لا يكتب إلا الشخص الشجاع؛ لأن الكتابة تحتاج لجراءة، وكل كاتب يحمل بجانب صفة الجراءة مشاعر جياشةً؛ وهو -في الغالب- شخص ذو شخصية حساسة، فلن تجد شخصًا يستطيع ممارسة الكتابة لا يملك من المشاعر الكثير، ولولا تلك المشاعر لما استطاع كتابة حرف واحد، وما خطر في ذهنه طرح مواضيع متنوعة ومختلفة. يكتب الكاتب كلمةً ثم كلمتين ثم ثلاثًا ثم أربعًا ثم ...إلخ. ثم تصبح نصًا أو مقالاً أو كتاباً من خلف مشاعر صادقة؛ لتنير عقلاً مظلماً، أو تزرع أملاً وورداً في أرض جافة، أو تدل عقلًا تائهًا، أو تواسي موجعًا، أو وحيدًا، أو تشجع مترددًا، أو تطبطب على خائف وقلق، أو تحكي واقعًا، أو توقظ نائمًا، أو تدل حائراً مترددًا ...إلخ. ولكن للأسف وفي المقابل يلاقي الكاتب هجومًا قاسيًا مع من يختلفون معه في آرائه أو أفكاره، ويتناسون أنه بشر وأن الذي كان يحمل قلمه للكتابة هي مشاعره، ذنبه الوحيد؛ أنه كان جريئاً على طرح أفكاره التي كانت أساسها، أو خلفها العاطفة، وكانت النية من طرحها الإصلاح ونشر الوعي والسلام، أو محاكاة الواقع. الكتابة لم ولن تكون سوى حروف، أو كلمات مكتوبة؛ لتستقبل بصدر رحب فحسب، بل هي جيشاً من المؤيدين وجيشاً من المعارضين، والمحاربين وكثير من الإساءة والوجع والتحطيم. لكل كاتب ما زال يكتب شكرًا لك؛ لأنك ما زلت تحارب رغم رقة قلبك.
مشاركة :