أصبحَ من الواضح أن أميركا لن تتراجع عن حَربها ضد روسيا في أوكرانيا وعن محاولة حجبها عن الأسواق العالمية من خلال فرض أقصى العقوبات أملاً بتدمير الاقتصاد الروسي، كما أعلن أصحاب القرار في واشنطن. وبسبب عدم نجاح الأهداف الأميركية، فإن واشنطن تأمل أن يصبح عاملُ الزمن كفيلاً بالوصول إلى النتائج المرجوة وكسْر روسيا. وما لم تخطط له الولايات المتحدة هو الدعم الاقتصادي والالتفاف الذي حصلتْ عليه موسكو، حتى من حلفاء أميركا مثل جنوب أفريقيا والبرازيل والهند وكذلك من الصين. وتشكل هذه الدول، مع إيران، حلفاً تحت عنوان منظمة شنغهاي الاقتصادية الذي بدأ يفعل وينمو بوتيرة أسرع فرضتْها المواقفُ الغربية بعقوباتها الآحادية على بعض من هذه الدول الأعضاء. إلا ان للصين مصلحة إستراتيجية في استمرار الحرب في أوكرانيا، حتى ولو لم تعلن ذلك جهاراً، مهما ارتفعت العقوبات الأميركية عليها. لعقودٍ مضت، اعتبرت الولايات المتحدة ان الصين دولة مُنافِسة إستراتيجياً لها. وقد فرض مستوى التعامل التجاري نفسَه على الدولتين العظمييْن حيث وُجدت مصالح مشتركة للحفاظ على هذه العلاقة على رغم التذبذب فيها. إلا ان الحرب على روسيا من خلال أوكرانيا قلبتْ الميزان بالنسبة لأميركا لتصبح أكثر عداءً تجاه الصين خوفاً من تلاحم روسي - صيني. وتجلى الموقف الأميركي بقوة بعد الأشهر الأولى من الحرب حيث أظهرت العقوبات الأميركية القاسية - التي بلغت أكثر من 6500 طالت كل القطاعات العسكرية والاقتصادية والمالية والغذائية والبحرية والجوية - عدم فعاليتها المرجوّة رغم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الروسي. إذ برزت تدابير خاصة كانت موسكو اتخذتْها قبل الحرب بإنشاء تحالفات مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وبتعاون مالي ونفطي وغازي ما جعل من وطأة العقوبات أقلّ قسوة. واتخذ المصرف المركزي الروسي تدابير فورية أوقفت تدهور العملة الروسية وفتحتْ نظام التحويل المالي على النظام الصيني بعدما أوقفت أميركا نظام SWIFT. وكذلك قدمت الصين التسهيلات لاستخدام بطاقاتها الاعتمادية للمواطن الروسي، بعد انسحاب فيزا وماستر كارد وأميركان إكسبرس من الأسواق الروسية. وخفّضت موسكو الضرائب ودعمت القطاعات المختلفة التي كان من المفترض أن تنهار جراء العقوبات الغربية. ولم يتوقع الكرملين استغناء أوروبا وأميركا عن مصادر الطاقة الروسية من نفط وغاز رخيص يستحيل استبداله بنفس المواصفات لأن ذلك من شأنه ان يضر الاقتصاد الأوروبي الذي يعتمد على روسيا في مجال الصناعة خصوصاً. إلا أن أوروبا وروسيا لم تتوقعا يوماً ان يُفجّر أنبوب الغاز «نورد ستريم - 2» والذي أصبح معروفاً أن أميركا تقف خلف هذا العمل التخريبي لتمدّ يد العون لأوروبا المترددة وتقطع التردّد باليقين، ومعه تدفق الغاز لتفرض على أوروبا خيارات أكثر كلفة، وتغلق الأبواب على أي محاولة للاستقصاء عن المتسبِّب بأكبر كارثة بيئية تحصل في أوروبا. ومع هذه النتائج غير المتوقَّعة وصمود روسيا، اتجهت أميركا نحو الصين، تجرّ خلفها