أصبح مصير نجمة التنس الروسية ماريا شارابوفا في مهب الريح، بعدما جمد عملاق التجهيزات الأميركي «نايكي» علاقته بها إثر ثبوت تناولها مواد منشطة خلال بطولة استراليا المفتوحة أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي. وعلقت لاعبة التنس الأميركية سيرينا وليامز المصنفة الأولى على العالم اليوم الثلثاء على قضية شارابوفا، مؤكدة أنها شعرت بالصدمة لسماعها أن صديقتها وزميلتها في رياضة التنس سقطت في اختبار للمنشطات ،إلا أنها امتدحت شجاعة اللاعبة الروسية في تحمل المسؤولية. وأضافت سيرينا للصحافيين في إفادة قبل مباراة ستخوضها اليوم في نيويورك: "كما قالت ماريا فإنها تحملت المسؤولية كاملة واعتقد ان هذا يظهر الكثير من الشجاعة والصدق." ورد مسؤول رياضي روسي بارز على الشكوك حول مشاركة شارابوفا في الأولمبياد الصيفي في ريو دي جانيرو البرازيلية الصيف المقبل، متوقعاً أن تشارك في الأولمبياد، على رغم سقوطها في اختبار منشطات، وإيقافها بصورة مؤقتة بناء على ذلك. وقالت شارابوفا أمس (الإثنين)، إنها سقطت في اختبار للكشف عن المنشطات في بطولة استراليا المفتوحة، بسبب مادة كانت تتناولها على مدار السنوات العشر الأخيرة لدواع صحية. وأكد «الاتحاد الدولي للتنس» أن شارابوفا (28 سنة)، الفائزة بخمسة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى، سيتم ايقافها موقتاً بداية من 12 آذار (مارس) الجاري. وصدمت النجمة الفاتنة عالم الكرة الصفراء أمس باعلان ثبوت تناولها مواد منشطة في بطولة استراليا، نتيجة تناولها دواء «ملدونيوم»، الذي ظهر العام 2016 على قائمة المواد الممنوعة. وأثار الإيقاف موجة من ردود الفعل، إذ قال المتحدث باسم «نايكي» كيخوان ويلكينز: «نشعر بالحزن وفوجئنا بالمعلومات المرتبطة بشارابوفا. وقررنا تجميد كل علاقاتنا مع ماريا خلال وقت التحقيق». وتابع: "سنواصل مراقبة المسألة عن قرب". وشارابوفا هي واحدة من السفراء الأكثر شعبية للعلامة التجارية، وظهرت في حملاتها الإعلانية وتصدرت صورها اللوحات الاعلانية في بطولات كرة المضرب الكبرى. وحصدت المصنفة أولى عالمياً سابقاً أرباحاً بلغت 29 مليون دولار أميركي في العام 2015، بينها سبعة ملايين فقط من جوائز الدورات. غير أن رئيس الاتحاد الروسي للتنس شاميل تاربيشيف توقع أن تشارك شارابوفا في الأولمبياد الصيفي المقبل في ريو دي جانيرو البرازيلية الصيف المقبل. وقال المسؤول الروسي في مقابلة مع وكالة «تاس» المحلية للأنباء: «أعتقد أن هذا كله كلام بلا معنى». وأضاف تاربيشيف بقوله «الرياضيون يتناولون الأدوية والمواد التي يعطيها لهم اختصاصيو العلاج الطبيعي والأطباء»، مرجحاً أن تشارك شارابوفا في الألعاب الأولمبية، «وسيتعين علينا متابعة تطور هذه القضية». وجاءت عينة شارابوفا ايجابية بظهور مادة «ميلدونيوم» التي تستخدم في علاج داء السكري وانخفاض مستويات «الماغنسيوم» وحظرتها «الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات» منذ بداية كانون الأول (ديسمبر) الماضي فقط. وقالت شارابوفا التي كانت لاعبة واعدة، وهي ثالث أصغر بطلة على الاطلاق لـ«ويمبلدون»: «ارتكبت خطأ كبيراً. خذلت جماهيري وخذلت الرياضة. أتحمل المسؤولية كاملة». وأضافت