بعد الإطاحة بنظام باتيستا تسلم فيديل كاسترو الحكم في كوبا التي تحولت في ظله لبلد شيوعي أثار حفيظة واشنطن التي وضعت نصب عينيها إفشال الثورة الكوبية والإطاحة بكاسترو بأي ثمن. الموت يغيب فيديل كاسترو كوبا تستعد لحرق جثمان زعيمها التاريخي كاسترو: الأفكار لا تحتاج لدعم السلاح إذا حظيت بدعم الناس ماذا قالوا في فيديل كاسترو بعد وفاته؟ كاسترو أكثر شخصية تعرضت لمحاولات اغتيال الشامتون بوفاة كاسترو يهللون في شوارع ميامي كاسترو الذي فعلت واشنطن كل ما في وسعها لإزاحته، حكم كوبا 50 عاما، وكان شاهدا على رحيل وصعود نحو 10 رؤساء أمريكيين، جميعهم أضمروا له البغضاء والضغينة، فيما حاولت المخابرات الأمريكية اغتياله 638 مرة حسب أحد وزراء كوبا مؤخرا. محاولات اغتيال فيديل كاسترو والإطاحة به تنوعت وتعددت، بدءا من محاولة قنصه وحشو سيجاره الخاص بالمتفجرات، وصولا إلى دس السم له في البيرة وغير ذلك من طرائق باءت جميعها بالفشل. لم تقتصر طموحاتالولايات للتخلص من كاسترو على محاولات اغتياله، بل حاصرت كوبا اقتصاديا أملا في انتفاض الشعب الكوبي عليه لإسقاطه وبذلت الغالي والنفيس من أجل ذلك بلا جدوى حتى باتت الوسيلة الوحيدة في يدها للإطاحة بحكمه، التدخل العسكري المباشر في بلاده، حيث شنت على كوبا ما عرف بحربخليج الخنازير سنة1961 مستخدمةالمرتزقة والكوبيين المنفيين الذين غادروا كوبا بعد وصول كاسترو للحكم رفضا لحكمه وسياسته. فصائل المرتزقةوالمعارضة الكوبية المسلحة المدفوعة من الولايات المتحدة اصطدمت في هجومها المباغت بقوات الجيش الكوبي، حيث كان كاسترو ورفاقه على علم مسبق بما دبّرته واشنطن بفضل معلومات استخبارية تلقاها من موسكولتسحق القوات الكوبية الغزاة عن بكرة أبيهم وتحبط خطة أمريكية محكمة كادت تقلب مسار كوبا وتحرفها عن النهج الذي اختارته. كوبا إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، كانت ورقة رابحة لم تقدر بثمن بالنسبة إلى موسكو التي أحسنت استغلالها بيد، وأغدقت عليها بيد أخرى لتجعل منها طفلا مدللاطلبه مجاب على الدوام. Sputnik فيديل كاسترو وليونيد بريجنيف، موسكو 1977 وإلى جانب الدفاعات الجوية والرادارات والمعلومات الاستخبارية الأمر الذي جعلها قلعة حصينة في وجه واشنطن، تلقت كوبا سائر أشكال الدعم العلمي والتقني والطبي والاقتصادي، وحتى الغذائي من الاتحاد السوفيتي واستمرت غارقة في هذا النعيم حتى نشوب الأزمة السياسية في الاتحاد السوفيتي أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. سياسة الإصلاح التي أطلقها الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، وخلصت إلى شلل تام في مفاصل الدولة انتهى بأزمة اقتصادية خانقة وزوال الاتحاد السوفيتي، انعكست بشكل مباشر على كوبا التي أحست باليتم شأنها شأن جميع حلفاء موسكو الأيديولوجيين في تلك المرحلة، وانضوت على ذاتها وأطلقت بدورها جملة من الإصلاحات للصمود في وجه العقوبات الأمريكية والحد ما أمكن من أثرها. Sputnik فيديل كاسترو وميخائيل غورباتشوف، كوبا 1989 العلاقات الروسية الكوبية، لم تتعاف على النحو الذي كانت تنشده هافانا، إلا مطلع الألفية الحالية مع تسلم فلاديمير بوتين وفريقه السلطة في روسيا التي عادت بدورها لتلملم جروح التسعينيات وتحيي علاقاتها مع الأصدقاء القدامى، وفي طليعتهمفيديل كاسترو الذي حظي حتى مماته باهتمام وتقدير منقطعي النظير من كبار المسؤولين في روسيا. AP فيديل كاسترو وفلاديمير بوتين، صورة من الأرشيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزّى كوبا حكومة وشعبا برحيل زعيم الثورة الكوبية فيديل كاسترو، معتبرا إياهرمزا لحقبة كاملة في التاريخ المعاصر. وذكّر بوتين في البرقية، بأن كوبا الحرة والمستقلة قامت بفضل تضحياتفيديل كاسترو ورفاقه وحظيت بموقعها عضوا فاعلا ومؤثرا في المجتمع الدولي. سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، وفي كلمة القاها بمناسبة افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية كرّس مؤخرا للذكرى الـ90 لميلاد كاسترو ويوثق مراحل العلاقات الروسية الكوبية في ظل حكم الزعيم الكوبي، قال: "فيديل كاسترو قد دخل التاريخ كشخصية دشّنت حقبة جديدة في حياة كوبا،وأسست للمرحلة المعاصرة من العلاقات القائمة بين البلدين على مبادئ التضامن والصداقة والثقة والاحترام المتبادل". المصدر: وكالات صفوان أبو حلا
مشاركة :