حلف «الناتو» الذي استطاعت واشنطن إعادة بث الحياة فيه بعد موت سريري وتململ أوروبي من جدوى إبقائه وخصوصاً بعد انتهاء الحرب الباردة وانفتاح روسيا على الغرب عسكرياً واقتصادياً. وبدأت واشنطن تقرع طبول الحرب، رغم عدم قدرتها على مواجهة الصين عسكرياً لتجنُّب إحداث جروح قاتلة للدولتين. وبدأت تشير إلى بكين مهددة إياها على نحو غير مسبوق، وتحشد «الناتو» وحلفاءها للوجود بقوة في بحر الصين واعتبارها عدوَّةً ما تسبَّب بتوتر في منطقة بحر الصين بأكملها، ناهيك عن بناء القواعد العسكرية الجديدة الاضافية في الفيلبين ودفع اليابان لزيادة ميزانيتها الدفاعية استعداداً لمواجهة خيالية. وبدأت أميركا بإجراء مناورات عسكرية بحرية شبه متواصلة في المحيطيْن الهندي والهادئ، وهي تتحضر لمناورة يشارك فيها 30 ألف جندي من 13 دولة من إستراليا وأميركا واليابان وكندا وفيجي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ونيوزيلندا. وأعلن وزير البحرية الأميركية كارلوس ديل تورو ان «الصين تستطيع مشاهدة هذه المناورة لتعلم أن الحلفاء متلاحمون مع بعضهم البعض، تجمعهم قِيَم أساسية مشتركة». إذاً هي رسالة موجهة «لردع الصين»، كما قال وزير الدفاع لويد أوستن، وليس لشنّ الحرب عليها لأن ذلك لم يعد متاحاً بسبب نتائج الحرب مع روسيا التي ما زالت دائرة والتي تستنزف أميركا وحلفاءها من دون إخضاع الكرملين. وهي رسائل وحشد عسكري لدفع الصين بعيداً عن روسيا ومحاولة منْعها من مساعدة موسكو في هذه الحرب لأن ذلك من شأنه الإطاحة بأي أمل غربي بتدمير وإيذاء روسيا، أو على الأقل إذلالها. إلا ان الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن الأميركية. إذ من مصلحة الصين القومية استمرار الحرب بين أميركا وروسيا بالواسطة ليستمرّ الاستنزاف الذي استفادت منه بكين في الماضي. فالحرب الباردة التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية واستمرت عقوداً قدمت فرصة للصين لاستعادة عافيتها والوصول إلى المستوى الاقتصادي العالمي. وإذا استمرّت الحرب بين روسيا وأميركا في أوكرانيا لسنوات طويلة أخرى، فإنها فرصة أخرى لتنامي قوة ردع الصين. وبالتالي، فإن من مصلحة بكين دعم روسيا عسكرياً لتُبْقي على التفوق ضد الغرب لينشغل عنها ويُبْقي تركيزه على حرب واحدة كبرى دائرة منذ فبراير من العام الماضي، لا حربيْن على جبهتين. وتالياً فإن استنزاف أميركا وحلفائها، وروسيا أيضاً، سيضع الصين في المراكز الأولى عالمياً لتستفيد من نتائج الحرب وتستخلص العِبَر العسكرية وتتعلم طريقة محاربة الدول الغربية مجتمعة ونقاط ضعفها، وكذلك لتحصّن اقتصادها من أي عقوبات دولية وتلتفت إلى الصناعة المحلية لتصل إلى الاكتفاء الذاتي، كما فعلت في قِطع أشباه الموصلات التي كانت تستوردها من تايوان وقررت رصد أكثر من خمسة مليارات دولار لإنشاء مصانع صينية محلية. إذاً، فمن المنطقي ان تصب أي حرب في الشرق الأوسط تقوم بها أميركا وحلفاؤها - رغم استبعاد هذا الاحتمال في السنتين المقبلتين من عمر ولاية الرئيس جو