يواجه الشباب الكويتيون العديد من التحديات التي تهدد مستقبلهم وحياتهم بشكل عام، فالشباب هم القوة الدافعة للتنمية والتقدم في المجتمع، ومع ذلك، يتعرضون للعديد من التحديات التي تعوق تطورهم وتؤثر على فرصهم في العيش بكرامة واستقلالية. من بين أبرز التحديات التي يواجهها الشباب الكويتيون التحديات الاقتصادية والتشغيلية، حيث تشهد الكويت مشكلة تزايد معدلات البطالة وعدم التوظيف، بسبب عدم توافق مهارات الشباب مع متطلبات سوق العمل. وإلى جانب التحديات الاقتصادية يواجهون أيضاً تحديات اجتماعية وثقافية تحد من الإبداع والابتكار وتضعف الطموحات، فهم يتعرضون لضغوط المجتمع والتقاليد الاجتماعية التي يجب عليهم الالتزام بها، وهذا ما يعوق حرية اختياراتهم وتطلعاتهم المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك يواجه الشباب التحديات التعليمية والتدريبية، حيث يشعر الكثير منهم بعدم الرضا عن جودة التعليم والتدريب في الكويت، ويرون أنه لا يتناسب مع متطلبات الحياة العملية والمهنية المعاصرة. كما يواجهون تحديات سياسية وديموقراطية، فالكثير منهم يشعرون بعدم الثقة بالنظام السياسي الحالي، ويعانون من عدم المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والعامة، الأمر الذي ترتب عليه تحديات في الصحة النفسية والعقلية لديهم، فما يقارب 16% منهم يعانون الاكتئاب والقلق، ويجدون صعوبة في الحصول على الدعم النفسي والعلاج اللازم. ومن أجل تجاوز تلك التحديات على الدولة والمجتمع المدني العمل بشكل متكامل ومتناغم لتوفير الدعم والفرص المناسبة للشباب، والعمل على تحسين جودة التعليم والتدريب وتوفير فرص العمل والتشجيع على ريادة الأعمال والابتكار، بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي والعلاج اللازم لتحسين الصحة النفسية والعقلية لهم. ولا يمكن التغلب على هذه التحديات دون تعزيز المشاركة السياسية للشباب، وتمكينهم من الإسهام في صنع القرارات الحيوية التي تؤثر في مستقبلهم، وذلك من خلال تحسين العملية الديموقراطية في الكويت وتشجيع المشاركة الفعالة للشباب في العملية السياسية. ويمكن للحوارات البناءة والمناقشات العامة أن تؤدي دوراً مهماً في فهم تحديات الشباب وتحديد الحلول المناسبة لها، وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والعامة، وبالتالي تمكينهم من تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم والمساهمة في بناء مجتمع مزدهر ومستقر. وفي الختام ينبغي أن تتعاون الحكومة والمجتمع المحلي بشكل وثيق لتوفير الدعم والمساندة اللازمة للشباب، من أجل تمكينهم من المشاركة الفعالة في بناء وتطوير البلاد، وعندما يتحقق ذلك فإن الشباب سيكونون المحرك الأساسي للتنمية والتقدم في المستقبل. بالكويتي: «شباب وبنات الكويت محتاجين فرصة لا أكثر!».
مشاركة :