تستعد أسواق الأسهم العالمية، لاستقبال أسبوع ثالث من المكاسب بعد أن بدد تقرير الوظائف الأمريكي لشهر فبراير/ شباط كل الغيوم المتلبدة في سماء الاقتصاد الأمريكي وعزز أداء الأسهم للأسبوع الثاني على التوالي. تعددت مؤشرات التعافي التي أزالت المخاوف حول الاقتصاد العالمي بدءاً من التحسن المستمر في أسعار النفط الخام للأسبوع الثاني على التوالي مروراً بتحسن عملات الأسواق الناشئة وانتهاء ببيانات الاقتصاد الأمريكي التي كان مسك ختامها تقرير الوظائف الذي كشف عن 242 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي مع ثبات معدلات أسعار الفائدة عند 4.9%. إلا أن متوسط أجور الساعة تراجع بنسبة 0.1%. الأسهم الصينية كانت الأسهم الآسيوية قد شهدت أسبوعاً متميزاً رغم أن اليوم الأول منه شهد تقلبات على خلفية بيانات اقتصادية ضعيفة في الصين أسفرت عن تراجع مؤشر شنغهاي بنسبة 2.88%. أما في الأيام الأربعة الأخرى فقد توالت مكاسب المؤشر بشكل لافت مستفيداً من تحسن قيمة اليوان وعملات آسيوية أخرى أمام الدولار ومن البيئة الإيجابية التي فرضتها الثقة القوية بفضل تحسن أسعار النفط الخام. وبلغت مكاسب المؤشر يوم الأربعاء فوق 4% لينهي الأسبوع على مكاسب بلغت 3.8%. الأسهم الأوروبية انتقلت عدوى الاثنين إلى بعض المؤشرات الأوروبية حيث سجل مؤشر داكس خسارة بلغت 0.19% في حين تقلب أداء المؤشرات الأوروبية الأخرى على مدار الأسبوع بين الربح بدعم من البيئة الإيجابية في آسيا ومن أرباح الشركات خاصة قطاع التعدين وبين الخسارة تحت تأثير سياسة البنك المركزي الأوروبي. إلا أن كافة المؤشرات الأوروبية أنهت الأسبوع على مكاسب لافتة تراوحت حول 2% بدعم من الزخم الذي أمدها به وول ستريت أو من استمرار مكاسب أسعار السلع الاستراتيجية وعلى رأسها النفط الخام. وحققت الأسهم الأمريكية مكاسب متتالية منذ بداية الأسبوع مستفيدة من بيانات إيجابية حول الاقتصاد الأمريكي بعد أن مر الثلاثاء السوبر دون أن يترك أثراً سلبياً على أدائها باعتباره لم يسفر عن نتائج انتخابية غير متوقعة. ولعب التحول في المزاج العام الذي شهدته الأسواق بعد تبدد المخاوف حيال النفط والانتخابات والاقتصاد تغيراً في شهية المستثمرين الذين راهنوا على ثبات مجلس الاحتياطي الفيدرالي على سياسته الحالية مع احتمال استمرار رفع أسعار الفائدة خلال العام الحالي. وفيما عدا يوم الاثنين الذي شهد تقلبات في أداء المؤشرات الرئيسية، توالت مكاسب الأسهم على مدار الأيام الأربعة متجاوزة 2% خاصة يوم الجمعة بعد صدور تقرير الوظائف الذي منح الأسهم المزيد من الزخم لتنهي أسبوعها على اللون الأخضر. الأسهم اليابانية كان مؤشر نيكاي الياباني في مقدمة الرابحين لهذا الأسبوع حيث أنهى على 17014.78 نقطة حاصداً 5.10 % لأول مرة منذ بداية العام. كما أظهر مؤشر شنغهاي تطوراً لافتاً في مكاسبه بعد أن كان في صف الخاسرين منذ بداية العام منهياً عند 2874.10 نقطة حاصداً 3.86%. أما مؤشر داكس الألماني الذي تصدر أداء المؤشرات الأوروبية فقد أنهى عند 9824.17 نقطة حاصداً 3.27%. سلة العملات تعرض الدولار لمزيد من الضغط بعد أن ارتفع بقوة إثر صدور تقرير الوظائف حيث كانت استجابة منصات تداول العملات الأجنبية قوية في صالح عملات الأسواق الناشئة التي انتعشت أسواق أسهمها أيضاً. وقد فقد الدولار نحو 0.4% أمام سلة العملات الرئيسية يوم الجمعة ليرتفع اليورو إلى 1.1012 دولار في حين ارتفع الين بنسبة0.2% ليصل إلى 113.89 ين للدولار. لكن اللافت كان تسجيل عدد من عملات الأسواق الناشئة ارتفاعاً ملحوظاً أمام الدولار الذي فقد 2% أمام الريال البرازيلي لينتهي عند 3.7220 ريال، كما فقد 2.2 % أمام الراند الجنوب إفريقي لينهي عند 15.2975 راند. أسواق النفط كان النفط أحد أهم عوامل استقرار الأسواق حيث منح المستثمرين المزيد من الثقة باستقرارها بعد صموده على مدى أسبوعين وتحقيقه مكاسب متتالية بلغت خلال أيام التداول الخمسة 9.5% لبرميل الخام الأمريكي الخفيف الذي استقر عند 35.92 دولار للعقود الآجلة بينما بلغ سعر برميل برنت 38.70 دولار. ورغم تقرير الوظائف القوي لم يفقد الذهب بريقه كملاذ آمن وتابع حصد المكاسب خلال الأسبوع ليبلغ أعلى مستوى له منذ 13 شهراً ولترتفع مكاسبه منذ بداية العام نحو 19% مستفيداً من تقلبات الأسهم ومخاوف أداء الاقتصاد العالمي وتذبذب أسعار النفط. وقد أنهت عقود الذهب الآجلة لشهر إبريل/نيسان على ارتفاع بعد تذبذبها خلال أيام التداول الخمسة ليصل سعر الأونصة 1258.71 دولار، بعد أن تراجع بنسبة 1.1% إلى 1249.90 دولار. انتعاش السندات شهدت أسواق السندات انتعاشاً على خلفية التطورات الجديدة التي سادت الأسواق رغم تراجعها المحدود الذي نتج عن تقرير الوظائف، لتعكس تحسن ثقة المستثمرين بالأداء الاقتصادي. وقد حقق العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات السنوات العشر مكاسب بلغت 7 نقاط يوم الجمعة وحده لينهي الأسبوع عند 1.90% وهو أعلى مستوى له منذ الرابع من فبراير/شباط.
مشاركة :