بايدن - أو استمرار الحرب مع روسيا في مصلحة الصين التي لا تريد الحرب ولكنها تستعدّ لها وهي تعلم أن المناورات الغربية لن تنفع لاحتواء نفوذها ولن تردعها أو تغيّر في مسار علاقتها مع حلفائها وشركائها الجدد في آسيا ودول بعيدة أخرى. لقد دفعت أميركا الدولتين العظمييْن، روسيا والصين إلى أحضان بعضهما البعض لإنشاء تحالف لم تعرفانه منذ أكثر من 100 عام، كما قال الرئيس شي جينبينغ لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في لقائهما الأخير. وتالياً فإن هذا التحالف أصبح ضرورياً، ليس فقط لأن الدولتين تملكان حدوداً تبلغ 4500 كيلومتر، بل لأن أميركا سعت للتعامل مع الدولتين كأعداء وهددت أمنهما القومي. فقصة أوكرانيا ودخولها «الناتو» معروفة، ومن أجلها بدأت الحرب. أما قصة تايوان، فإن ازدواجية المعايير الأميركية - التي تعتبر الجزيرة جزءاً من الصين الواحدة وتمدّها بالسلاح والعتاد وتدربها لحرب مقبلة وتستخدم المياه الإقليمية الصينية كممرّ لقطعها البحرية باعتبارها مياهاً دولية - لم تعد خفية على الصين التي تدرك ان أميركا تريد استفزازها لجلبها إلى بيت الطاعة. إلا أن واشنطن فقدت وهجها وهيمنتها الأحادية ولا تملك القدرة على إخضاع بكين. وتالياً فإن التنين الصيني يترقب بصمتٍ ويتحضّر بهدوءٍ ليومٍ يُظْهِر فيه قوته الحقيقية من دون الحاجة لاستخدامها. ومن هنا يمكن قول إن أميركا خسرت الحرب مع الصين قبل أن تبدأها. أصبحَ من الواضح أن أميركا لن تتراجع عن حَربها ضد روسيا في أوكرانيا وعن محاولة حجبها عن الأسواق العالمية من خلال فرض أقصى العقوبات أملاً بتدمير الاقتصاد الروسي، كما أعلن أصحاب القرار في واشنطن.وبسبب عدم نجاح الأهداف الأميركية، فإن واشنطن تأمل أن يصبح عاملُ الزمن كفيلاً بالوصول إلى النتائج المرجوة وكسْر روسيا. هل التعزيزات العسكرية الأميركية موجّهة نحو إيران استعداداً لـ... حرب آتية؟ 24 يوليو 2023 لبنان على شفير فراغٍ «كارثي» في السلطة النقدية 22 يوليو 2023 وما لم تخطط له الولايات المتحدة هو الدعم الاقتصادي والالتفاف الذي حصلتْ عليه موسكو، حتى من حلفاء أميركا مثل جنوب أفريقيا والبرازيل والهند وكذلك من الصين.وتشكل هذه الدول، مع إيران، حلفاً تحت عنوان منظمة شنغهاي الاقتصادية الذي بدأ يفعل وينمو بوتيرة أسرع فرضتْها المواقفُ الغربية بعقوباتها الآحادية على بعض من هذه الدول الأعضاء. إلا ان للصين مصلحة إستراتيجية في استمرار الحرب في أوكرانيا، حتى ولو لم تعلن ذلك جهاراً، مهما ارتفعت العقوبات الأميركية عليها.لعقودٍ مضت، اعتبرت الولايات المتحدة ان الصين دولة مُنافِسة إستراتيجياً لها. وقد فرض مستوى التعامل التجاري نفسَه على الدولتين العظمييْن حيث وُجدت مصالح مشتركة للحفاظ على هذه العلاقة على رغم التذبذب فيها.إلا ان الحرب على روسيا من خلال أوكرانيا قلبتْ الميزان بالنسبة لأميركا لتصبح أكثر عداءً تجاه الصين خوفاً من تلاحم روسي - صيني.