قالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي شن اليوم (الأربعاء) حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية طالت 42 فلسطينيا. وذكر نادي الأسير الفلسطيني وهو منظمة غير حكومية في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه أن الاعتقالات جرت في مدن بيت لحم وطوباس ورام الله والبيرة وطولكرم ونابلس وسلفيت رافقها تحقيقات ميدانية وتخريب للمنازل. وأوضح البيان أن بين المعتقلين أسرى محررين جرى إطلاق سراحهم أخيرا من السجون الإسرائيلية وأطفال، مشيرا إلى أن اعتقالات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية تشهد تصاعد مستمر منذ بداية العام الماضي. واعتبر البيان أن عمليات الاعتقالات تشكل "أبرز أدوات الاحتلال الإسرائيلي الثابتة والممنهجة التي يستخدمها في محاولة مستمرة لتقويض أي حالة مواجهة متصاعدة"، لافتا إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت في النصف الأول من العام الجاري ما يزيد عن 4 آلاف شخص. من جهته، قال متحدث عسكري للإذاعة العبرية العامة إن قوات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة اعتقلوا في إطار حملة اعتقالات واسعة النطاق مطلوبين فلسطينيين من أنحاء الضفة الغربية وصادرت أسلحة. وتأتي حملة الاعتقالات في ظل حالة توتر تسود بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ مارس الماضي، حيث شن الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام متكررة في الضفة الغربية ردا على هجمات شنها فلسطينيون داخل مدن إسرائيلية. من جهة أخرى، ذكرت مصادر فلسطينية وشهود عيان أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية وأدوا صلوات دينية في الجزء الشرقي منه. وأضافت المصادر لـ((شينخوا)) أن جماعات المستوطنين تتحضر لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى يوم غد الخميس بمناسبة ذكرى ما يسمى (خراب الهيكل). وتعليقا على ذلك اتهم وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية فادي الهدمي في بيان إسرائيل "بتوظيف مناسباتها لمحاولة فرض وقائع مرفوضة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس". وقال الهدمي إن دعوات جماعات المستوطنين بمثابة "استفزاز لمشاعر الفلسطينيين في المدينة ومحاولة لفرض وقائع مرفوضة عبر دعوات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى". وحذر من أن جماعات المستوطنين تدفع باتجاه صراع ديني عبر نسفها الممنهج للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى ودعواتها لانتهاك حرمة المسجد عبر أداء الطقوس الدينية. واعتبر الهدمي أن الوضع الخطير في القدس يستدعي من العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي تحويل مواقفهم إلى إجراءات عملية ضاغطة على الحكومة الإسرائيلية لوقف انتهاكاتها واعتداءاتها على المدينة وسكانها ومقدساتها. والمسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد في العالم تبلغ مساحته 144 دونما (الدونم يعادل 1000 متر مربع) ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين. ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.