هبطت أسهم شركة العقارات الصينية العملاقة "كانتري غاردن" اليوم الإثنين، بعدما فاتتها مدفوعات سندات وحذرت من خسائر تقدر بمليارات الدولارات، ما يفاقم المخاوف حيال قطاع العقارات الصيني المثقل بالديون. وتراجع سعر سهم الشركة الصينية 16 في المائة عند الساعة (11:00) (03:00 ت غ) في بورصة هونجكونج، وأدرجت شركة العقارات العملاقة الخاصة على قائمة "فوربس" لأكبر 500 شركة في العالم. وكانت رئيستها يانغ هويان حتى وقت قريب واحدة من أغنى النساء في آسيا. وقالت يانغ هويان في بيان "نواجه صعوبات تعد الأكبر منذ تأسيسنا"، مضيفة "نؤمن بشدة بأن قطاع العقارات سيعود في نهاية المطاف إلى مسار التنمية الصحية والثابتة بعد مروره في مرحلة التغييرات العميقة هذه". ولطالما عدتالشركة قوية ماليا لكنها فشلت الإثنين الماضي في تسديد دفعتي سندات وبعد فترة سماح مدتها 30 يوما، تواجه الشركة خطر التخلف عن السداد في سبتمبر إذا بقيت غير قادرة على الدفع. وأعلنت "كانتري غاردن" نهاية الأسبوع بأنها ستعلق تداول سنداتها الداخلية، في قرار يرجح أن يثير قلق الأسواق فيما تفيد الشركة بأن قيمة دينوها بلغت 1.15 تريليون يوان (159 مليار دولار) أواخر 2022، ورفعت التزاماتها الإضافية تقديرات أخرى لدينها الإجمالي إلى 1.4 تريليون يوان (193 مليار دولار)، بحسب "بلومبيرج". ومن شأن أي انهيار لـ"كانتري غاردن" أن يحمل تداعيات كارثية على النظام المالي والاقتصاد الصيني، كما هو الحال بالنسبة لمنافستها المثقلة بالديون "إيفرغراند"، أعلنت المجموعة مطلع الشهر الجاري بأنها تتوقع بأن تبلغ خسائرها في النصف الأول من العام ما بين 45 مليار و55 مليار يوان (حوالى 6,2 مليار إلى 7,65 مليار دولار). وأكدت الشركة في إعلان نشرته بورصة هونجكونج"نظرا إلى تدهور المبيعات وبيئة إعادة التمويل مؤخرا، فإن الأموال المتاحة في خزائن الشركة تنخفض بشكل متواصل، ما يؤدي إلى ضغط سيولة على مراحل"، أدت إصلاحات في قطاع السكن الصيني أواخر تسعينيات القرن الماضي إلى ازدهار قطاع العقارات، وهو أمر ساهمت فيه التقاليد الاجتماعية التي تعد امتلاك عقار شرطا للزواج. لكن بكين باتت في الأعوام الأخيرة تعدالديون الضخمة المتراكمة على كبرى شركات القطاع مصدر خطر غير مقبول بالنسبة لنظام الدولة المالي وسلامتها الاقتصادية بالمجمل، وفي مسعى لتخفيف مديونية القطاع، شددت السلطات منذ 2020 بشكل تدريجي شروط حصول المطورين على القروض، ما أدى إلى تجفيف مصادر تمويل الشركات المديونة أساسا. أعقب ذلك إعلان عدة شركات، لا سيما "إيفرغراند"، تخلفها عن السداد، ما قوّض ثقة المستثمرين المحتملين وانعكس على القطاع، ويأتي انهيار القطاع الذي كان مزدهرا في الماضي على وقع تباطؤ اقتصادي عام في الصين.
مشاركة :