ياسر رشاد - القاهرة -  دعت الجامعة العربية صناع القرار والرأي العام لمراجعة الأولويات السكانية التي يجب الأخذ بها بحسب المستجدات على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية، مؤكدة أهمية تعزيز الوعي بالقضايا السكانية خصوصًا في سياق خطط التنمية الشاملة وبرامجه.  وأشارت عبر بيان الأمانة العامة صباح اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي للسكان للعام 2023، إلى أن أي نمو منشود أداته الإنسان في عالم يبلغ عدد سكانه 8 مليار نسمة، يمثلون قلب عملية التنمية المستدامة النابض، لا يتحقق سوى بالاستثمار في الموارد البشرية مع مراعاة البعد الحقوقي خصوصًا لما لديهم من إمكانات غير مسبوقة.   وسلط البيان الضوء أيضًا على الظلم الذي يلحق المرأة والفتاة من جراء عدم الإنصاف والمساواة في الحقوق والواجبات لا يحرمها فقط من حقها في التعليم أو في القيادة ولكن أيضًا يضعفها ويجعلها غير قادرة على اتخاذ القرارات التي تخصها وتخص حياتها وأبنائها والمجتمع المحيط بها، فهذه الامرأة هى أم وأخت وزوجة وابنة وهى نصف المجتمع وعنصر أساسي فيه.  تكمن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في صميم اهداف التنمية المستدامة ولا تتحقق إلا إذا حصلت النساء والفتيات على العدالة ووضعت تشريعات وسياسات تحمي حقوقهن والعمل على تطوير معارفهن وتهيئة الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ليصبحن عناصر فاعلة في صناعة التغيير.    ويراد من اليوم العالمي للسكان للعام 2023، والذي يأتي تحت عنوان " رفع أصوات النساء والفتيات لإطلاق العنان لإمكانات عالمنا اللانهائية" إيلاء الاهتمام العالمي بقضية تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين كمطلب أساسي للتنمية المستدامة الذي لا يمكن أن يتحقق بدون الاستثمار في حقوق المرأة والفتيات؛ وإعطائهن الحق لإسماع صوتهن من أجل التغيير لمستقبل أفضل وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.  إن توفير فرص تعليم متساوية للنساء والفتيات؛ وتوفير حصولهن على الرعاية الصحية خصوصًا الصحة الإنجابية؛ وإيقاف الممارسات التقليدية الضارة؛ ومناهضة العنف الأسري القائم على النوع الاجتماعي؛ وزيادة المشاركة الاقتصادية والسياسية للمرأة، ناهيك عن دور المرأة المهم في عمليات بناء السلام، يؤسس إلى بناء مجتمعات سليمة ومستدامة تبنى على المسواة في الحقوق لتحقيق حياة أفضل لمجتمعاتنا العربية.    وكانت الجامعة العربية قد أكدت أهمية وضع خطة تحرك لضمان المشاركة الفعالة للمرأة في الوساطة لحل النزاعات وتحقيق الأمن وبناء السلام. جاء ذلك في كلمة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة خلال افتتاح الجلسة الحوارية حول مأسسة عمل الشبكة العربية للنساء وسيطات السلام.  وأكدت السفيرة أبو غزالة، أهمية الجلسة الحوارية، لبحث سبل مأسسة الشبكة العربية للنساء وسيطات السلام على المستويين الإقليمي والوطني، للدفع بأجندة المرأة والسلام والامن، التي تتصدر الأجندة العالمية وتقع ضمن أولويات الجامعة العربية، مشيرة إلى أن المنطقة العربية لاتزال تعاني من النزاع والاحتلال وعدم الاستقرار، وتدفع فيه النساء الثمن الأعلى لتبعاته.  وقالت إنه في ظل التحولات التي شهدتها المنطقة والعالم أجمع خلال الربع قرن الماضي، برزت أهمية مشاركة المرأة في عمليات صنع السلام والوساطة باعتبارها واحدة من أبرز الملفات المطروحة على طاولة مباحثات السلام.