وتجلى الموقف الأميركي بقوة بعد الأشهر الأولى من الحرب حيث أظهرت العقوبات الأميركية القاسية - التي بلغت أكثر من 6500 طالت كل القطاعات العسكرية والاقتصادية والمالية والغذائية والبحرية والجوية - عدم فعاليتها المرجوّة رغم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الروسي.إذ برزت تدابير خاصة كانت موسكو اتخذتْها قبل الحرب بإنشاء تحالفات مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وبتعاون مالي ونفطي وغازي ما جعل من وطأة العقوبات أقلّ قسوة.واتخذ المصرف المركزي الروسي تدابير فورية أوقفت تدهور العملة الروسية وفتحتْ نظام التحويل المالي على النظام الصيني بعدما أوقفت أميركا نظام SWIFT.وكذلك قدمت الصين التسهيلات لاستخدام بطاقاتها الاعتمادية للمواطن الروسي، بعد انسحاب فيزا وماستر كارد وأميركان إكسبرس من الأسواق الروسية.وخفّضت موسكو الضرائب ودعمت القطاعات المختلفة التي كان من المفترض أن تنهار جراء العقوبات الغربية.ولم يتوقع الكرملين استغناء أوروبا وأميركا عن مصادر الطاقة الروسية من نفط وغاز رخيص يستحيل استبداله بنفس المواصفات لأن ذلك من شأنه ان يضر الاقتصاد الأوروبي الذي يعتمد على روسيا في مجال الصناعة خصوصاً.إلا أن أوروبا وروسيا لم تتوقعا يوماً ان يُفجّر أنبوب الغاز «نورد ستريم - 2» والذي أصبح معروفاً أن أميركا تقف خلف هذا العمل التخريبي لتمدّ يد العون لأوروبا المترددة وتقطع التردّد باليقين، ومعه تدفق الغاز لتفرض على أوروبا خيارات أكثر كلفة، وتغلق الأبواب على أي محاولة للاستقصاء عن المتسبِّب بأكبر كارثة بيئية تحصل في أوروبا.ومع هذه النتائج غير المتوقَّعة وصمود روسيا، اتجهت أميركا نحو الصين، تجرّ خلفها حلف «الناتو» الذي استطاعت واشنطن إعادة بث الحياة فيه بعد موت سريري وتململ أوروبي من جدوى إبقائه وخصوصاً بعد انتهاء الحرب الباردة وانفتاح روسيا على الغرب عسكرياً واقتصادياً.وبدأت واشنطن تقرع طبول الحرب، رغم عدم قدرتها على مواجهة الصين عسكرياً لتجنُّب إحداث جروح قاتلة للدولتين.وبدأت تشير إلى بكين مهددة إياها على نحو غير مسبوق، وتحشد «الناتو» وحلفاءها للوجود بقوة في بحر الصين واعتبارها عدوَّةً ما تسبَّب بتوتر في منطقة بحر الصين بأكملها، ناهيك عن بناء القواعد العسكرية الجديدة الاضافية في الفيلبين ودفع اليابان لزيادة ميزانيتها الدفاعية استعداداً لمواجهة خيالية.وبدأت أميركا بإجراء مناورات عسكرية بحرية شبه متواصلة في المحيطيْن الهندي والهادئ، وهي تتحضر لمناورة يشارك فيها 30 ألف جندي من 13 دولة من إستراليا وأميركا واليابان وكندا وفيجي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ونيوزيلندا.وأعلن وزير البحرية الأميركية كارلوس ديل تورو ان «الصين تستطيع مشاهدة هذه المناورة لتعلم أن الحلفاء متلاحمون مع بعضهم البعض، تجمعهم قِيَم أساسية مشتركة».إذاً هي رسالة موجهة «لردع الصين»، كما قال وزير الدفاع لويد أوستن، وليس لشنّ الحرب عليها لأن ذلك لم يعد متاحاً بسبب نتائج الحرب مع روسيا التي ما زالت دائرة والتي تستنزف أميركا وحلفاءها من دون إخضاع الكرملين.