هوس النحافة: ظاهرة تنتشر بين الفتيات

  • 5/21/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت - سحر معن: أكّد عدد من المواطنات وأطباء السمنة والتغذية أن هوس النحافة أصبح ظاهرة تنتشر بين الفتيات بشكل كبير في الفترة الأخيرة، محذرين من أن عواقبها خطيرة، خاصة أنها تنتشر بين طالبات المدارس تحت ما يسمى بهوس الرشاقة. وأضافوا أنه يسيطر على الكثير من الفتيات وبعض الشباب هوس الرجيم وأن انتشار ذلك يأتي تقليداً لعارضات الأزياء اللاتي يظهرن في التلفزيونات والإعلام، حيث نجد أن الكثير من الفتيات لديهن الرغبة في فقد المزيد من أوزانهن، وأنهن غير راضيات عن شكل أجسادهن. وأكّد أطباء لـ الراية الطبية أن الرجيم القاسي يترك آثاراً سلبية على الجسم نظراً لأضراره الكثيرة، كما أن للسمنة المفرطة أضرارها التي تضر الجسم، محذرين من أن هوس النحافة يؤدي إلى حدوث آثار جانبية أسوأ من السمنة. وبينوا أن التوازن بين الغذاء الصحي وممارسة الرياضة أفضل نمط للحياة يمكن أن يتبعه من يريد جسماً رشيقاً، حيث يعتمد على التغذية الصحية المتوازنة ومزاولة الرياضة اليومية المعتدلة وتعديل سلوكه ونمط حياته وتجنب العادات السيئة في الأغذية المشبعة بالدهون وبذلك يتم إنقاص الوزن بشكل سليم والوقاية من حدوث الأمراض المزمنة كالأنيميا. منيرة اليافعي: حبوب التنحيف أفقدتني رونق بشرتي تقول منيرة خالد اليافعي: إنها دوماً تتبع حمية غذائية مختلفة لتنحيف نفسها منذ كانت بالمدرسة وأن النحافة تجذب الكثير من صديقاتها اللائي يشجعن بعضهن دوماً على تجربة مختلف أنواع الأنظمة الغذائية. وبينت أن والدتها تساعدها في إنقاص وزنها بشكل سليم من خلال ممارسة الرياضة بشكل يومي وتنظيم الوجبات ولكن وجدت صعوبة بإنزال وزني لذلك قررت أن أتبع أنواعاً عديدة من الرجيم وتناولت حبوب التنحيف. وأشارت إلى أنها وصلت للوزن المثالي وأصبحت أكثر رشاقة ونحافة ولكنها خسرت رونق بشرتها وأصبح شعرها يتساقط وأظفارها تتكسر باستمرار . غالية راشد: أدمنت الحميات الغذائية أكّدت غالية راشد أنها عندما تذهب للسوبر ماركت لا تشتري إلا الأطعمة الدايت القليلة السعرات خصوصاً أن هناك أنواعاً من الحلويات والأكلات لا يوجد بها دهون وكل شيء مخصص لمن يتبع حمية، وأنها تفضل الشراء من هذه الأقسام، كونها تحب الحلوى. وأكّدت أن هوس النحافة والحصول على جسم رشيق ينتشر في جميع الدول، ويدفع ذلك الكثيرين إلى التخلص من الوزن الزائد بأنواع الرجيم أو اللجوء إلى العمليات بشكل أسرع للتخلص من الوزن. وتابعت أنها أصبحت مدمنة على اتباع حميات غذائية متنوعة وأن هوس النحافة يزداد يوماً بعد يوم وأصبحت لا تأكل شيئاً وامتنعت عن الأكل كما أنها تجرب كل ما يقال عنه أنه يضمن خسارة الوزن من كبسولات تمنع الشهية وحبوب خسارة الوزن وقهوة التضعيف وشاي النحافة. فدوة غالب: فقدت الوعي في المدرسة بسبب الرجيم تقول الطالبة فدوة غالب: إنها تعاني كثيراً في إنقاص وزنها وأنها ترى نفسها ممتلئة وجميع من يراها يسخر منها ومن وزنها الزائد كما أن والدتها تساعدها كثيراً في إنقاص وزنها ولكنها تقول إنها لا تستطيع التوقف عن تناول الحلويات باستمرار. وتابعت أنها لجأت إلى اتباع رجيم من خلال الإنترنت لإنقاص وزنها أكثر من 25 كيلو في الشهر وقامت بالفعل باتباع الحمية الغذائية ولكن بعد أسبوعين فقدت الوعي في المدرسة وتم نقلها إلى المستشفى وتبينت إصابتها بالأنيميا بسبب امتناعها عن الأكل بشكل كبير وشرب السوائل فقط كما أن بريق وجهها اختفى وبدأ شعرها في التساقط بشكل كبير. واعترفت فدوة بأنها نادمة لاتباعها رجيم قاسٍ دون استشاره أخصائي وأنها سوف تمارس الرياضة والأكل الصحي باستمرار كي لا تفقد الوعي من شدة الجوع والتعب. عائشة رشيد: أصبت بالهزال والضعف تقول عائشة رشيد: إنها قامت باتباع حميات قاسية جداً وبدأت في تطبيقها مع أخذ حبوب التنحيف حتى تخسر وزنها بشكل أسرع وتحصل على نتيجة فورية وفي أيام الحمية هذه كانت تعتمد على أكل التفاح والماء فقط. وتابعت أنه بعد شهر خسرت الكثير من وزنها ووصلت للوزن المثالي ولكن شعورها بعدم الرغبة في تناول الطعام أصبح يزداد يوماً بعد يوم إلى أن فقدت