تقرير إخباري : وفود فلسطينية تصل إلى القاهرة للمشاركة في اجتماع الأمناء العامين وسط مقاطعة 3 فصائل

  • 7/30/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله 29 يوليو 2023 (شينخوا) وصلت وفود فلسطينية اليوم (السبت) إلى القاهرة للمشاركة في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي يعقد لأول مرة منذ سنوات يوم غد (الأحد)، وسط مقاطعة ثلاثة فصائل أبرزها حركة الجهاد الإسلامي. وأعلن سفير فلسطين لدى مصر دياب اللوح أن الرئيس محمود عباس وصل إلى مدينة العلمين المصرية في زيارة رسمية تستمر يومين يلتقي خلالها نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، ويترأس اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية. وقال اللوح في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية ((وفا)) أن عباس سيبحث مع نظيره المصري آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والجهود المبذولة لدفع عملية السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والجهود التي تبذلها مصر لإنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام. وأضاف أن عباس سيفتتح اجتماع الأمناء العامين للفصائل الأحد لبحث التطورات الفلسطينية وسبل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام في ظل تصاعد "العدوان" الإسرائيلي على الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة. بدوره، قال الناطق باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حسن حمايل، إن الرئيس عباس الذي يتزعم الحركة "مصمم" على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة إسرائيل. واعتبر حمايل في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية أن "ما يجرى من جرائم إسرائيلية متصاعدة بحق الشعب الفلسطيني تحتم على كافة الفصائل التوجه لإنهاء الانقسام الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية". وتابع "ندرك مدى الخطورة البالغة لاستغلال الانقسام الداخلي ضد القضية الفلسطينية من إسرائيل وأطراف إقليمية ودولية، ما يفرض العمل بشكل مكثف لعمل ميداني موحد بعيدا عن المناكفات الداخلية". ومن المقرر أن يضم وفد فتح إلى اجتماع الأمناء العامين الذي يستمر ليوم واحد نائب رئيس الحركة محمود العالول، وأمين سر لجنتها المركزية الفريق جبريل الرجوب، وعضوية عزام الأحمد وروحي فتوح، بحسب مسؤولين في الحركة. وتحدث المسؤولون أن وفدها سيعرض على الفصائل المشاركة بحكومة وفاق وطني لإنهاء الانقسام والانضواء تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية وفق برنامجها القائم على حل الدولتين والاعتراف بالشرعية الدولية. من جهتها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية وصل إلى مصر على رأس وفد من قيادة الحركة للمشاركة في اجتماع الأمناء العامين للفصائل. وأكد البيان الذي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه سعي الحركة من اجتماع الأمناء العامين إلى "توحيد الموقف الفلسطيني والتوافق على خطة إستراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي". وكان الرئيس الفلسطيني قد عقد اجتماعين مع قيادة حركة حماس يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في تركيا أحدهما بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والاخر بشكل ثنائي لبحث سبل إنجاح اجتماع الأمناء العامين. كما وصل قادة فصائل أخرى، أبرزها الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) والنضال الشعبي، وبدأت عقد اجتماعات فيما بينها تحضيرا لاجتماع يوم غد. وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني إن حزبه سيؤكد في اجتماع الأمناء العامين أن متطلبات "مواجهة الاحتلال تتطلب اعتماد رؤية سياسية شاملة تنطلق من أن العلاقة مع إسرائيل تقوم على أساس علاقة شعب تحت الاحتلال مع دولة محتلة". وأكد العوض في بيان ضرورة أن ينبثق عن الاجتماع "موقف سياسي واضح بالاستعداد لإغلاق صفحة الانقسام وتأكيد مكانة قطاع غزة كجزء من المشروع الوطني الفلسطيني ورفض تحول الانقسام إلى انفصال كامل". ويأتي اجتماع القاهرة تلبية لدعوة الرئيس عباس، في الثالث من يوليو الجاري على خلفية عملية عسكرية واسعة للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية أدت لمقتل 12 فلسطينيا وعشرات الجرحى ودمار كبير في البنية التحتية. إلى ذلك، أعلن نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، أن حركته قررت مقاطعة اجتماع الأمناء العامين للفصائل في القاهرة بسبب استمرار "الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية". وشدد الهندي في بيان مقتضب تلقت ((شينخوا)) نسخة منه على أن أي نتائج من اجتماع القاهرة "تعزز صمود شعبنا ومقاومته فنحن أول المباركين بها وسندعمها". وبجانب الجهاد الإسلامي، أعلنت كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة وحزب الصاعقة في بيانات منفصلة التغيب عن الاجتماع بسبب عدم استجابة السلطة الفلسطينية للإفراج عن المعتقلين السياسيين. وقال مصدر فلسطيني ل((شينخوا)) إن اتصالات تجري بين قادة الفصائل الثلاثة ومسؤولين مصريين في محاولة للتوصل إلى حلول وسط لضمان حضورها للاجتماع، لكن الأمر يعد شبه مستحيل. وكان الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة، قد اشترط قبل أيام الإفراج عن عناصر الحركة الذين قال إنهم معتقلون لدى السلطة الفلسطينية للمشاركة في اجتماع الأمناء العامين. في المقابل، نفى المفوض السياسي العام الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية اللواء طلال دويكات، في بيان "وجود معتقلين سياسيين لدى السلطة الفلسطينية، وأن المعتقلين محتجزون على خلفيات جنائية". بموازة ذلك، غلب التشاؤم على تطلعات غالبية الفلسطينيين بشأن اجتماع الأمناء العامين للفصائل في القاهرة بإمكانية التوصل لاتفاق مصالحة فلسطينية تنهي حالة الانقسام الداخلي المتواصل منذ 16 عاما. وقال الفلسطيني محمد المنسي، وهو بائع متجول في مدينة غزة ل((شينخوا)) إن الشعب الفلسطيني "يسمع منذ 16 عاما نفس الكلام عن عقد اجتماعات لإنهاء الإنقسام ولكن على أرض الواقع لم يأت شيء جديد". فيما قالت الشابة فدوى إسماعيل من مدينة رام الله ل((شينخوا)) "من عام 2007 حتى الآن يجري عقد لقاءات واجتماعات بخصوص المصالحة ولكن النتيجة في النهاية صفر، وما في أمل لإنهاء حالة الانقسام". ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي منذ منتصف العام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة بالقوة، فيما فشلت عدة تفاهمات في تحقيق المصالحة.

مشاركة :