إسلام آباد أ ف ب كشف مسؤول باكستاني كبير للمرة الأولى علناً أن قيادة حركة طالبان أفغانستان تنعم بملاذ آمن داخل بلاده، وهي ورقة تستخدمها إسلام آباد لدفع الحركة إلى إجراء محادثات مع كابول. ويأتي هذا الإقرار الباكستاني بعد أعوام من نفي إسلام آباد رسميّاً بأنها تؤوي حركة «طالبان» أو أن لها أي تأثير عليها، علماً أن تمرد الحركة ضد القوات الأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي على مدى 14 عاماً أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين. وقال مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية والأمن القومي سرتاج عزيز أمام مجلس الشؤون الخارجية في واشنطن الثلاثاء «لدينا بعض التأثير على الحركة لأن قيادييها وعائلاتهم موجودون في باكستان، ويحصلون على بعض المساعدات الطبية». وأضاف «لذا يمكننا استخدام ذلك كورقة ضغط ونقول لهم: تعالوا إلى طاولة المحادثات». ويؤكد تصريح عزيز معلومات لم تعد سرّاً في الأوساط الدبلوماسية، خصوصاً بعدما بدأت باكستان التوسط في محادثات سلام مباشرة بين كابول وطالبان الصيف الماضي. غير أن هذه المحادثات تعثرت بعد كشف الاستخبارات الأفغانية أن مؤسس الحركة الملا عمر توفي في العام 2013. وهناك اعتقاد بأن معظم قادة الحركة موجودون في الجنوب الغربي لمدينة كيتا، وآخرون في الشمال الغربي لبيشاور وفي جنوب كراتشي. وعقدت كلٌّ من باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة والصين الجولة الرابعة من المحادثات في محاولة لإحياء مفاوضات السلام المباشرة بين كابول وطالبان الشهر الفائت. ودعت الدول الأربع ممثلي طالبان لاستئناف المحادثات في الأسبوع الأول من شهر مايو، غير أن متحدثاً باسم ناشطي الحركة قال لاحقاً إنهم لم يتلقوا أي دعوة. وأوضح عزيز أن إسلام آباد هددت قادة طالبان بالطرد، في محاولة لدفعهم إلى المشاركة في المفاوضات. وتابع «قبل اجتماع السابع من يوليو العام الماضي، كان علينا استخدام بعض أوراق الضغط وقيّدنا تحركاتهم وإمكانية وصولهم إلى المستشفيات أو حصولهم على أي تسهيلات، وهددناهم بأنهم إذا لم يأتوا إلى المحادثات فمن الواضح أن طردهم هو أقل ما سنفعل».
مشاركة :