حاسة التذوق ولم تعد تشعر بأي نكهة أو طعم وأصبحت لا تشعر بالجوع . وبينت أن جسدها أصبح لا يتحمل الامتناع عن الأكل ما أصابها بالهزال والضعف ولم تعد تذاكر وتراجع مستواها العلمي بالإضافة لشعورها بتقلصات في المعدة وألم شديد ما جعلها تذهب إلى دكتور نفسي للتخلص من هوس النحافة. د. معتز باشا: الحميات القاسية تؤدي للاكتئاب أكّد الدكتور معتز باشا مدير قسم جراحات السمنة في مؤسسة حمد الطبية أن الفتيات يعانين من هوس رشاقة شديد بالذات ما يسمى هوس النحافة وله أسباب كثيرة أهمها الدعاية في مجلات الموضة وملكات الجمال اللائي يمثلن النحافة واللائي يختارونهن ذات أوزان معينة وقد تم التحذير في فرنسا ودول أوروبية من النحافة الشديدة التي تؤثر على الإنسان، لافتاً إلى أن بعض الفتيات اللاتي يعانين من مرض النحافة يعانين من "سد النفس" المرضي وليست لديهن رغبة في الأكل ما قد يسبب الوفاة. وأوضح أن عمليات التنحيف أصبحت موضة بسبب الإعلام والإنترنت واللذين يلعبان دوراً كبيراً في انتشار هذه الظاهرة، موضحاً أن الرجيم القاسي له أضرار كثيرة فهو يؤثر على الحالة النفسية للمريض ويؤدي للاكتئاب وفي بعض الأحيان يؤدي لحصوات المرارة والكلى ونقص الفيتامينات الذي يؤدي لتساقط الشعر وتغير شكل الأظفار ويؤثر على القلب والكبد ويجب أن يكون الرجيم غير قاسٍ وتحت إشراف طبيب أو متخصص كي يعطي له الكميات الغذائية اللازمة التي يحتاجها يومياً . وأوضح أن الأنظمة الغذائية لا تناسب أي شخص فالطبيب المتخصص يجب أن يجلس مع المريض ويأخذ تاريخه المرضي والأمراض المصاحبة وفي بعض الأحيان يتم أخذ عينة من الدم لتساعد على تحديد نوع الدم ونوع الغذاء المفيد له ولكن الغذاء الصحي هو الأساسي لكل الناس. وأكّد أن النحافة الشديدة مرض كالسمنة الشديدة فالإنسان يجب أن يحرص على الالتزام بالوزن الصحي من خلال ممارسة الرياضة والأكل الصحي. رنا بوسعيد: وسائل الإعلام سبب اتجاه المراهقات للنحافة أوضحت أخصائية التغذية رنا بوسعيد أن هوس النحافة هو امتناع الإنسان (في معظم الأحيان المراهقات) عن تناول الطعام لأنه يرى نفسه بديناً رغم أن وزنه يتناقص وهذا الأمر بالغ الخطورة لأنه قد يقضي على حياة المصاب به علماً بأن نسبة إصابة الفتيات به ضعف إصابة الفتيان. وبينت أن أسباب مرض فقدان الشهية العصبي أو ما يعرف باسم "انوركسيا نيرفوزا" إما بيولوجية وتكون نتيجة خلل في الجهاز العصبي أو سيكولوجية كما هو الحال مع المراهقين الذين يسعون إلى إثبات النفس والتحرر من الأهل كما أن وسائل الإعلام لها دور في تشجيع المراهقات على الامتناع عن الطعام بتسليطها الضوء على عارضات الأزياء والممثلات باعتبار أن نحافتهن الشديدة مثال للأنوثة والجمال. وأشارت إلى أن أعراض هوس النحافة هي الانخفاض الشديد في الوزن وتساقط الشعر وانخفاض النبض ودرجة الحرارة وجفاف الجلد وقد تؤدي إلى الاضطرابات الهرمونية وانقطاع الدورة الشهرية واضطرابات الجهاز الهضم وتسوس الأسنان وآلام الحلق نتيجة للقيء المتكرر. د. هند إبراهيم: اضطرابات الطعام المرضية تصيب المراهقات أكدت الأخصائية النفسية هند إبراهيم أن هوس النحافة هو مرض نفسي ينتشر بين الفتيات ويعود ذلك إلى وسائل الإعلام بسبب تركيزها على الرشاقة كمعيار للجمال عند الفتيات. وأوضحت أن اضطراب فقدان الشهية العصبي من اضطرابات الأكل التي ترجع إلى أسباب متداخلة، منها ما هو نفسي ومنها ما هو معرفي ومنها ما هو وراثي ومنها ما هو اجتماعي بفعل التطورات الاجتماعية والثقافية والاتجاهات السائدة نحو تفضيل النحافة وأيضاً ما يلعبه مروجو الموضة وصانعو الأزياء من ترويج للرشاقة عبر وسائل الإعلام المتعددة وبأن هوس النحافة واضطرابات الطعام المرضية يزدادان ويصيبان واحداً في المئة من المراهقات، ويؤديان إلى الشعور بالقلق، ويمكن أن يتحولا إلى اكتئاب، ويؤديان إلى دفعهن لإيذاء أنفسهن، مؤكدة أن العلاج النفسي لهذه الحالات يتطلب دعماً نفسياً. وأوضحت أن المرض ينتشر بين الفتيات أكثر من الذكور، حيث تبلغ نسبة الإناث اللواتي يعانين من المرض تسعة أضعاف مقارنة بالذكور، ويصيبهن بين العشر سنوات وحتى سن الخامسة والعشرين من عمرهن.

مشاركة :