تؤكد الدوائر السياسية في الغرب، أن قمة «بريكس» التي تبدأ اليوم الثلاثاء، في مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، من المرجح أن تحدث صدى واسع النطاق في العالم، وهو ما أقرت به مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، حين أكدت أن الجنوب العالمي يتوق إلى بديل عن النظام العالمي الذي يهيمن عليه الغرب. وستُظهر القمة ما إذا كانت آمال الدول النامية سوف تتحقق أم لا. ويتابع الاتحاد الأوروبي عن كثب جلسات قمة «بريكس»، ولكن مع التركيز الوحيد تقريبًا على الخطوات المقبلة التي تدعم توجه دول البريكس لتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب، بحسب المحلل السياسي البريطاني، ديفيد إميلي. مواجهة مجموعة السبع المصدر: البنك الدولي وتسعى روسيا والصين إلى بث روح جديدة في «بريكس» وإظهار أن هناك فرصة لإنهاء المؤسسات والتحالفات التي تحكمها مجموعة السبع الثرية منذ عقود، بحسب الباحث الروسي فلاديمير سكوسيريف، ولهذا السبب أعلنت دول مختلفة، مثل الأرجنتين ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية وكازاخستان و17 دولة أخرى، عن رغبتها في الانضمام إلى مجموعة بريكس. وبينما ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أن الصين ستدعو زملاءها في مجموعة «بريكسۑ خلال القمة في جوهانسبرغ، لتحويل المنظمة إلى منافس جيوسياسي كامل لمجموعة السبع. أجندة وأهداف القمة وتعددت التوقعات حول أجندة وأهداف قمة بريكس..ولكن الدوائر السياسية في موسكو تشير إلى أبرز نقاط جدول أعمال القمة: العمل من أجل ترسيخ نظام عالمي جديدة «متعدد الأقطاب».. وهذا الهدف يعد من أولويات «بريكس». إطلاق المجموعة لعملية توسعها، وتحديد معايير لانضمام أعضاء جدد، خاصة أن هناك 22 دولة طلبت الانضمام للمجموعة. وتعزيز إمكانات «بنك التنمية الجديد»، وصندوق احتياطيات النقد الأجنبي الافتراضي، وتطوير آليات الدفع الإلكتروني المشتركة، وزيادة دور العملات الوطنية في التعاملات التجارية بين بلدان المجموعة وغيرها. وهذه القضايا هي محور الاهتمام في قمة «بريكس» خلال فترة انعقادها على مدى 3 أيام (من 22 وحتى 24 أغسطس/ آب الجاري). وسيناقش القادة في الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية للقمة القضايا الملحة للمجموعة، بما فيها الأجندة العالمية والإقليمية، وآفاق مواصلة تطوير شراكة بريكس في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية وغيرها. بريكس.. إحدى ركائز النظام العالمي الجديد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حرص على توصيف الهدف الرئيس بوضوح، (عالم متعدد الأقطاب)، مؤكدا «أن مجموعة بريكس لا تطمح لأن تصبح «قوة جماعية مهيمنة جديدة»، واستبدال آليات العمل الدولي، أي لا تهدف بأن نصبح قوة جماعية مهيمنة جديدة». وبحسب تصريحات وزير الخارجية الروسي، فإن مجموعة بريكس، لن تصبح «قوة جماعية مهيمنة جديدة» بديلا عن هيمنة الغرب بزعامة الولايات المتحدة.. ولكن تصبح «إحدى ركائز النظام العالمي الجديد متعدد المراكز والأكثر عدلا». ويشارك في القمة، رؤساء دول أو حكومات الدول الخمس الأعضاء: رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والزعيم الصيني شي جين بينغ، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. ومن المقرر أن يرأس الوفد الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف.بينما سيشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو، نظرا لاستُهدفه في بداية شهر مارس/ آذار بمذكرة من المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جريمة حرب تتمثّل في «ترحيل» أطفال أوكرانيين منذ غزو أوكرانيا، وهي اتهامات ترفضها موسكو بالكامل.
مشاركة :