قال أحد مرضى السرطان في مدينة لانتشو بمقاطعة قانسو في شمال غربي الصين: " لم أفكر مطلقا في أنني أستطيع التغلب على الورم"، مضيفا أنه ممتن بشكل خاص للعلاج بالأيونات الثقيلة، حيث كشفت زيارة المتابعة بعد عدة جولات من العلاج أن الخلايا السرطانية التي كانت في جسمه اختفت. وطور فريق بحثي من معهد الفيزياء الحديثة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم أول مسرع طبي للأيونات الثقيلة في البلاد مع حقوق ملكية فكرية مستقلة، وقاموا باستعماله في التطبيقات السريرية. وأدى التشغيل الناجح لهذا الجهاز الطبي إلى فتح طرق تحويل سلسلة من الابتكارات المستقلة من البحث الأساسي الأولي إلى التصنيع النهائي والترويج، وفقا لصحيفة "تشاينا ساينس ديلي". وفي عام 1993، اقترح باحثون إجراء أبحاث أساسية حول علاج السرطان بالأيونات الثقيلة، وذلك خلال مؤتمر أكاديمي عقد في مدينة تيانشوي في مقاطعة قانسو. ويمكن للعلاجات الإشعاعية للسرطان باستخدام مسرعات الأيونات الثقيلة أن تقصف أهدافها من الخلايا السرطانية بالإلكترونات عالية الطاقة، مما يؤدي إلى قتل تلك الخلايا السرطانية. وبالمقارنة مع العلاج التقليدي مثل الإشعاع، يعتبر العلاج بالأيونات الثقيلة أكثر توازنا، نظرا لكم الإشعاع الأقل على الخلايا السليمة، إلى جانب قِصر فترة العلاج، كما أن العلاج قد يكون أكثر فعالية في السيطرة على الخلايا السرطانية. وفي عام 2006، أصبحت الصين رابع دولة تنفذ بنجاح العلاج السريري بالأيونات الثقيلة بعد الولايات المتحدة واليابان وألمانيا، عندما شارك أربعة من مرضى السرطان في التجارب السريرية الأولية للعلاج بالأيونات الثقيلة. وخلال الفترة من عام 2006 إلى عام 2009، أجرى الفريق البحثي، بالتعاون مع المستشفيات المحلية، دراسات تجريبية سريرية أولية على 103 مرضى يعانون من أورام سطحية، حيث شهدوا تأثيرات علاجية مُرضية. ونظرا لأن الهدف النهائي من علاج السرطان بالأيونات الثقيلة هو حقن الأيونات الثقيلة في الجسم لعلاج الأورام العميقة. لذلك، بدأ الباحثون دراسات التجارب السريرية الأولية على الأورام العميقة في عام 2009. وفي هذا السياق؛ قال شياو قوه تشينغ، المدير السابق لمعهد الفيزياء الحديثة، إنه في الفترة من عام 2009 إلى عام 2013، شارك 110 مرضى يعانون من أورام عميقة في أبحاث التجارب السريرية الأولية. وفي الوقت نفسه، كان الباحثون يخططون لتطوير مسرع أيون ثقيل طبي فعال. وفي عام 2015، غادر أول مسرع أيون ثقيل طبي في الصين يتمتع بحقوق ملكية فكرية مستقلة، غادر خط الإنتاج في مدينة وووي في مقاطعة قانسو، حيث كان سعر الجهاز يبلغ حوالي ثلث الجهاز المستورد المماثل، وبدون أي تكاليف صيانة عالية. وفي 26 مارس 2020، تم تشغيل المسرع، وبحلول نهاية يونيو 2023، أكمل أكثر من 750 مريضا علاجاتهم في مركز العلاج بالأيونات الثقيلة في مدينة وووي، مع تأثيرات شفائية ملحوظة. وأظهرت إحصاءات المتابعة أن معدل السيطرة الموضعية على الورم لمدة ثلاث سنوات وصل إلى 84 في المائة بين 46 مشاركا في التجارب السريرية. كما تجري حاليا أعمال تطوير مسرعات طبية مماثلة في المقاطعات الأخرى مثل فوجيان و تشجيانغ و هوبي و جيانغسو و جيلين. وكشف الباحثون أنهم يعملون حاليا على تطوير مسرع أيون ثقيل طبي من الجيل الثاني يتسم باستهلاك أقل للكهرباء. ويتميز العلاج بالأيونات الثقيلة بأنه فعال للغاية في علاج مجموعة واسعة من الأورام الصلبة ويمكن استخدامه في الحالات غير المناسبة للجراحة، أو غير الحساسة للإشعاع التقليدي، أو المعرضة للانتكاس بعد العلاج الإشعاعي التقليدي. ويشمل ذلك الأورام الموجودة في الجهاز العصبي المركزي والرأس والرقبة وقاعدة الجمجمة والصدر والبطن. ومن المتوقع أن يتسع نطاق تلك المؤشرات مع تواصل البحوث وتطور التكنولوجيا.
مشاركة :