ولي العهد يحذِّر: الوطن العربي يواجه أطماعاً داخلية وخارجية تستهدف كيانه وأمن مواطنيه

  • 3/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تونس واس إن لم نتخذ إجراءات حاسمة فإن الجميع سيواجه نتائج مؤلمة مواجهة الجريمة مسؤولية يساند فيها المجتمع الأمن أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف أن الوطن العربي أرضاً وشعباً يواجه تحديات كبيرة وخطيرة تستهدف كيانه وأمن مواطنيه واستقرار دوله، «تحديات داخلية تتمثل في خارجين عن النظام، وغائبين فكرا وعقلا، وضالين عن سلامة وسماحة العقيدة، ينتهكون حقوقهم وحقوق الوطن والمواطن، يعيشون مع الشيطان، وللشيطان يعملون، ولا بد من التصدي الحازم لهم» . وأضاف أن التحديات الخارجية تقودها أطماع أشرار في مقدرات الوطن العربي، تهدف إلى زعزعة دول العالم العربي وتهديد كياناتها وتفتيت وحدتها والسيطرة على ثرواتها وتشتيت مواطنيها في متاهات الضياع والفقر والجوع والمرض، تحديات بعضها يستثمر الاختلافات المذهبية لإثارة الفرقة والتناحر لتحقيق أهدافه وبعضها بدوافع سياسية واقتصادية. وأشار وزير الداخلية إلى أنه في حال لم يتم مواجهة مثل هذه التحديات بحزم وحسم فإن الجميع سيواجه نتائج مؤلمة، مؤكدا أن مسؤوليتنا أمام القادة والشعوب كبيرة جدا. واعتبر ولي العهد في كلمته خلال اجتماعات الدورة 33 لمجلس وزراء الداخلية العرب في العاصمة التونسية، برعاية الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، أن مواجهة الجريمة في طورها الفكري وتأثيرها المسلكي هي مسؤولية مشتركة يساند فيها الوعي المجتمعي الجهد الأمني، وهو ما يتطلب بالضرورة أن تعمل الفعاليات الدينية والإعلامية والتعليمية والاجتماعية كافة على النهوض بمسؤوليتها تجاه رفع الوعي العام بمتطلبات الأمن والاستقرار الاجتماعي، وتأكيد أهمية احترام النظام والتعاون مع الأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة وكشف المجرمين والمتعاونين معهم وعدم التستر عليهم أو تقديم العون لهم بأي حال من الأحوال؛ لأن ذلك إخلال بالأمانة وتجاوز في حق الوطن وتهاون بواجبات المواطن ومسؤولياته تجاه وطنه وأمنه واستقراره. وقال ولي العهد إن الأمن هو الركيزة الأساسية للأمان والاستقرار ودون الأمن تختل الموازين وتنتهك الحقوق وتضيع الأوطان، وبهذا المفهوم فإن مسؤولياتنا عظيمة، وإننا مطالبون بكل ما أوتينا من قوة بذل كل الجهود والإمكانيات لتحقيق أمن مواطنينا وضمان وحدة واستقرار أوطاننا. وأضاف أن الاجتماع يأتي في ظروف بالغة التعقيد كما سبق القول، الأمر الذي يستوجب مزيداً من المتابعة والتقييم وتطوير التعاون والتنسيق والتكامل الأمني بين أجهزتنا المعنية والمحافظة على جاهزيتها لمواجهة ما قد يطرأ من أحداث تمس أمننا العربي في مفرده أو عمومه والتعامل معها بكل عزم وحزم. ونقل الأمير محمد بن نايف تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لوزراء الداخلية العرب، ومباركته لكل جهد يقومون به في سبيل تحقيق الأمن العربي المشترك وتعزيز مواجهة الدول والشعوب لكل ما يستهدف الأمن والاستقرار العربي. ورفع باسمه واسم وزراء الداخلية العرب جزيل الشكر وعظيم التقدير والامتنان لجمهورية تونس قيادة وحكومة وشعبا على كريم الاستضافة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة. وأعرب عن أمله بأن يسهم هذا الاجتماع في تحقيق ما يصبو إليه قادة دولنا، وما يحقق تطلعات شعوبنا ويحافظ على أمننا واستقرارنا. ويرأس ولي العهد وفد المملكة خلال الاجتماع، الذي يشارك فيه وزراء الداخلية العرب ووفود أمنية رفيعة المستوى، وممثلون عن الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، واتحاد المغرب العربي، واتحاد إذاعات الدول العربية والمنظمة العربية للسياحة، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول»، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وممثلون عن الاتحاد الرياضي العربي للشرطة. وقبيل الجلسة استقبل الرئيس التونسي ولي العهد ووزراء الداخلية العرب، ودشن الرئيس الباجي قايد السبسي والأمير محمد بن نايف قاعة الأمير نايف بن عبدالعزيز في مقر أمانة المجلس؛ تخليداً لذكرى فقيد الأمة العربية ومسيرته العطرة في خدمة الأمن العربي. ودعا الرئيس التونسي إلى إعادة ترتيب الأولويات وصياغة نظام أمن جماعي عربي شامل يحفظ الدول والمجتمعات العربية والمصالح العربية من الأخطار الداخلية والخارجية ويدعم مقومات التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلدان العربية. كما دعا الدول العربية إلى الانخراط الكامل في تسوية النزاعات التي تخترق مجالاتها الحيوية والمعالجة المتضامنة للأسباب التي يتغذى منها الإرهاب، وخاصة تدني مستويات التنمية وارتفاع نسب الفقر والبطالة وتفشي ثقافة الغلو والتعصب والكراهية والتشويه الممنهج للدين الإسلامي الحنيف. وقال الرئيس التونسي «إن معركتنا ضد الإرهاب متواصلة ما لم يتم اجتثاثه، وهي تتطلب جبهات داخلية موحدة ومتضامنة وملتفة حول مؤسسات الدولة، كما تفرض تجاوز وضع الانكفاء القطري وانشغال كل دولة بهمومها الأمنية الداخلية وإغفال أمن محيطها العربي». من جهته، أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن الدول العربية أدركت منذ بدايات بروز الإرهاب وتهديداته لكيان الدولة العربية الحديثة أن مواجهة الإرهاب تتطلب تضافر الجهود العربية والعمل سويا وعلى نحو جماعي لمواجهته وهزيمته.

مشاركة :