في خارج بيتك .. الحياة لا ترتدي سوى السواد .. و الدنيا تشبه الصحراء .. لا سكان لها سوى الرمال .. و الهوام .. و قليل من الصبار .. ولكنك لا تكترث .. فبصحبتك رفيقك .. الغزال الصغير .. هنا لا طرقات .. و حتى النجمات تعاند و تطمس نورها حتى لا تهتدي إلى عنوان.. تتساءل : لم تركوني أمضي وحدي في هذا الظلام ؟ هل يفتقدونني ؟ يعود إليك رشدك فيجيب : لقد اخترت طريقك بنفسك .. و لم تكن عائلتك لتجبرك على الاختيار .. تتساءل مجددًا .. هل أخطأت في الاختيار ؟ تحاول اقناع نفسك .. و تقول لها : و لكنه صغيرو من القسوة أن أتركه .. تتفاجأ لاحقًا بهبوب السموم .. تختنق بالغبار .. يرهقك الضباب .. و تزيد الظلمات عليك ظلمة أخرى .. تقف مشدوهًا .. تتساءل مجددًا ..أين سيكون موضع قدمي التالي ؟ و هذه المرة .. لا جواب .. تنتظر .. لعل الأجواء الصاخبة تسكن فترحم ضياعك قليلا.. ثم تتنزل عليك مكافأة من السماء لحسن ظنك .. فتسمع أصوات بشر بالقرب منك .. تحاول الاقتراب .. ألعاب نارية تملأ السماء .. تفرح .. إنه كرنفال .. تنخرط في زحمة الحشود .. يضيق صدرك .. و يذعر غزالك الصغير مجددًا .. الأهازيج تخترق السحاب .. و رائحة الدخان تغطي المكان .. تقرر الهرب بعيدًا .. تقودك قدماك نحو فوهة كبيرة .. تشعر بحرارة تلفح بدنك .. و رفيقك .. الغزال الصغير .. يبدأ في عزف مقطوعة الأنين .. حشرجة تصاحب بكاءه .. تظن أن نار الحفرة هي السبب .. فتبتعد مجددًا .. يعود السكون أخيرًا .. لكن الغزال يلفظ أنفاسه الأخيرة .. و تنتهي حياته مع بزوغ شمس الصباح. للتوصل مع الكاتبة nohaboshy
مشاركة :