتها المشرفة على الرواق الأديبة والإعلامية “ريم عبد الباقي”؛ لمناقشتها حول روايتها “عازف القنبوس”؛ وذلك في مقهى “مجالس المقام” الثقافي؛ بحضور نخبة من الأدباء والنقاد والإعلاميين الذين شاركوا في مناقشة الرواية؛ ومنهم: عمر رزق الله؛ د. حامد دندشي منال تلمساني؛ عبد الله الشاطري؛ د. أشرف سالم؛ رفعة الكمالي؛ فيصل ملتمس محمد المكوار؛ حسين فلمبان؛ ونائب رئيس التحرير مجلة شبابيك العالمية فاطمة روزي. صباح فارسى كاتبة وروائية سعودية، درست الأدب الإنجليزي وأبدعت في كتابة الأدب العربي، تصفُ نفسها بأنها نرجسية محلقة، أنثى متمردة على الواقع، متصالحة مع صلابتها الهشة، متخاصمة مع ضجيج البشر، متناقضة مع الظلال، تنسج بالحروف حكايات عن أحلامها وكوابيسها لأنها ما عادت تستطيع إغلاق عينيها والنوم دون أن تهذي من ضجيج أصواتهم. عازف القنبوس كانت روايتها الأولى ومجازفتها للغوص في عالم الرواية، كتبتها في ثلاث أعوام تنقلت حينها ما بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية للدراسة، والقنبوس آلة موسيقية يمنية تشبه العود له عنق قصير، ويُعرف في صنعاء بالطربي، ولها رونقها وطقوسها، وعشق أهلها لها، أربعة أوتار تعزف بلحن لا يشبه غيره من الأوتار، اختص به الفن الصنعاني. أما عن فصول الرواية فقد أسمتها الكاتبة شذرات بدلاً عن فصول، والشذرة هي: قِطعُ الذَّهَب تُلْتقطُ من مَعْدِنه. والشَّذْرُ خَرَزٌ يُفصَلُ به بين حبّات العِقدِ ونحوهِ . والشَّذْرُ اللؤلؤ الصِّغار . في ثمانٍ وعشرين شذرة أتى عازف القنبوس، بعدد حروف الأبجدية، وبأسماء للشخوص والشذرات تغريك بالفضول، وكأنها جعلت سحر الرواية في أسمائها، يا لها من صبرة ويا له من هجير (اسم البطلة واسم قريتها)، في كل صفحة من صفحاتها تجد نصاً أدبياً وكلمات ليست كالكلمات، مفردات كأنها لؤلؤ منثور يعانق جيدا. عازف القنبوس راوية عن معاناة المرأة بصفة عامة في بقعة من العلم رمز لها بالهجير ومحاولة إنسانية للفتيات اللواتي يجبرن على الزواج في سن مبكرة جدا، تتطور الأحداث لنجد أن الرواسب النفسية وتعنيف الأنثى يترك آثار على النسوة، آثار لا تزول. الرواية اجتماعية، عاطفية وهي دعوة النسوة للتحرر من الجهل ورفض التقاليد التي تفرض قسرا عليهن. (نساء الهجير كنا يغلقن الشبابيك جيدا، لا ثقب تتسرب منه الأحلام، أما صبرة فتجاسرت على أن تتهجى لغة الريح حرفا حرفا، صادقتها الريح، والريح صديق خائن لا يؤتمن، كل يوم لها حال، همست صبرة لها بأسرار الغرباء والمقموعين، بقصص هجرة القماري ونزوح الحمام، بحكايات مغتربين في أوطانهم، بحكايات نسوة إرثهن المرارة أب عن جد ولم يسمع هتافهن أحد. نسوة يحرقن حزنهن في سجائرهن، تمضي أيام العمر يتفرجن على آلامهن، جرحا جرحا حتى القبر، يصبحن حكاية تروى من الجدة للأحفاد، أشباح لنسوة عشن كأرقام لا يعرفهن أحد ولا يذكرهن أحد). عن “عازف القنبوس” كانت للناقدة الدكتورة “هيفاء فقيه” الأكاديمية المتخصصة في علم اللغويات؛ ورقة نقدية قالت فيها: قصة جميلة تحوي بين طياتها الكثير من القضايا الاجتماعية والأخلاقية والتربوية، بل وبعض الاختلافات البشرية لتشمل ثقافات ومشاعر (حب، كره، حزن وغيرة انثوية) وعادات وتقاليد. من خلال القراءة للقصة وجدت ان الكاتبة اخذت أسلوب التنقل من وإلى، وهذا نجده في الكثير من شذرات القصة فقد تنقلت بنا من القرية حيث الحزن والكآبة ومحدودية الطموح وعدم تقبل الغرباء، إلى المدينة التي تكتظ بالسكان ويفوح فيها عبق الحياة والمرح والفرح. أخذتنا الكاتبة من الضعف إلى القوة ومن الهمجية إلى الإنسانية، أيضا أبحرت بنا في الغابات والبحار وما فيها من أسرار وتناقضات من صداقة إلى مخاوف وغدر وعداء، أخذتنا إلى القمة ونزلت بنا إلى القاع في بعض العلاقات الإنسانية ومنها علاقة صبرة بوالديها وأناس منطقتها الهجير وأخيراً بشهقة البحر “مار”، وفي الاتجاه المعاكس أخذتنا من القاع إلى القمة. ومن جماليات القصة الوصف المكاني والزماني؛ بل وحتى المشاعر. جسدت بعض الجماد (شجرة الهمس) وجعلتها الصدر الحنون وحافظة الأسرار مقارنة بخساسة بعض البشر في تصرفاتهم وترصدهم لخطوات الآخرين؛ بل إنَّ همهم الأكبر هو جمع الأسرار وتتبع الأخبار ونشرها بالباطل لإفساد العلاقات والإكثار من القيل والقال. أعطتنا مرتكزات القوة البشرية ومنها الصبر، اليتم، الفقر، الكراهية للأنثى، الزواج غير متكافئ، ورفض زواج الفتاة من أجنبي، أبجدية الحب، استعباد الزوج لزوجته، النظرة الدونية والتحرش الجنسي للفتيات، الحرمان الأبوي، الجمال (الروحي والشكلي). تحدثت عن مشاعر الأبوة والأمومة في المجتمعين العربي والغربي وأثر الفقد وفرحة البقاء حتى ولو كان في قصاصة ورق. أخذت بنا إلى وجود بعض الرسائل في حياتنا والتي تكون سببا في نقلنا من حال إلى حال. أشارت إلى بعض الأسلحة التي تدرَّعت بها الأنثى في تلك الفترة وعلى وجه التحديد بطلة القصة (التهديد بالحرق)، سلاح العلم والمعرفة، الإحسان إلى الغير والغرباء، الأمانة والإخلاص في العمل، الاعتماد على الذات. من الجماليات في القصة خلق العلاقات البشرية دون الحاجة إلى وجود الألفاظ اللغوية (فلغة الإشارة كانت كافية لتوصيل الرسالة بين صبرة ومار) كما أشارت إلى قوة لغة الجسد في تعزيز المشاعر؛ بل وتأصيلها. المحتوى أعلاه يتم نشره عبر حسابات المجلة أدناه تويتر : https://twitter.com/shababeks_1 سناب شات https://www.snapchat.com/add/shababeks_1 انستقرام: https://instagram.com/shababeks1?r=nametag قناة شبابيك : https://www.youtube.com/channel/UCZbfRIHzi1WyP3_7lHfc0ag لمزيد من الأخبار تفضلوا بزيارة موقعنا : http://www.shababeks.com
مشاركة :