خبيرة مصرية لـ«عكاظ»: انقلاب النيجر خطير ونافذة للتطرف في أفريقيا

  • 8/22/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بعد دخول الانقلاب العسكري الذي حدث بدولة النيجر أسبوعه الرابع، والذي حدث يوم 26 يوليو الماضي، يثار التساؤل حول مستقبل البلاد وإلى أين تسير؟ وهل سيُحسم الانقلاب بتدخل عسكري، أم الأمور ستسمر الى ما هي عليه؟ خصوصاً في ظل أن عدداً من دول القارة الأفريقية، ترى أن التدخل العسكري أصبح صعباً. وتخشى الكثير من القوى العالمية على مصالحها الإستراتيجية الكبيرة في النيجر، كونها سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وهو الوقود الأكثر استخداماً للطاقة النووية، وهو ما يزيد من أهميتها الإستراتيجية، فيما يرى عدد من المحللين أن أزمة النيجر متجهة نحو مزيد من التصعيد، بعدما رفضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس» الخطة الانتقالية التي مدتها ثلاث سنوات والتي اقترحها زعيم انقلاب النيجر. وقال زعيم المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تشياني، الذي ترأس الحرس الرئاسي قبل الإطاحة بالحكومة في 26 يوليو: إن التدخل العسكري لن يؤدي إلا إلى زيادة الأزمة في المنطقة، ووعد بإعادة الدولة الواقعة في غرب أفريقيا إلى الحكم المدني في غضون ثلاث سنوات. وقال في خطاب متلفز: «إن النيجر لا تريد الحرب لكنها ستدافع عن نفسها ضد أي تدخل أجنبي». وترى الخبيرة في الشؤون الأفريقية بمركز دراسات الأهرام أميرة عبد الحليم، أن كل السيناريوهات بخصوص أزمة دولة النيجر مفتوحة، سواءً كان الحل العسكري أو الاتجاه إلى السلمية بالبقاء على ما هو عليه، مؤكدة أن السيناريو الأول أصبح معقداً وخطراً على دول القارة لخطورة المواجهات العسكرية والدمار الذى من الممكن أن يخلفه هذا التدخل على النيجر ودول الجوار، مما قد يسفر عن معاركة طاحنة بين الطرفين، فضلاً على خطر تدخلات أقليمية ودول أوروبية وأمريكية، وكل ذلك له تأثير سلبي على مستقبل دول القارة السمراء، وسيكون له تبعات سلبية خطيرة ومتعددة سياسياً واقتصادياً وأمنياً، كما سيؤدى الى المزيد من تهديدات تنظيمي «بوكوحرام» في نيجيريا و«القاعدة» التي تطل برأسها على أغلب العواصم الأفريقية، وبالتالي النيجر التي تتمتع بموقع جيوإستراتيجي، ستكون قريبة من زعزعة أراضيها، ونمو الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي. وأضافت عبدالحليم أن الانقلاب الذى حدث في النيجر هدد مصالح الولايات المتحدة وفرنسا، بينما يعزز نفوذ روسيا والصين في أفريقيا، محذرة دول المجموعة الاقتصادية الأفريقية «الإيكواس» من خطورة التدخل العسكري في النيجر كونه سيؤدي بالبلاد إلى مواجهة عسكرية طويلة الأمد، كما أنه يزعزع استقرار منطقة الساحل بأكملها. وشددت الخبيرة المصرية على أن تمركز قوات أمريكية وفرنسية وألمانية وإيطالية في النيجر، هو لمواجهة تمرد جماعات محلية مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش وغيرهما، يحاولون حالياً زيادة تواجدهم داخل البلاد وعلى الحدود، للمزيد من القيام بعمليات إرهابية وانقلابية لصالحهم. وأكدت الخبيرة في الشؤون الأفريقية، أن حالة القلاقل الموجودة بالدول الأفريقية، والتي كان آخرها ما حدث في النيجر خلال الأسابيع الماضية، هي أزمات خطرة كلها تصب في مصلحة الجماعات الإرهابية المنتشرة بدول القارة الأفريقية، والتي تستغل مثل تلك الأحداث لصالحها، للتوغل في دول منطقة الساحل، والسيطرة على مناطق جديدة تضمها إلى مناطق نفوذها، وهو أمر يؤدي في النهاية إلى صراعات محفوفة بالعديد من المخاطر والصعوبات اللوجستية، سيؤدي في النهاية إلى فوضى ربما تمتد لفترة طويلة.

مشاركة :