وهي رسائل وحشد عسكري لدفع الصين بعيداً عن روسيا ومحاولة منْعها من مساعدة موسكو في هذه الحرب لأن ذلك من شأنه الإطاحة بأي أمل غربي بتدمير وإيذاء روسيا، أو على الأقل إذلالها.إلا ان الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن الأميركية. إذ من مصلحة الصين القومية استمرار الحرب بين أميركا وروسيا بالواسطة ليستمرّ الاستنزاف الذي استفادت منه بكين في الماضي.فالحرب الباردة التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية واستمرت عقوداً قدمت فرصة للصين لاستعادة عافيتها والوصول إلى المستوى الاقتصادي العالمي.وإذا استمرّت الحرب بين روسيا وأميركا في أوكرانيا لسنوات طويلة أخرى، فإنها فرصة أخرى لتنامي قوة ردع الصين.وبالتالي، فإن من مصلحة بكين دعم روسيا عسكرياً لتُبْقي على التفوق ضد الغرب لينشغل عنها ويُبْقي تركيزه على حرب واحدة كبرى دائرة منذ فبراير من العام الماضي، لا حربيْن على جبهتين.وتالياً فإن استنزاف أميركا وحلفائها، وروسيا أيضاً، سيضع الصين في المراكز الأولى عالمياً لتستفيد من نتائج الحرب وتستخلص العِبَر العسكرية وتتعلم طريقة محاربة الدول الغربية مجتمعة ونقاط ضعفها، وكذلك لتحصّن اقتصادها من أي عقوبات دولية وتلتفت إلى الصناعة المحلية لتصل إلى الاكتفاء الذاتي، كما فعلت في قِطع أشباه الموصلات التي كانت تستوردها من تايوان وقررت رصد أكثر من خمسة مليارات دولار لإنشاء مصانع صينية محلية.إذاً، فمن المنطقي ان تصب أي حرب في الشرق الأوسط تقوم بها أميركا وحلفاؤها - رغم استبعاد هذا الاحتمال في السنتين المقبلتين من عمر ولاية الرئيس جو بايدن - أو استمرار الحرب مع روسيا في مصلحة الصين التي لا تريد الحرب ولكنها تستعدّ لها وهي تعلم أن المناورات الغربية لن تنفع لاحتواء نفوذها ولن تردعها أو تغيّر في مسار علاقتها مع حلفائها وشركائها الجدد في آسيا ودول بعيدة أخرى.لقد دفعت أميركا الدولتين العظمييْن، روسيا والصين إلى أحضان بعضهما البعض لإنشاء تحالف لم تعرفانه منذ أكثر من 100 عام، كما قال الرئيس شي جينبينغ لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في لقائهما الأخير.وتالياً فإن هذا التحالف أصبح ضرورياً، ليس فقط لأن الدولتين تملكان حدوداً تبلغ 4500 كيلومتر، بل لأن أميركا سعت للتعامل مع الدولتين كأعداء وهددت أمنهما القومي.فقصة أوكرانيا ودخولها «الناتو» معروفة، ومن أجلها بدأت الحرب.أما قصة تايوان، فإن ازدواجية المعايير الأميركية - التي تعتبر الجزيرة جزءاً من الصين الواحدة وتمدّها بالسلاح والعتاد وتدربها لحرب مقبلة وتستخدم المياه الإقليمية الصينية كممرّ لقطعها البحرية باعتبارها مياهاً دولية - لم تعد خفية على الصين التي تدرك ان أميركا تريد استفزازها لجلبها إلى بيت الطاعة.إلا أن واشنطن فقدت وهجها وهيمنتها الأحادية ولا تملك القدرة على إخضاع بكين.وتالياً فإن التنين الصيني يترقب بصمتٍ ويتحضّر بهدوءٍ ليومٍ يُظْهِر فيه قوته الحقيقية من دون الحاجة لاستخدامها.ومن هنا يمكن قول إن أميركا خسرت الحرب مع الصين قبل أن تبدأها.
مشاركة :