المصنفة الأولى عالمياً سابقاً الحاصلة على 35 لقباً خلال مسيرتها حتى الآن، في مؤتمر صحافي في فندق وسط لوس انجليس: «أعلم أنني سأواجه العواقب ولا أريد أن أنهي مسيرتي بهذه الطريقة. أتمنى حقا أن أحصل على فرصة ثانية لممارسة هذه الرياضة». ووفقاً لمجلة «فوربس» ربحت شارابوفا 29.5 مليون دولار في 2015 غالبيتها من عقود الرعاية. وقالت شارابوفا إن طبيب أسرتها وصف لها دواء «ميلدرونيت»، والذي يعرف أيضاً باسم «ميلدونيوم»، وكانت تتناوله على مدار عشر سنوات لأنها كانت تمرض على نحو مستمر وتعاني من نتائج غير منتظمة لرسم القلب الكهربائي ونقص في مستويات الماغنسيوم إضافة لوجود تاريخ لأسرتها مع داء السكري. وأضافت: «من المهم جداً أن تعرفوا أن هذا الدواء ولمدة عشر سنوات لم يكن مدرجاً على لائحة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات للمواد المحظورة رياضياً وكنت أتناوله بشكل قانوني. لكن في أول كانون الثاني تغيرت اللوائح وأصبحت مادة ميلدونيوم محظورة». ورفضت «الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات» التعليق حتى يصدر «الاتحاد الدولي للتنس» قراراً نهائياً. وتستخدم مادة «ميلدونيوم» لعلاج آلام الصدر والنوبات القلبية وحالات أخرى لكن بعض الباحثين ربطها بمساعدة الرياضيين على تحسين الأداء والتحمل. وهذه المادة غير مسموح بتناولها في الولايات المتحدة لكنها متاحة في روسيا ولاتفيا وبلدان أخرى في تلك المنطقة. وخلال الشهر الماضي تم اكتشاف عينات ايجابية لمادة «ميلدونيوم» في اختبارات المنشطات لمتسابق الدراجات الروسي ادوارد فورغانوف ومتسابقة التزلج الروسية ايكاترينا بوبروفا ومتسابقتي ألعاب القوى المولودتين في اثيوبيا اندشو نيجيسي وابيبا اريغاوي. وتأتي الأنباء المفاجئة بعد يوم من إعلان الفريق المسؤول عن إدارة شؤون شارابوفا إنها ستقوم «بإعلان مهم» وتوقع كثيرون أن تعلن اعتزالها التنس. ولم تلعب شارابوفا في أي بطولة منذ خسارتها أمام سيرينا وليامز في دور الثمانية لاستراليا المفتوحة في كانون الثاني (يناير) الماضي. وأعلنت شارابوفا قبل أيام انسحابها من دورة انديان ويلز الأميركية للماسترز التي انطلقت الإثنين، بسبب اصابة في ساعدها الأيسر تعاني منها منذ أشهر عدة. كما انسحبت للسبب ذاته من دورة بريزبين الاسترالية في كانون الثاني (يناير) الماضي، ودورة الدوحة الشهر الماضي، وكذلك من الدور الاول لمسابقة كأس الاتحاد. وعرفت شارابوفا بعدم استسلامها وأسلوب لعبها الذي يعتمد على الضربات القوية من الخط الخلفي وأصبحت وعمرها 17 سنة أول روسية تفوز ببطولة «ويمبلدون» عندما هزمت سيرينا وليامز (6-1) و(6-4) في نهائي العام 2004. وجعلها الانتصار أيضاً ثالث أصغر بطلة لـ«ويمبلدون» خلف لوتي دود ومارتينا هينغيس ورابع أصغر لاعبة تفوز بإحدى البطولات الكبرى في العصر الحديث بعد هينغيس ومونيكا سيليش وتريسي اوستن. وعانت شارابوفا مراراً في مسيرتها الاحترافية من الاصابات التي أبعدتها لفترات، لكن ذلك لم يمنعها من تصدر التصنيف العالمي للاعبات المحترفات لمدة 21 أسبوعاً. وتقيم شارابوفا منذ طفولتها في الولايات المتحدة، ودخلت منذ أعوام مجال الأعمال واطلقت علامتها التجارية لحلويات «شوغربوفا».
مشاركة :