ما إن يقترب موعد انطلاق معرض الكتاب حتى يبدأ الجو الثقافي بالحراك، ولكل شرعة ومنهاج في حراكه، هناك من يرى المعرض حياة ثقافية محركة لكل الأجواء الثقافية وآخرون يرون أن المعرض لا يزيد على مادة الكتاب، «عكاظ» أجرت استفتاء لعدد من المثقفين. قال الروائي والقاص إبراهيم مضواح إن «أهم دوافع الارتحال السنوي لمعرض الكتاب هو اجتماع مئات من دور النشر المختلفة، فكريا وثقافيا، من بلدان مختلفة، تحت سقف واحد، ومما أتشوف إليه كل عام (الكتب/المفاجأة) التي تصادفك دون سابق علم عنها، ويأتي في مقدمتها كتب السيرة الذاتية، التي تدخل مجال اهتمامي بشكل مباشر»، مضيفا «أما الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الكتاب، فقلما ألتفت إليها، إذ إنها تكون على حساب الوقت الذي هو من حق الكتاب والكتاب وحده، ولا أنكر وجودها فهناك من يتطلع لما يدور فيها من محاضرات، ومحاورات». وذكر مضواح أنه «في المقابل فإن هناك ظواهر مزعجة، أولها التجاذبات والمماحكات التي تشوه بهجة هذه التظاهرة الثقافية، وهي في أكثرها مفتعلة من طرفين، يريد كل منهما أن يستحوذ على المشهد، ويسهم الإعلام ووسائل التواصل والأتباع في تغذيتها وتضخيمها، وكذا الصخب الذي يصاحب بعض شلل المثقفين، الذين يتجمهرون لالتقاط الصور، وتبادل النكات في ردهات المعرض، ومع أصحاب دور النشر، وبعد أن يملؤوا الدنيا ضجيجا يخرج أحدهم وفي يده كتاب أو كتابان». بينما رأت الكاتبة كفى عسيري أن الكتاب تظاهرة ثقافية وتحاملت على الرقابة إذ قالت إن «معرض الكتاب واجهة ثقافية ونافذة نخرج للعالم من خلالها لذلك أتمنى أن تخرج هذه النافذة من أطر التقليدية التي اعتدناها كل عام أعني الخروج من قيد رقابة بعض الأجهزة التي تحول المعرض إلى ميدان، لممارسة سلطتها وتجاوزاتها وملاحظاتها التي لو استمرت للأعوام القادمة فستكون وباء على المعرض تحديدا وعلى المثقف السعودي، وأتمنى ما يتمناه كل مثقف واع بمعنى الثقافة أن تعطى الثقافة مساحة أوسع من الانتشار والانفتاح دون وسيط ولا رقيب». فيما أبدى امتعض القاص أحمد زين من فعاليات المعارض السابقة وتمنى أن يجد الأفضل في قادم الأيام قائلا «يعجبني كثيرا في معرض الرياض الدولي للكتاب أنه جعل من عاصمتنا ومملكتنا الحبيبة وجهة عالمية للثقافة والقراءة حتى أصبح المعرض ملتقى سنويا لجميع المثقفين العرب، ودور النشر العالمية، والدول المستضافة، وأما أمنياتي الصادقة في هذا المعرض والمعارض القادمة أن أجد فعاليات ثقافية مصاحبة رسمية وغير رسمية، مثل الأمسيات القصصية والفنون التشكيلية وحتى الفعاليات الموسيقية كنوع من الثقافة الدالة على هويتنا الثقافية». وعبرت الكاتبة مضاوي القويضي عن إعجابها بوجود كتب لا تتوفر بالعادة في أماكن أخرى خارج المعرض وتمنت وجود فعاليات خاصة بالطفل.
مشاركة :