أكَّد أستاذ القانون بجامعة الطائف المحكم الدولي الدكتور عبدالله عبيد الوذيناني "انتشار الفتيات المسترجلات "البويات"ـ أو ما يطلق عليهن في المجتمع بـــ"الإيمو" بشكل لافت في الآونة الأخيرة، وأصبح يتنامى في أوساط الفتيات، وهذه الظاهرة لها دوافعها التي تجعل الفتاة تنحى منحى مظاهر الرجولة في الشكل الخارجي، والسلوكيات، والتصرفات، وتغير من طبيعتها الأنثوية المتصفة بالنعومة والرقة والحياء والرومانسية لتصبح رجلاً في اللبس، وقصات الشعر، والخشونة في المعاملة والتطبع بطبائع الشباب المختلفة". وأضاف الوذيناني "أنّ لهذه الظاهرة دوافع وأسبابًا اجتماعية ونفسية وفسيولوجية، وتربوية يمكن إجمالها في اعتبار أنّ هذه الظاهرة جزءٌ من الحرية الشخصية التي تتمتع بها الفتاة، أو الزعم باتباع الموضة وتغيير الــ"ستايل" النعومة إلى فتاة "سبورت"، أو أن تشعر بالهيبة والثقة وقوة الشخصية، وأحيانًا تكون نتيجة خلل في التربية والتنشئة في الأسرة، كالتدليل الزائد أو القسوة الزائدة، مشيرًا إلى أنَّ الأسباب قد ترجع إلى اختلال الهرمون الأنثوي "الاستروجين"، فتغلب الصفات الذكورية على الفتاة. وتابع: "أنّ علاج هذه الظاهرة الخطيرة يحتاج إلى تضافر الجهود من أطياف المجتمع المختلفة، وتكثيف الدراسات الاجتماعية وتحليلها تحليلاً علميًا رصينًا، ومعرفة مكامن الخلل ليتسنى معالجته، فما زالت الدراسات الاجتماعية في هذه المشكلة متواضعة جدًا، ونحتاج إلى أن يبذل المختصونوالمستشارون وسع الجهد والطاقة، وخصوصًا من العنصر النسوي، لرصد وحصر هذه الظاهرة وتقييمها، والبحث عن أسبابها ودوافعها الحقيقية، لمعالجتها معالجة صحيحة قبل أَن يستفحل الداء". ولفت إلى صدور أوامر سابقة بمنع الفتيات اللاتي يتصفن بهذه الظاهرة من دخول المدارسوالجامعات، مشيرًا إلى أنّ هناك عقوبات تأديبية تصل للفصل من التعليم في حالة عدم تعديل السلوك،لكن هذا لا يكفي وحده، فلا بد من تعاون المجتمع بأكمله، فالأسرة يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة من ناحية التربية، وكذلك دور المؤسسات التعليمية، والدعاة وخطباء الجوامع، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمؤسسات الاجتماعية.
مشاركة :