أعتقد أنني أستطيع قول إن الهدف الغالب لدى معظم الناس يتمحور حول "السعادة"، بغض النظر عن المستهدف المباشر أو الرئيس، لكن جل أهدافهم تصب في حقل "السعادة".. التي تختلف مفاهيمها من شخص لآخر، ومن مجتمع لغيره، ولكن: أين تكمن السعادة؟ نعرف أن لكل واحد منا وجهة نظر حيالها، وقد اقترنت سابقا ببعض الأمور التي حصرت فيها، كالمال وغيره. بيد أن مدير مركز دراسات نمو البالغين بجامعة هارفارد الأميركية، "روبرت والدنغر"، حدد خمسة أسباب تجعل الإنسان سعيدا، بناء على دراسة بحثية استمرت قرابة 75 عاما. والمفاجئ أن نتائج الدراسة استبعدت أن يكون المال أو الصحة أو حتى الوظيفة الجيدة ما يجعل الناس سعداء حقا، لتكون العلاقات الاجتماعية السبب الأبرز في تحقيق السعادة. وهذه الأسباب الخمسة التي حددتها الدراسة، المنشورة في عدد من التقارير الإخبارية: "أولاً: العمل من أجل هدف: فالأشخاص الشغوفون بعملهم اليومي، ويحبون ما يقومون به، يشعرون بسعادة أكثر من المجبرين على القيام بوظائفهم اليومية. ثانياً: التفكير الإيجابي: حيث أنه طريقة علمية لوصف عملية الشعور بالرضا، فالفرق بين شخص يسعى لتحسين حالته المادية وهو سعيد بما لديه الآن، وشخص يسعى للانتقال إلى مرحلة أفضل وهو غير سعيد بما لديه الآن، هذا الفرق يخلق الشعور بالسعادة. ثالثاً: العطاء: حيث أثبتت الدراسة أن الأشخاص الذين يميلون لمساعدة الناس، يعيشون معدل سعادة أكثر من غيرهم، حتى أن واحدة من طرق معالجة الاكتئاب المزمن في بعض الأحيان تكون عن طريق دفع المرضى لمحاولة مساعدة الآخرين، وبالتالي الخروج تدريجيا من حالة الاكتئاب. رابعاً: الحرية: قد يكون هذا السبب غريبا، لكنه في الحقيقة واحد من الأسباب الرئيسة للحصول على السعادة. خامساً: الصحة الجيدة: الحقيقة أن الصحة تجعلنا سعداء، إلا أن ليس لها دور في زيادة معدل السعادة، فالناس يتعاملون مع الصحة في كثير من الأحيان بصفتها شيئا مضمونا حتى يحدث العكس ويصاب الإنسان بمرض معين، وهنا تنقلب السعادة جزئيا إلى بعض الحزن أو الاكتئاب، وبالتالي لضمان الحد الأدنى من السعادة يجب عليك الحفاظ على صحتك في أفضل حال".. قد لا يتفق البعض مع ما جاء هنا، كله أو بعضه، فعلى كل حال، فإن هذه الدراسة ما زالت قائمة حتى الآن، وهي واحدة من أطول الدراسات الاجتماعية في تاريخ العلوم الإنسانية، وعندما يموت أحد أفراد فريق الباحثين يتولى باحث آخر العمل مكانه، ووفقا ل"روبرت" فإن الدراسة قد تمتد لتشمل أولاد وأحفاد الطلاب الأصليين محل الدراسة، وهنا قد تختلف النتائج، باختلاف الجيل والاهتمام، وسيطرة التقنية، وبعض الظروف الأخرى. شخصيا، أعتقد أن الفقرة الرابعة، المتمثلة ب"الحرية" هي أهم ما يقدم السعادة.. ماذا عنك؟ كيف ترى السعادة؟! والسلام.. amjadalmunif@gmail.com
مشاركة :