دعوة إلى بناء استراتيجية لتحصين الجبهة الداخلية الخليجية

  • 3/7/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت رئيسة مركز الإمارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي أن تصاعد دور إيران في التحولات التي يشهدها النظام الإقليمي يفرض على صناع القرار والخبراء في مجلس التعاون الخليجي تركيز الاهتمام على المشهد الداخلي الإيراني وتحولاته، رصداً لتفاصيله ومؤشراته، وتفسيراً لتطوراته، وتوقعاً لتوجهاته المستقبلية، داعية إلى بناء استراتيجية عربية لتحصين الجبهة الداخلية الخليجية. وأشارت، في كلمتها في افتتاح ورشة العمل تحولات المشهد السياسي في إيران على ضوء الاتفاق النووي والانتخابات التشريعية التي عُقدت بفندق أبراج الاتحاد أمس، إلى تفاقم خطر المشروع الجيوسياسي لإيران اليوم على الأمن الجيوسياسي الإقليمي، ما ينعكس بالضرورة على الأمن الدولي. ولم يعد بالإمكان الاكتفاء بالخلاصات الاستراتيجية والمعالجات التحليلية السريعة للسلوك الإيراني ومخاطره، بل بات لزاماً على الخبراء ومراكز التفكير العربية والخليجية الاتجاه نحو فهم أعمق لطبيعة وتفاصيل موازين القوى داخل النظام الإيراني، من خلال وضع اليد على نقاط قوة وضعف النظام الإيراني. وشارك في الورشة نخبة كبيرة من المتخصصين والخبراء الخليجيين والعرب في الشأن الإيراني، مثل د. محمد السلمي من السعودية، ود. سلطان النعيمي من الإمارات، ود. مصطفى العاني. تحولات وقال رئيس وحدة الدراسات في مركز الإمارات للسياسات الباحث حسن العمري: إن هناك تحولات من نوعين: تحولات وعلامات فارقة حدثت منذ قيام الثورة إلى الآن، وتحولات مرتقبة مرتهنة بمآلات تفاعل التحولات التي حدثت. وأجمل العمري النوع الأول من التحولات في مجموعة من النقاط، منها إقصاء كل التيارات غير الدينية وكذلك التيار الديني الوطني من معادلة السلطة، بعد نجاح الثورة من قِبل رجال الدين بزعامة الخميني والتيارات السياسية الدينية، إلى جانب إلغاء إرادة الشعب دستورياً، فبالرغم من أن الدستور ينص على أن إيران جمهورية، فقد حصر الدستور صلاحيات رسم وتحديد السياسات الداخلية والخارجية للولي الفقيه/القائد الأعلى للثورة. وحول التحولات المرتقبة المرتهنة بمآلات تفاعل التحولات التي حدثت، أشار العمري في هذا الصدد إلى التحول المرتقب في بنية الهوية الإيرانية، لتصبح قائمة على مركب مرن يستوعب جميع مكونات المجتمع الإيراني بشتى أعراقه وأديانه. في الأثناء، قال د. سلطان النعيمي إنه لا بد من بناء استراتيجية عربية لتحصين الجبهة الداخلية الخليجية وتحصين المواطن الخليجي، لأن الفشل في ذلك يصب في مصلحة إيران، عبر توظيفها الطائفية في مشروعها التوسعي في المنطقة، مشيراً إلى أن طهران تسعى إلى تفاهمات مع الغرب، ولا دور لمسألة الانتخابات في إيران في هذه التفاهمات. أما الدكتور محمد السلمي، فأكد أنه ليس ثمة مؤشرات إلى أن إيران في عهد الرئيس حسن روحاني وبعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني وبعد الانتخابات الأخيرة تتغير، لا سيما في السياسة الخارجية. ونوه بـأن العلاقات الخليجية الإيرانية شهدت أسوأ لحظاتها في عهد روحاني كما نرى في اليمن وسوريا ولبنان. استراتيجية جماعية إلى ذلك، قال الخبير الاستراتيجي في مركز الخليج للأبحاث د. مصطفى العاني إنه لا سبيل للعرب سوى تطوير استراتيجية جماعية للوقوف في وجه سياسة إيران التوسعية، وهو ما تفعله اليوم على وجه الخصوص المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. تغييب أشارت ورشة العمل إلى أن النظام الإيراني لم يشهد حوارات استراتيجية وطنية حول الخيارات التي يجب تبنيها، بل غيّب كل التيارات الفاعلة والمهمة في صناعة قرار مهم مثل الاتفاق النووي الذي كان نتيجة لتقدير استراتيجي توصلت إليه مؤسسات التحالف الحاكم.

مشاركة :