تواصل الامم المتحدة الاثنين ادخال مساعدات انسانية الى احدى المدن المحاصرة في سوريا، محذرة من ان الجوع قد يودي بحياة الالاف، في وقت لا يزال اتفاق وقف الاعمال العدائية صامدا رغم بعض الاحداث المتفرقة في يومه الثالث. دبلوماسيا، عقدت مجموعة العمل المكلفة الاشراف على وقف اطلاق النار اجتماعا في جنيف لتقييم الاتهامات حول سلسلة من الخروقات من دون ان يصدر عنه اي تعليق رسمي. لكن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قال ان الهدف منه العمل على "عدم اتساع نطاق هذه الامور واستمرار وقف الاعمال العدائية". وللمرة الاولى بعد سريان الهدنة، بدات قافلة مساعدات غير غذائية بالدخول الاثنين الى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق. واعلنت منظمة الهلال الاحمر العربي السوري مساء الاثنين "ان عشرين شاحنة من اصل 51 شاحنة" دخلت الى المدينة. واوضحت ان الشاحنات "محملة بمواد غير غذائية من اغطية وفوط للكبار والصغار وصابون ومساحيق غسيل قدمتها اليونيسيف ومفوضية اللاجئين" في الامم المتحدة. ومن المنتظر استكمال دخول الشاحنات الى المدينة التي اعادت الامم المتحدة تصنيفها بـ"المحاصرة" الشهر الماضي بعد تشديد الجيش حصاره عليها ووفاة ثمانية اشخاص جراء نقص في الرعاية الطبية. وهي القافلة الاولى التي يتم ادخالها الى المدينة منذ بداية تطبيق الاتفاق، لكنها الثالثة خلال الشهر الحالي. وأعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف ان "التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب"، مضيفا أن "الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الاخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف". وتخطط الأمم المتحدة لارسال مساعدات في الأيام المقبلة الى 154 الف شخص يعيشون في مناطق سورية محاصرة اما من قوات النظام واما من فصائل مقاتلة معارضة له. ويدخل النزاع السوري عامه السادس، وقد تسبب بمقتل اكثر من 270 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. - اجتماع تقييمي في جنيف - في جنيف، عقدت مجموعة العمل المكلفة الاشراف على وقف اطلاق النار اجتماعا لتقييم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة الخروقات، من دون اصدار اي بيان رسمي، تزامنا مع اعلان موسكو والهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، عن خروقات جديدة. واعلن الجنرال سيرغي كورالينكو رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الاطراف السوريين من مقره في مطار حميميم غرب سوريا "تسجيل سبعة انتهاكات لوقف اطلاق النار خلال الـ24 ساعة الاخيرة". واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات في بيان من جهتها تسجيل اربعة انتهاكات على الاقل الاثنين، اثنان من قوات النظام في محافظة درعا (جنوب) واثنان من الطيران الروسي في محافظة حماة (وسط). واستبق الامين العام للامم المتحدة الاجتماع موضحا "يمكنني القول ان وقف الاعمال العدائية صامد عموما رغم اننا سجلنا بعض الحوادث". وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست الاثنين "نعلم بوجود تقارير عن خروقات (..) وسنواجه بعض العثرات على طريق تطبيق الاتفاق بنجاح" مؤكدا في الوقت ذاته ان البيت الابيض "لا يزال ملتزما بهذه العملية". واجرى مسؤولون من وزارة الدفاع الاميركية محادثات مع نظرائهم الروس الاثنين في اطار سلسلة المناقشات الهادفة الى تجنب وقوع اية حوادث عسكرية بين البلدين في سوريا. وقال المتحدث الصحافي باسم البنتاغون بيتر كوك في بيان ان "الجانبين ناقشا الاجراءات لتعزيز سلامة العمليات بما في ذلك طرق تجنب الحوادث والمواجهات غير المقصودة بين قوات التحالف والقوات الروسية في اي وقت يقوم فيه الطرفان بعمليات في نفس المكان تقريبا". وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الاثنين في مؤتمر صحافي في الكويت "رأينا علامات مشجعة على ان وقف اطلاق النار صامد الى حد كبير، لكن في الوقت نفسه راينا بعض التقارير عن انتهاكات". وفي ابيدجان، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "ان وقف اطلاق النار سار على ثلث الاراضي السورية وامل ان يتوسع ليشمل كافة الاراضي السورية"، مضيفا "للاسف تتواصل الهجمات كل يوم". ونقلت وسائل اعلام تركية الاثنين ان المدفعية التركية اطلقت 50 الى 60 قذيفة من مدافع هاوتزر منتشرة في منطقة كيليس الحدودية الجنوبية، مستهدفة مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال محافظة حلب السورية. -تراجع كبير في عدد الضحايا - وبدأ تطبيق "وقف الاعمال العدائية" منتصف ليل الجمعة السبت بموجب اتفاق اميركي روسي اقره مجلس الامن. ويشمل جزءا محددا من الاراضي السورية. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اطلاق مقاتلي الفصائل المعارضة فجر الاثنين قذائف على احياء تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب التي تشهد منذ صيف 2012 معارك شبه يومية. وتعرضت قرية حربنفسه التي تسيطر عليها فصائل معارضة في ريف حماة الجنوبي (وسط) لاكثر من ثلاثين غارة روسية لليوم الثاني على التوالي، وفق المرصد. وانعكس سريان الهدنة انخفاضا في حصيلة القتلى اليومية، اذ احصى المرصد مقتل اربعين شخصا من مدنيين وجنود ومقاتلين يومي السبت والاحد في المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، من دون احصاء عدد القتلى في صفوف جبهة النصرة، مقارنة بمقتل 144 شخصا الجمعة. وتحدث السكان ومراسلو فرانس برس عن اجواء هادئة اجمالا في المناطق الرئيسية المشمولة باتفاق الهدنة. ونعم السكان في احياء حلب الشرقية بصباح هادئ اجمالا بعد ليلة خلت من دوي القصف والمعارك. واشار مراسل فرانس برس الى حركة اعتيادية وتنقل التلاميذ بحرية في الشوارع الاثنين خلال توجههم الى المدارس بعدما اعتادوا السير بحذر وقرب الابنية خشية من القصف. وتقول رنيم (10 اعوام) وهي تلميذة في مدرسة في حي بستان القصر "سمح لنا الاساتذة بالخروج واللهو في الملعب بخلاف الايام الماضية حين كانوا يمنعوننا من الخروج بسبب تحليق الطيران في الاجواء". كما ساد الهدوء اطراف العاصمة، وضجت الشوارع بحركة المارة، وفق مراسلة فرانس برس في دمشق. المصدر: (أ ف ب)
مشاركة :