النيران بردا وسلاما على القرآن

  • 7/12/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ضجت مؤخرا مواقع التواصل الاجتماعي العربية والأجنبية التي أثارت غضب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إثر إقدام شخصين من جنسيتين عربيتين بتوثيقهما لفيديو يمزقان فيه أوراق المصحف ويحرقانه. بلا شك فعلهما يعتبر تصرفا غير أخلاقي ولا منطقيا لا يقبله عقل ولا شريعة ولا اعتقاد ولا دولة مدنية تعددية تنادي بالتحضر يرضيها ذلك العمل المشين كونه تجاوزا معنويا وإنسانيا حرك مشاعرنا واستفزها. ما أجده في كتابنا العظيم من التطمينات الربانية والآيات القرآنية التي ترشدنا إلى ذلك القبس الإيماني وتشعرنا بالاستقرار النفسي للوثوق بأن منهجنا محمي من أي تطاول بشري: اطمئن حينما تقرأ قول الله تعالى في سورة البروج «بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ». اطمئن حينما تقرأ قوله تعالى في سورة الواقعة «وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون». اطمئن حينما تقرأ قول الله تعالى في سورة آل عمران «لن يضروكم إلا أذى». اطمئن حينما تقرأ قول الله تعالى في سورة القصص «قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى». يقول الشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي رحمه الله: القرآن سُمى قرآنا لأنه يُقرأ، وكتابا لأنه يُكتب؛ وأن الحق جعل من جنود حفظ القرآن حفظا في الصدور وتسجيلا في السطور؛ وإن من علامات إنصاف الحق للخلق أن يديم لهم منهجه إدامة لا تدخل في اختيار البشر ولكنها فوق مقدورات اختيار البشر. فإننا لو نظرنا إلى الأمر المنهجي في القرآن لوجدنا الناس كلما تقدم بهم الزمن تحللوا من المنهج ولكن مع تحللهم من المنهج نجدهم يعنون عناية خاصة بتوثيق كتاب المنهج وهو القرآن فيطبع في أشكال متعددة ويسجل على أنماط متعددة ويكون من جنود حفظه وتسطيره من هو غير مؤمن به مما يدل على أن الحفظ ليس من التكليف في البشر ولكنه حفظ مقطوع من الله بوعد الله ومن الله. ولو أن الأمر كان منطقيا لكنا أهملنا تسجيل القرآن كما أهملنا تطبيق منهجه في سلوكيات الحياة وإذن لأصبح الأمر منطقيا ولكننا نجد إهمالا للمنهج كنظام يحكم سلوك البشر وتوثيقا للمنهج من حيث تسطيره وتسجيله وحفظه عناية به مما يدل على أن الحق سبحانه وتعالى حين طرق قضية الحفظ أطلقها ليؤكدها واقع الحياة «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون». فاطمئنوا.. النيران بردا وسلاما على القرآن. Yos123Omar@

مشاركة :