ماهية الحركات و حروف المد- 3 – 3

  • 8/1/2023
  • 05:30
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في الجزئيين السابقين من المقال ذكرنا كل ما يتعلق بمواضع الحركات الثلاثة , و كيفية خروج الصوت عند نطقها . و كذلك تطرقنا إلى مخارج حروف المد و آلية خروج صوتها , و ما هي الميزة التي جعلتها في حالة استثنائية حتى أعدها علماء التجويد حروفًا و أضافوها إلى الحروف الأبجدية فأصبح لدينا 31 حرفًا في علم التجويد. و ما سوف نفصله في الجزء الأخير من المقال هو شكل اللسان في كامل التلاوة , بحيث يكون قريبًا من الحركات الثلاثة , و من جميع الحروف ليسهل على الناطق اخراج الحروف بسهولة و تكون قراءته ذات وزن صحيح. ذكرنا في كتابنا المنظور الجديد في التلاوة و التجويد أن اللسان في كامل التلاوة لابد أن يتخذ موضع الفتحة الذي يكون جاهز عند غالبية الناس بسبب مطابقة الفك السفلي مع الفك العلوي , فيكون جذر اللسان في هذه الحالة مرتفع في منطقة أدنى الحلق خلف اللهاة تمامًا .و يتخذ من الأمام شكل الجبل أو كما يقول أهل الرياضيات شكل قطع مكافئ مفتوح لأسفل قيمته العظمى ( أعلى نقطة فيه ) أسفل مخرج الشين و أعلى موضع الكسرة و سبب اعتقادنا أن هذا الشكل هو الشكل الذي من المفترض أن يتخذه اللسان في كامل التلاوة عدة أسباب. 1. أن جميع أعضاء النطق الثابتة لمخارج اللسان موجودة في غار الحنك الأعلى, و من المنطقي أن يكون اللسان عند النطق قريبًا من غار الحنك الأعلى, و ليس كما يعتقد الناس أنه يكون داخل حوض الأسنان السفلى . و أما بالنسبة لحرف السين الذي يخرج من خلف الثنايا السفلى فلا يستلزم عند نطقه بسط اللسان. 2. أن العلماء القدماء الذين هم جهابذة الأمة و مؤسسي أغلب العلوم قد اختلفوا فقط في مخارج اللسان الخلفية و أوضحوا بدقة المخارج الأمامية, لذا فمن المنطقي أن السبب في ذلك هو ضيق المنطقة بين اللسان و غار الحنك الأعلى على الأغلب و الذي يعد بالفعل عائقًا في تحديد مخارج حروف اللسان الخلفية. 3. أن في الكسرة و الياء ميزة الانخفاض , و هذا يعني أن أصل اللسان في النطق يكون مرتفعًا و ينخفض فقط في هذين الموضعين , و لا يوجد سبب منطقي آخر. 4. أن في الألف ميزة الانبساط , و هذا يعني أن أصل اللسان في كامل القراءة يكون مرتفعًا , و ينبسط فقط في الألف. 5. أن خروج الضمة و الواو من منطقة أقصى اللسان يكاد لا يشعر به الناطق و خاصة في الضمة , لذا كان تحديد الشفتين كمخرج للواو أوضح بالنسبة للعلماء القدماء. 6. اللسان عندما يتخذ موضع الفتحة أو شكل القطع المكافئ لا يكون فقط قريب من مواضع الحركات الثلاثة , بل من جميع الحروف حتى الحروف الصعبة في النطق مثل الجيم الانفجارية و الضاد. و بهذا فإنه يكون على الناطق أن يركز في جعل لسانه أثناء النطق يشبه القطع المكافئ المفتوح لأسفل و هذا موضع الفتح , و يميل قليلا نحو أقصى اللسان و يكون موضع الضمة , و يتقعر و ينخفض قليلا في موضع الكسرة . و في كل حالة لابد أن ينطق الحرف مع الحركة و لا يجعل الحرف يسبق الحركة فينفصلان . و بالتالي تكون القراءة مرتبة ومنظمة و سهلة و تخرج الكلمات على الوزن الصحيح. أما فيما يخص نطق السواكن و المشدد فقد كل أوردنا ذلك في كتابنا بالتفصيل مع ذكر جميع الحالات الخاصة -; هذا و الله تعالى أعلى و أعلم. للتواصل مع الكاتبة almanthor_aljadeed

مشاركة :