ظهر النور .. و أرسل القرص الذهبي جنوده .. و رحلت الظلمات .. مع رحيل رفيقك الصغير .. ها أنت تحفر الأرض لتواري جسده الصغير و تخفيه عن الجوارح الهائمة فوق رأسك .. تنتظر ساعة الانقضاض .. تبكي بحرقة .. تبلل الرمال بماء عينيك .. و تشهق من أثر الحزن .. ترتفع عينيك بعد انتهاء الجنازة .. تبحث عن الطرقات المعبدة .. عن دليل يقودك إلى مساكن البشر .. عن آثار أقدام تأخذك ربما نحو كهف كهل منعزل .. فيسقيك شربة ماء .. لكن الأرض تخونك .. فالصحراء تمحو كل الآثار .. و ها هي الشمس التي انتظرت قدومها طويلا .. تصب عليك و ابل من نار .. تتشقق شفتاك من شدة الظمأ .. و تعوي بطنك من الجوع و الألم .. يبلى نعلك .. فتخرج قدميك لتلامس الرمال الحارقة .. تنظر إليك أشباح الصحاري بسخر .. حين تتراقص كمجنون لسعه بساط الأرض .. تحاول الركون إلى ظل صخرة أو شجرة .. لكن لا ترى سوى لون أصفر شاحب في كل مكان .. حتى السراب لم يزرك .. تتساءل مجددًا .. هل أسأت الاختيار ؟ لكن عقلك قد هوى .. و اقترب من الهلاك .. فلن يرسل لك أي جواب .. من بعيد .. ترى ظلا يقترب بسرعة .. لكن تبدو عليه سمة الحنان .. شخص يريد أن ينقذك على ما يبدو .. تغمض عينيك مرات و مرات .. بحثًا عن حقيقة ما .. و رفضًا لأي سراب .. تقترب .. إنها خديجة .. تحيط بذراعيك .. تحضنك .. تسندك على ظهرها .. بعد أن أسقتك شربة ماء .. تأخذك معها في طريقها .. و أنت تمضي معها و لا تسأل إلى أين المآل ؟ ها هي جدران القلعة تقترب .. الباب الأصفر الحديدي يظهر بشموخ .. من جديد تضمك جدران البيت .. و أحضان أبويك .. و إخوتك .. و بعد أن تعود إلى الأمان .. تتمنى لو أن آلة الزمن تعيدك إلى الوراء .. فلا تختار الغزال الصغير .. و لكنك تدرك متأخرًا أن آلة الزمن مجرد خرافة .. و أن الزمن لا يعود إلى الوراء .. و لكنك أصبحت تدرك أمرًا مهمًا .. لا تترك عائلتك من أجل أي شيء .. و خاصة من أجل الغرباء .. للتواصل مع الكاتبة nohaboshy
مشاركة :