أرجل الضفادع طبق فرنسا الشهي يهدد التوازن البيئي

  • 8/5/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ما يبدو للبعض أنه طعام غريب ومقرف يبدو للبعض الآخر شهيا مقرمشا. فطبق أرجل الضفادع يقبل عليه الفرنسيون بنهم، وتستورد فرنسا ما يكفيها من الضفادع من الغابات المطيرة في آسيا ما يهدد التوازن البيئي في تلك المناطق. باريس - عندما يفكر أحد في أطباق المطبخ الفرنسي الشهيرة، فأول شيء يخطر على ذهنه، بالإضافة إلى المحار والفواجرا، سيكون طبق أرجل الضفادع. ويمكنك أن تطلب أرجل الضفادع في معظم مطاعم فرنسا، وهي تقدم في الغالب مقلية، ومقرمشة ومتبلة بالثوم. ويلتهم الفرنسيون نحو أربعة آلاف طن من هذا الطبق التقليدي كل عام. وعلى الرغم من أن وزارة الزراعة الفرنسية تدرج هذا الطبق في قائمة المأكولات التراثية لإقليم بورجاني فرانش كونتيه الكائن في الشرق الفرنسي، فإن معظم أرجل الضفادع المستخدمة في هذا الطبق تأتي من الخارج. وفي فرنسا ذاتها تخضع أنواع الضفادع الصالحة للأكل للحماية منذ عقود، وثمة لوائح صارمة تنظم عدد الضفادع المسموح بصيدها، سواء في فرنسا أو في معظم دول الاتحاد الأوروبي. وفي إقليم بورجاني فرانش كونتيه يتم السماح باصطياد وقتل الضفادع التي تنمو وسط الحشائش، تحت ظروف معينة، خلال الفترة ما بين نهاية فبراير ونهاية أبريل من كل عام، وهو الوقت الذي تأتي فيه إلى البرك للتكاثر. ومع ذلك تستورد فرنسا حوالي 2800 طن من أرجل الضفادع من الخارج سنويا لتلبية الطلب عليها، كما أن هذا الطبق يتمتع بالشعبية في بلجيكا. ◙ يمكن تطلب أرجل الضفادع في معظم مطاعم فرنسا وهي تقدم في الغالب مقلية ومقرمشة ومتبلة بالثوم ◙ يمكن تطلب أرجل الضفادع في معظم مطاعم فرنسا وهي تقدم في الغالب مقلية ومقرمشة ومتبلة بالثوم غير أن ذواقة طبق الضفادع في أوروبا يتسببون في ظهور مشكلات في الدول المصدرة للضفادع، وتعد إندونيسيا أكبر دولة مصدرة، ولذلك فإن شهية أوروبا المفتوحة لالتهام هذا الطبق الشهي تهدد بتراجع أعداد أنواع الضفادع الإندونيسية النادرة، وتهدد أيضا توازن النظام البيئي في هذه الدولة. وقال جانجير كاهيادي مدير متحف علم الحيوان بمدينة باندونج الكائنة بجزيرة جاوا الإندونيسية والمتخصص في الأحياء البرمائية إن "تجارة أرجل الضفادع لا تكاد تخضع للتنظيم والمراقبة من قبل الحكومة". ويضيف أنه لا توجد بيانات رسمية عن أعداد الضفادع البرية في إندونيسيا، ويتابع “إننا لا نعرف ما هي أعداد الضفادع التي يتم تصديرها، وما هي أعدادها المتبقية في البرية". والوضع مماثل في فيتنام، التي تعد دولة مصدرة رئيسية للضفادع، وتقول ماي نجوين من منظمة دولية للرفق بالحيوان إن “أعداد الضفادع بشكل عام انخفضت بمعدلات كبيرة، في فيتنام خلال العقود الأخيرة". وتشتهر الغابات المطيرة في منطقة جنوب شرقي آسيا، وخاصة في إندونيسيا، بالتنوع البيولوجي الكبير، ويتم باستمرار اكتشاف كائنات حية جديدة فيها. ويوضح كاهيادي أن عمليات صيد الضفادع على نطاق واسع قد تؤدي إلى القضاء على مجموعات كاملة من الكائنات الحية البرية، قبل حتى أن يتمكن العلماء من العثور عليها، ويقول إن ثمة ضرورة لاتخاذ المزيد من الخطوات العاجلة لإجراء الأبحاث اللازمة، وأيضا وفي المقام الأول اتخاذ إجراءات لحماية الضفادع. ويشير كاهيادي إلى أن الضفادع تعد فريسة وفي نفس الوقت صائدة لكائنات أخرى، ويقول إن ذلك يجعلها جزءا مهما للغاية من سلسلة الغذاء، فمثلا تعد الضفادع من الحيوانات الأساسية التي لا غنى عنها بالنسبة إلى تقليص أعداد الحشرات الضارة، مثل الجراد والبعوض. ◙ ثمة لوائح صارمة تنظم عدد الضفادع المسموح بصيدها، سواء في فرنسا أو في معظم دول الاتحاد الأوروبي ويضيف "يمكن اعتبار الضفادع من المبيدات الحشرية الطبيعية، فهي تتغذى على الحشرات التي يمكن أن تسبب أضرارا للمزروعات وللصحة العامة، ودون الضفادع نضطر إلى استخدام المزيد من المواد الكيمائية للسيطرة على هذه الحشرات". وهذا التطور لا يشكل ضررا على البيئة فحسب، وإنما على صحة السكان أيضا. ويعرب كاهيادي عن اقتناعه بأن أحد الحلول المطروحة يمكن أن تتمثل في التركيز على تربية الضفادع للتصدير، بدلا من اصطيادها، وهو حل يفيد أيضا الاقتصاد المحلي ويتيح فرصا للعمل. وطرح بائع الأسماك الفرنسي باتريك فرانسوا فكرة مماثلة منذ 13 عاما، وأنشأ ما يمكن أن يكون على الأرجح أول مزرعة للضفادع في فرنسا، بقرية بيرلاته بالقرب من إقليم بروفنس الجنوبي. وأصبح نجاح مشروعه ممكنا، بتربية أنواع خاصة من الضفادع هجنها العلماء، فبينما تتغذى الضفادع العادية على الحشرات المتحركة، صارت النوعية المهجنة تتغذى على الكائنات الحية التي لا تتحرك. ووضع فرانسوا أيضا من بين أهدافه الحفاظ على البيئة عند متابعة أرجل الضفادع المجمدة المستوردة من منطقة جنوب شرقي آسيا، أو الضفادع الحية التي يتم استيرادها من تركيا، وقال إنه "تتم مراعاة عدم اصطياد ضفادع من البرية". وهو يمد الآن نحو عشرة من المطاعم الراقية بأرجل الضفادع، ويقول "لا أستطيع زيادة الكمية، لأن إنتاجنا ليس كبيرا".

مشاركة :