صدر كتاب "الرجل ذو الألف وجه.. اعترافات حافظ نجيب" حديثا عن دار إشراقة للنشر – مصر للكاتب ممدوح الشيخ، ويتناول السيرة الحقيقية لبطل المسلسل التلفزيوني المصري المثير للجدل: "فارس بلا جواد"2002. من مقدمة الكتاب: في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي تعرفت، عن طريق الباحث الفلسفي المصري المتميز الصديق العزيز الأستاذ الدكتور صلاح الدين عبدالله، على مؤرخ أدبي وناقد من طراز خاص هو الأستاذ الراحل أحمد حسين الطماوي، وكان خبيرا بتاريخ الثقافة المصرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وهو كان حتى آخر يوم في حياته، من أكثر تلاميذ الأستاذ عباس محمود العقاد وفاءً، وعنه تلقى حب المعرفة والدأب الشديد، وفي حوار من حواراتي الثرية معهما عرفت للمرة الأولى اسم حافظ نجيب، وسمعت منه جانبا من قصته. وفي سوق الكتب القديمة الشهير بالقاهرة "سور الأزبكية" صادفت عددا من "مجلة الهلال" الثقافية العريقة فيه مقال عن حافظ نجيب بقلم الأستاذ أحمد حسين الطماوي، عنوانه: "الفيلسوف المحتال"!. ومرت السنوات والاسم عالق بذاكرتي، دون أن أتوقع أو حتى أتخيل، اقتناء روايته التي أصبحت منسية: "اعترافات حافظ نجيب: وقائع جريئة مدهشة وقعت في نصف قرن". لكنني بمجرد اقتنائها قررت إعادة نشرها، وذلك عام 1996. وفي العام 2002، أخبرني صديق صحافي أن الممثل المصري المعروف محمد صبحي يـُعدُّ مسلسلاً تلفزيونيا: "فارس بلا جواد" مأخوذ عن الرواية، وآثرت الانتظار حتى تـُنشَر معلومات كافية عن المسلسل، فإذا بالدنيا تنشغل انشغالاً هستيريا بالعمل، ويصبح موضوع مطالبات وضغوط دولية من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية تستهدف منع عرضه. ونفدت النسخ التي بقيت من الطبعة الأولى سريعا. وقد كان من الحقائق التي لم تغب عني أن المغامر المصري، الذي جاء من زوايا النسيان، منطلقا كالصاروخ في أفاق شهرة مدوية – بالضبط في الذكرى الخمسين لوفاته - دوَّن مذكراته حتى عام 1909 وتوفي عام 1946، وبين هذين التاريخين كثير من الأحداث لم يدونها، وهي أحداث لا نريد أن يجهلها القارئ، وبخاصة أن بها مفاجآت لا تقل روعة عن مفاجآت الجزء الذي دونه حافظ نجيب بنفسه. وقد أصبحت ردود الفعل على قيامي بإعادة إصدار الرواية عام 1996، ما يؤكد أنه بسبب إعادة نشرها، عادت الحياة إلى اسم كاتب كبير، كاد النسيان يطويه بشكلٍ تام. واليوم عند البحث عن اسم: حافظ نجيب يجد الباحث آلاف النتائج، جميعها تقريبا عن الطبعة التي أصدرتها، بل إن الصحافي المصري الكبير يوسف الشريف يقول: "حين تأهبت للكتابة عن حافظ نجيب توجهت إلى دار الكتب والوثائق القومية لاستكمال ما توفر لدي عنه من المعلومات، فهالني وأحزنني افتقاره لكتابه الشهير: "اعترافات حافظ نجيب"، .... .... وإذا بي أمام سيل من مؤلفاته المعروف والمجهولة، مثل: "الحب والحياة"، و"إصبع الشيطان"، "حذاء الميت"، .....". ويعلق شعبان يوسف: "إذن فحافظ نجيب يكاد يكون مجهولاً، ولا أثر عنه سوى هذه المذكرات التي كتبها هو، ورحل أثناء طباعتها في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1946". وقد جمع حافظ نجيب في مسيرته الغريبة بين صفات وأدوار ربما – يستحيل – أن يجمعها بينها إنسان، فهو: الضابط، الجاسوس، رجل الأعمال، المحتال، المدرس، الكاتب المسرحي، الراهب (المسلم)، بائع حلوى الأطفال، البارون، الكاتب المسرحي، الصحافي، الروائي، المترجم، والفيلسوف. وممدوح محمود محمد الشيخ علي من مواليد 1967، عضو باتحاد كتـَّاب مصر، له مقالات رأي بعدة دوريات منها جريدة المستقبل اللبنانية، جريدة عمان العمانية، جريدة الدستور المصرية ومجلة الصوت الأخر العراقية. له دراسات في الظاهرة الدينية بينها: المسلمون ومؤامرات الإبادة – مكتبة مدبولي الصغير – مصر – 1994، الإسلاميون والعلمانيون من الحوار إلى الحرب الطبعة الأولى – دار البيارق – الأردن – 1999، الطبعة الثانية – مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية والنشر والتوزيع – الأردن، السلفيون من الظل إلى قلب المشهد – دار أخبار اليوم – مصر – 2012. من مؤلفاته: عاصمة للبيع (مسرحية) دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة – دولة الإمارات – 2000، أهي القدس؟ - ديوان شعر – مكتبة بيروت – سلطنة عمان – 2009، ثقافة السلام – دار ومكتبة الغد – مصر – 2009. ومن الكتابات النقدية التي تناولت أعماله: "ممدوح الشيخ وعماد أو صالح شعاعان من شمس شعر تشرق"، منشور في: "كتابة: رؤى وذات" – صافي ناز كاظم – الهيئة المصرية العامة للكتاب – مصر – 2003.
مشاركة :