من منا لا يعرف زها حديد المهندسة المعمارية المبدعة، البريطانية من أصل عراقي، هي من مواليد بغداد عام 1950 وتوفيت في 2016. وهي واحدة من أشهر المهندسين المعماريين في العالم، وتشتهر بتصاميمها الجريئة والمتميزة التي تدمج بين الفن والتكنولوجيا والهندسة. وفي بريطانيا حصلت عام 2012 على لقب Dame، المعادل للقب «سير» أو «الفارس»، وذلك بعد عامين من نيلها أعلى الجوائز المعمارية البريطانية وهي «ستيرلينغ». وتُعد «حديد» واحدة من أكثر المهندسين المعماريين نفوذاً وتأثيراً في العالم، وقد تركت إرثاً رائعاً في مجال الهندسة المعمارية. من بين إبداعات زها حديد في الهندسة المعمارية يأتي جسر الشيخ زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبي الذي يبلغ طوله 842 متراً وارتفاعه 64 متراً، وتعكس تفاصيل الجسر أشكال الكثبان الرملية المتموجة، بإضاءة ديناميكية مع ألوان مبهجة، وينساب في أقواس فولاذية. بعض الموهوبين تظهر موهبتهم بعدما يهاجرون إلى بلدان أخرى بحثاً عن فرص أفضل في التعليم والعمل، فنحن نرى لاعبي كرة القدم يطوفون العالم بأصداء نجاحاتهم، وكيف تعمل البلد التي هاجروا إليها على استثمار مواهبهم ومساعدتهم. ولنا في إنجازات زها حديد نموذج لمعنى الموهبة والاستقرار النفسي والعطاء والإبداع الذي بلغ عنان السماء. بدأت «حديد» مسيرتها المهنية في لندن أوائل الثمانينيات، واشتهرت في العقود التالية بتصاميمها الرائعة التي تجمع بين الخيال والابتكار التكنولوجي. إبداعات «زها» في التصميم الهندسي ظهرت في تشييد العديد من المباني الشهيرة في جميع أنحاء العالم مثل مركز «روزنتال للفنون المعاصرة» في سينسيناتي و«جسر لندن الأوليمبي» ومركز الفنون السمفونية في بجاية والعديد من المباني الأخرى. وحازت «حديد» على العديد من الجوائز والتقديرات المهنية، بما في ذلك «جائزة بريتزكر للعمارة» في عام 2004. وتُعد «حديد» واحدة من أكثر المهندسين المعماريين نفوذاً وتأثيراً في العالم، وقد تركت إرثاً رائعاً في مجال الهندسة المعمارية، لذا، ظهر كتاب عن زها وجاء تحت اسم «العالم المستطير». هناك العديد من الكتب التي تتحدث عن العباقرة وإنجازاتهم وتفاصيل حياتهم. من بين هذه الكتب: العباقرة (Genius) لهارولد بلوم، ويتحدث عن العباقرة في مجالات مختلفة كالفن والعلوم والأدب، ويستعرض قصص نجاحهم وإنجازاتهم. وفي السياق ذاته يأتي كتاب «العباقرة والجنون» (Genius and Madness) لروبرتو أساغيولو، وهو يتحدث عن العباقرة وعلاقتهم بالجنون والاضطرابات النفسية. وكتاب «عباقرة التاريخ» (History›s Greatest Geniuses) لجون فارلي، الذي يستعرض حياة العباقرة الأكثر شهرة في التاريخ مثل ليوناردو دافينشي وألبرت آينشتاين وغيرهم، وكتاب «عباقرة الأدب» (The Literary Genius) لديفيد فاكس، الذي يتحدث عن العباقرة في مجال الأدب والشعر والكتابة، ويستعرض أهم إنجازاتهم في هذا المجال. هذه بعض الكتب التي تتحدث عن العباقرة بشكل عام، وهناك العديد من الكتب الأخرى التي تتحدث عن شخصيات معينة من العباقرة في مجالات مختلفة. ولا يمكن أن ننسى سلسلة كتب عبقرية العقاد حين طافت كتبه حول العالم وتُرجمت إلى لغات عديدة، على سبيل المثال عبقرية محمد، صلى الله عليه وسلم، وعبقرية عمر. لا تزال كتب العقاد حاضرة ومؤثرة على جموع من المهتمين والذين يريدون أن يعرفوا كيف أصبح هؤلاء عباقرة الزمان والمكان. *روائية وكاتبة سعودية
مشاركة :