مشاري محمد يكتب لـ”درة” | هيبة حضور

  • 8/30/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الضيوف أنواع ، منهم من تفرح بقدومه وتستقبله بكل مودة ومحبة، والسرور يملأ المكان لقدومه وتخرج كل كلمة ترحيبٍ بحفاوة وكأنها خرجت من القلب، فتستعد لقدومه أفضل استعداد ومع ذلك يكونُ سهلاً غير مُتعب. ومنهم من يكون ضيفاً ثقيلاً لا نفرح بقدومه؛ ولكننا نستقبله كما أدبنا ديننا وأعراف مجتمعنا الأصيل الكريم ويكون الاستعداد له مُتعبٌ ومُعقّد. ومنهم من يكون الضيف المفاجئ لا تعلم بقدومه ولم تستعد لاستقباله ولكنه حضر واستقبلته فإما إلا أن تكون وُفِّقتَ في استقباله وإما لم تُوفق وفي كلتا الحالتين بإمكانك الاعتذار بعدم العلم بقدومه وسيكون عُذرك مقبولاً في الغالب. أما الضيف التالي فإنه أغرب أنواع الضيوف هذا الضيف لحضوره هيبة مدوية فهو الضيف الذي كلنا نعلم بقدومه لا شك ؛ولكننا لا نعلم بموعد وصوله ،فمِنا من يعد لاستقباله العدة الملائمة فيوفق باستقباله بشكل لائق وآخرون لا يستعدون له بواجب الضيافة كما يجب ، فلا يُحالفهم التوفيق في ذلك ، والغريب أنه إذا أتى هذا الضيف سواءً كنا قد أعددنا له أم لم نستعد لذلك ،سواءً كنا سعداءً بقدومه أم لم نكن ،فإن أقربائنا وأصدقائنا سيحزنون من زيارةِ هذا الضيف لنا، مع أننا وإياهم نتوقع حضوره في أي لحظة لِأيٍ منّا، فعلى الرغم من خوف أغلبنا منه إلّا أننا راضين به ولا نعترض على قدومه، وإذا جاء ذِكره فإننا ننتقي كلامنا عنه، ونرجو أن نكون ممن أحسن استقباله. أسأل الله لي ولكم أن نكون ممن يُبشر عند الموت بِرَوحٍ وريحان، وربٍ راضٍ غير غضبان.

مشاركة :