ناجي الحاي وجمال مطر

  • 3/8/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أيام قليلة، ونكون في قلب حدث مسرحي كبير هنا في الشارقة، حيث وقائع الدورة السادسة والعشرين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية الحدث الفني الكبير الذي يسميه المسرحيون الإماراتيون والعرب عرسهم ونقطة التقاء قلوبهم على فن شعبي رفيع هو حقاً أبو الفنون، أو فن الخشبة، أو الفن الجماعي الذي يعزز من فكرة جماعية العمل المسرحي، وتلاقياته المبدعة الثلاثية: المؤلف + المخرج + الممثل. نترك الحفاوة بهذا المهرجان التاريخي، والذي يشكل علامة فارقة في بنية مشروع الشارقة الثقافي منذ أكثر من ثلاثة عقود.. إلى أيام مقبلة حيث يكون الاحتفاء باللقاء مع رموز هذا الفن، ونذهب إلى خبر استباقي مبشر حيث يعود المخرج المعروف ناجي الحاي إلى العمل المسرحي بعد انقطاع طويل عن الخشبة في عرض جديد تحت عنوان أيام اللولو من إخراجه. عودة ناجي الحاي إلى المسرح - وهو بالمناسبة لم يغب تماماً عن ولعه بالمسرح، ولم يهجر المسرح، فمثله مسكون حد العظم بهذا الشغف الجماعي.. أقول عودة الحاي بعرض جديد تحملنا على تصفح تاريخ هذا المسرحي الإماراتي العريق، فهو من أوائل من تجرأوا على ما يسميه المسرحيون العلبة الإيطالية، أي العرض في الهواء الطلق بلا خشبة وبلا شارة.. كان مثل هذا الخروج يدمج الجمهور مع الممثلين في فضاء مسرحي واحد، ويذكر المسرحيون، في هذا السياق عرض حبة رمل لناجي الحاي في ثمانينات القرن الماضي، وكيف أنه قام بعمل فرجة مسرحية احتفالية أعادت الروح الشعبية لفن المسرح، وأعادت إليه أصالته المكانية. ناحي الحاي فعل مسرحي مضارع حتى ولو توقف بعض السنوات عن سؤاله وبحثه المسرحي الدائم، وهو عنصر إخراجي إماراتي بالغ الحيوية، ويصدر في تجريبه وتجديده الفني عن ثقافة مسرحية نوعية تميز بها أبناء جيله مثل أحمد الأنصاري، وسعيد سالم، وعبد الله إسماعيل، والراحل سالم الحتاوي. في مجال البحث المسرحي، والجرأة على العلبة الإيطالية، وفي إطار العناصر المجايلة للحاي، علينا، أن نتذكر بقوة المسرحي البارع، والشاعر المتواري في المسرحي، المولع حتى الجنون بأبي الطيب المتنبي وهو جمال مطر، وإذا كان لكل امرئ من اسمه نصيب كما يقولون، فإن أضاف إلى المسرح الإماراتي شيئاً من بهاء وليونة المطر والماء، فقد أخرج جمال مطر في أوائل تسعينات القرن الماضي عرضاً في الهواء الطلق أقامه بالقرب من البحر في منطقة الخان في الشارقة، وكان ذلك العرض بعنوان جميلة، وكل مسرحي إماراتي يستهويه تاريخ هذا الفن، فإنه من المؤكد يتذكر إبداعية جمال مطر في مسرحيته المعروفة جميلة. نستبق أيام الشارقة المسرحية بتحية كبيرة إلى كل المبدعين المسرحيين في الإمارات، ففي سنوات قليلة نقلوا المسرح الإماراتي إلى الصفوف العربية الأولى بجهد ومثابرة ومتابعة مشهود لها محلياً، وعربياً. yosflooz@gmail.com

مشاركة :