ضمن فعاليات المهرجان، أقيمت مساء أمس الأول، في فندق الإنتركونتيننتال في دبي، أمسية أدبية للشاعر والكاتب الإماراتي عادل خزام تحدث فيها عن تجربته مع تأليف كتابه الحياة بعين ثالثة، وأدرة الأمسية الناقدة الدكتورة أمينة أمين. وقالت أمين إن هذه الأمسية تحاول الغوص في أغوار تأليف هذا الكتاب المميز، الذي حاز اهتمام الأوساط الأدبية العربية، حيث نال جائزة الختم الذهبي، بعد صدوره مترجماً إلى الإنجليزية عن دار ترافورد في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى ما يحمله من أفكار عميقة، جهد المؤلف في إبداعها، مازجاً فيه بين عدة أساليب في السرد والشعر والقص ضمن معمار بنيوي واحد يحكم مفاصل الكتاب. وأشار خزام إلى أنه استغرق أكثر من أربع سنوات في تأليف هذا الكتاب، وأن عنوانه الحياة بعين ثالثة إشارة إلى رصد الأبعاد غير المرئية من حياتنا، وهي الأبعاد التي لا ترى إلا بعين الشاعر وبقلب الحكيم، ومحاولة لقراءة ما وراء الأشياء، فالعين الثالثة هي البصيرة التي تراقب بتأن وتمعن، مضيفاً أن مسارات النص الشعرية والروائية تتداخل حيناً وتتباعد حيناً آخر، لتعبر عن فلسفة وجودية. وقال إن هذا الكتاب هو عبارة عن رحلة يقوم بها كل من الشاعر والحكيم، وهما يعبران الأرض، ويسجلان مشاهداتهما حول الوجود وأزمة الإنسان في مسعاه نحو الحقيقة والجمال، والكتاب مشحون بالنصوص الفلسفية والقصائد الشعرية التي تتناول كل وجوه الحياة، وأحياناً يسترسل الشاعر أو الحكيم في وصف الصحراء أو الأنهار أو الغيمة في مونولوجات كتبت بلغة أدبية تختلط فيها الفلسفة بالشعر. تبدأ الرواية من خلال (الراوي) السارد الذي كان يشعر بالعطش حين وصل لقرية مات أهلها بسبب الجفاف، وبعد البحث اكتشف نبع الماء تحت صخرة بالصدفة، ولما أراد الانحناء لشرب الماء، وجد شخصين يقفان أمامه، وهما الشاعر والحكيم، وبعد ذلك يتفق الثلاثة (الراوي والشاعر والحكيم) على المضي في رحلة لا يمكن التكهن بنهايتها. وأشار خزام إلى أن الكتاب يأتي في أربعة فصول، يتناول الأول منها رحلة الشاعر والحكيم إلى الشرق الأوسط، حيث يكونان شاهدين على الحروب والديكتاتوريات المريضة، وانسلاخ القيم الإنسانية، وانحلال المعاني، وضياع الحب، ما يضطرهما إلى الفرار بسرعة من هذا الواقع المر. أما في الفصل الثاني فيصل الشاعر والحكيم ومعهما الراوي، إلى نيويورك، حيث يستقبلهما هذا المجتمع بذهول لافت، فيتلقيان الدعوات لإلقاء الخطب والقصائد في الكنائس والحفلات الخيرية، وينهال عليهما مجتمع السينما بالأسئلة الوجودية، ويتلقيان دعوة من جنرال حرب فيحاورانه عن فلسفة القوة، ويكونان شاهدين أيضاً على محنة التشرد التي يعيشها بشر كثيرون في بلاد الحرية تلك. وفي الفصل الثالث يتوقفان في بلاد الفنون ويلتقيان بحشود الفنانين والموسيقيين والشعراء الذين يأتون لسماع خطب الحكيم وقصائد الشاعر، وفي الفصل الأخير ينتقلان إلى الهند بحثاً عن المعرفة وسر الحياة، لتنتهي رحلتهما بشكل درامي غريب.
مشاركة :