العُمري: 337 "دعوى عقوق" قدمها آباء وأمهات أمام المحاكم

  • 3/7/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حمّل متخصص في الشؤون الاجتماعية الأسرة ومؤسّسات المجتمع تفاقم ظاهرة عقوق الوالدين "التي بدأت تطفو على السطح وتتناقلها وسائل الإعلام والاتصال كأخبار غير سارة ومؤلمة من اعتداء الأبناء على والديهم ليس قولاً ولا رفساً ولا ركلاً والعياذ بالله بل قتلاً وحرقاً وبطريقة انتقامية بشعة تشمئز منها النفوس وتضيق منها الصدور، وقد استقبلت محاكم المملكة خلال العام الماضي وبداية العام الحالي (337) دعوى عقوق قدّمها أمهات وآباء يشكون بناتهم وأبناءهم، وهذه الدعاوى بكل تأكيد ليست هي الحصر الكامل لهذه المشكلة لأن بعض الآباء يريد الستر على نفسه وآل بيته، وصنف آخر وهم كثير يصبر ويحتسب لأن العاق ابنه وفلذة كبده ولا يريد قطع هذا الجزء من كبده". وقال المستشار والباحث في الشؤون الاجتماعية إن الأسرة هي الركيزة الأساسية في التنشئة والرعاية والتوجيه للأبناء منذ نعومة أظفارهم، ويساندها المؤسسات الشرعية و الاجتماعية والتربوية والإعلامية وغيرها من خلال البرامج والأعمال التي يقدّمونها بمختلف الأساليب والوسائل المتاحة، مشيراً إلى أن الوفاء مع الوالدين ليس له مثيل على وجه الإطلاق، فما بالك بالعقوق والهجران والإيذاء، والعقوق مع الوالدين جعلها الإسلام أكبر الكبائر بعد الشرك بالله حيث يرتبط الإيمان الصادق بالله ــ عز وجل ــ ببر الوالدين، يقول تعالى: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) ، ويقول تعالى: ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ) . وكثيرة هي الآيات القرآنية، والأحاديث النّبويّة الشريفة التي تحث على بر الوالدين، وتتوعّد من يقوم بالعقوق. وأكد  سلمان العُمري أن العقوق حالة مزرية يصل إليها بعض البشر، فتحيلهم لبشر بمواصفات غير إنسانية بمعنى بشر بالشكل !! وقد حار في أسبابها العديدة علماء الدّين والاجتماع والطب النفسي فمنهم من يقول بأنها تعود لنشأة العاق نفسه، على أنّه تربّى على شيء منها في حياته، فربّما يكون قد رأى جفاءً من أبيه لجدّه أو جدّته، وربّما يكون قد عانى من المصائب بسبب والديه، كما أنّ بعضهم قد يصاب بالعقوق بسبب ما يخالطهم من أصدقاء السّوء ورفاق الشّر، فيتعلّم منهم من العادات قبيحها ومن السلوكيّات بغيضها، وبعضهم تلصق به هذه الرزية بسبب زوجة لا تعرف للطاعة سبيلاً، فتحرّضه على الابتعاد عن أمّه وأبيه، وقد تحثّه على جحود فضائلهما ومعاملتهما بقسوة، كما أنّ من أسباب العقوق بعض ما أتت به تقنيات العصر وحضارته المزيّفة، وأقصد بها تلك الأفكار الغريبة والعادات المستهجنة التي أتتنا من وراء البحار، فهناك يحتقرون، ولا يهتمّون بذويهم، وقد يتعلّم أبناؤنا منهم بعض ذلك مما يدمي القلب، ويذرف الدّمع مما يسمعه المرء من قصص وحكايات في المجتمع من عقوق فاضح لأبناء تجاه والديهم. وتأسف  العُمري على ظاهرة الاعتداء والإيذاء وإزهاق أرواح الوالدين، وقد يكون من أسباب ذلك ظاهرة تعاطي المخدرات بأنواعها مما يجعل الفرد خالي العقل وبما يدور حوله. قال ــ عليه الصلاة والسلام ــ حينما سُئل: ما حق الوالدين على ولدهما؟ فقال للسائل: (هما جنتك ونارك)، والهداية من اللهU بلا شك ولكن بعض الآباء والأمهات يجنون ثمرة سوء التربية لأبنائهم فعدم إحسان التربية، وعدم مساعدتهم فـي اختيار الصحبة الصالحة، وعدم الدعاء بالبركة لهم، والإنفاق عليهم بنفس طيبة، ومن مأكل طيب ربما كان سبباً فـي ظهور بعض الحالات السلبية وهذه الكبائر والمصائب التي يشيب الرأس من سماعها وقراءة أخبارها، والله إنه لأمر محزن وموجع فعقوق الوالدين من أكبر الكبائر وجريمة كبيرة وسيئة عظيمة عقوبتها منتظرة من رب العالمين فـي الدنيا والآخرة. ويكفـي من ذلك الحديث الذي يقول: " ثلاثة لاينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالدية، ومدمن الخمر، والمنان"، وأعود وأقول: إن على الآباء أن يكونوا عوناً لأبنائهم على البر بهم وصلتهم وعدم عقوقهم وذلك بالبعد عن المسببات والبواعث للخلق غير الحسن فلا إفراط ولاتفريط ويجب البعد عن اللين المفرط والقسوة المفرطة أيضاً. واختتم الأستاذ سلمان العُمري توكيده على أن الذي لا خير فيه لوالديه لا خير فيه للناس، حتى وإن أظهر لهم المحبة والمودة واللطافة وحسن التعامل، وقيامه بأعمال وخدمات متعددة، وهو مع والديه مقصّر.

مشاركة :