نحتفل العام الحالي 2019 علي مرور 100 عام علي ثورة 1919 التي جسدت معاني الوطنية المصرية وامتزجت فيها كل المشاعر الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وتجلت الوحدة الواطنية عندما خطب القمص سرجيوس فوق منبر الأزهر الشريف رفقة الشيخ محمود أبو العبر.وبعد مرور قرن من الزمان من خطب القمص سرجيوس علي منبر الأزهر مناديا بالوحدة الوطنية جاء القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل عام البطريركية الأقباط الأرثوذكس ليحول خطاب الوحدة الوطنية إلي واقعا وحقيقة نعيشها تعلمنها علي يده.والفارق العجيب أن كلاهما سمي بنفس الإسم "سرجيوس" وهما من مواليد محافظة واحدة "المنيا"، كما أنهما يحملا العديد من الصفات المشتركة كالفصاحة وحسن الأسلوب وسعة الاطلاع.فمنذ صدور قرار مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بتعيين القمص سرجيوس، كاهن كنيسة مار جرجس و الأنبا إبرام بمصر الجديدة، وكيل عام للبطريركية عكف على تنظيم الشئون الإدارية للبطركية حتى باتت في أحسن حال في ظل ظروف عصيبة ألمت بالوطن أبان ثورة 25 يناير وحالة الفوضى التي عمت البلاد ، وضع تنظيما إداريا قويا صلبا مبني علي أسس علمية، ومفاهيم تطبيقية حديثة، سلسة ومرنة وتحافظ على هيبة الكنيسة.فأصبح السلوك الإداري المتمثِّل في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة منهجا في العمل داخل أروقة مكتبه والتي اكتسابها من عمله السابق الرعوي و الخدمي، وجند لمدة 6 سنوات بالقوات المسلحة ضباط احتياطي وصل إلي رتبة نقيب، و خاض حربي الاستنزاف وأكتوبر، مما أعطاه القوة والمرونة معا في التنظيم الإداري والقدرة علي اتخاذ القرار.وبالرغم من المهام الجسام التي وضعت علي عاتق القمص سرجيوس بعد توليه مهام منصبه الوكيل البطريركي لكنها لم تنسيه أنه أب وكاهن ومعلم وراعي وخادم، فعندما ترك العالم واستجاب لدعوة الله وسيم كاهنا عام 1986.بل خصص كل وقته وحياته للعمل الطقسى والرعوى والتعليمى، ووضع أسس قوية وجديدة للرعاية الاجتماعية التي كان يعلمها لطلابه بكليات الخدمة الاجتماعية فترك المناصب الرسمية ذات المكانة المرموقة من أجل قبول دعوة الله، حتي أصبح صورة للمسيح وسط شعبه فحول سر الكهنوت من رتبة بالكنيسة إلي خدمة ومحبة وعطاء.
مشاركة :