النص الكامل لتقرير حول جذور وحقائق ومخاطر الهيمنة العسكرية الأمريكية (الجزء الثالث والأخير)

  • 9/7/2023
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

الباب الثالث ــ مخاطر الهيمنة العسكرية الأمريكية في عام 1901، كتب الكاتب الأمريكي مارك توين يقول "أما بالنسبة لإنشاء علم لمقاطعة الفلبين، فهذا أمر يمكن إجراؤه بسهولة. يمكن أن يكون لدينا علم خاص -- ولاياتنا تفعل ذلك: يمكننا أن نستخدم علمنا المعتاد، ونقوم بطلاء الخطوط البيضاء باللون الأسود وإحلال النجوم بالجمجمة والعظمتين المتقاطعتين" وذلك لإدانة الأعمال الإمبريالية التي ارتكبتها الولايات المتحدة وشملت شن حرب وارتكاب مجازر في الفلبين. طورت الولايات المتحدة، التي تأسست من خلال الحروب وإراقة الدماء وتوسعت من خلال التدخل والمكائد، هيمنتها العسكرية سعيا إلى القوة والربح وتحافظ على هيمنتها العسكرية من خلال التسلط والتنمر. وقد أشار والتر راسل ميد، الباحث البارز في معهد هدسون والأستاذ في كلية بارد، ذات مرة إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية هي أخطر قوة عسكرية في تاريخ العالم". أثبتت حقائق عديدة أن الهيمنة العسكرية الأمريكية، التي تعد المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار العالمي، تشكل أكبر تحد للتقدم البشري وتتعارض مع اتجاه السلام والتنمية. فلقد تسببت أعمال الهيمنة هذه في كوارث إنسانية، وانتهكت سيادة البلدان الأخرى، وداست على القواعد الدولية، وقوضت النظام الدولي، وجلبت مخاطر وأخطار كبيرة للبلدان الأخرى، وحتى للولايات المتحدة نفسها. 3.1 الكوارث الإنسانية --- مذابح بحق المدنيين روى براندون براينت، الذي سبق له أن عمل مشغل طائرات بدون طيار في الجيش الأمريكي، تجربة شخصية مر بها لوسائل الإعلام في عدة مناسبات، والتي قال فيها إنه بعد إطلاق صاروخ من طراز "هيلفاير" على مبنى يحتوي على الهدف المقصود، رأى طفلا يخرج من المبنى في اللحظة التي أصاب فيها الصاروخ الهدف. وعندما نبه رؤساءه إلى الوضع بعد استعراض شريط الفيديو، قيل له إنه مجرد "كلب". وفقا لمكتب الصحافة الاستقصائية ومقره لندن، تسببت الضربات الجوية الأمريكية بطائرات بدون طيار في أفغانستان وباكستان والصومال واليمن في مقتل ما بين 910 و2200 مدني، من بينهم ما بين 283 إلى 454 طفلا، في الفترة من فبراير 2004 إلى فبراير 2020. وكشفت ((ذا إنترسبت))، وهي منظمة إخبارية أمريكية غير ربحية، في عام 2015 أنه خلال فترة خمسة أشهر من العمليات الأمريكية، لم يكن ما يقرب من 90 في المائة من الأشخاص الذين قتلوا في تلك الضربات الجوية هم المستهدفين. تواصل الولايات المتحدة انتهاك الحق في الحياة، وهو أبسط حقوق الإنسان، حيث تسببت في كوارث إنسانية لا حصر لها في جميع أنحاء العالم. فقد قضت الحروب الهندية الأمريكية بشكل مباشر على الملايين من الأمريكيين الأصليين؛ وتسببت الحرب الفلبينية الأمريكية في مقتل ما يتراوح بين 200 ألف ومليون فلبيني؛ وأسفرت الحرب الكورية عن مقتل أكثر من 3 ملايين مدني؛ وأدت حرب فيتنام إلى مقتل مليوني مدني؛ وتسببت الحرب في أفغانستان في سقوط أكثر من 100 ألف من الضحايا المدنيين؛ وأسفرت حرب العراق عن مقتل ما يتراوح بين 200 ألف و250 ألف مدني ... ووفقا لمشروع (تكاليف الحرب) الذي تديره جامعة براون، فقد تسببت ما تسمى بـ"الحرب على الأرهاب" التي شنتها واشنطن منذ عام 2001 في مقتل نحو 929 ألف شخص، من بينهم 387 ألف مدني، ونزوح 38 مليون شخص حتى سبتمبر من عام 2021. --- الدوس على كرامة الإنسان إن الفضائح التي ترد تقارير متواترة عنها بشأن وقوع انتهاكات منهجية بحق السجناء على يد الجيش الأمريكي في السنوات الأخيرة هي دليل على الاستخفاف الصارخ بحقوق الإنسان والدوس على كرامة الإنسان. في عام 2009، ذكر مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ضمن سياق مكافحة الإرهاب، في تقريره المقدم إلى الدورة الـ10 لمجلس حقوق الإنسان أن الولايات المتحدة قد أنشأت نظاما شاملا للتسليم الاستثنائي، والاحتجاز المطول والسري، والممارسات التي تتعارض مع اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. وأشار المقرر، في تقريره المقدم إلى الدورة الـ64 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن الولايات المتحدة، إلى جانب متعاقديها الخاصين، لجأوا إلى أساليب استجواب ضد المسلمين الذكور المحتجزين في العراق وبلدان أخرى، تشمل على سبيل المثال لا الحصر إجبار المحتجزين على التعري، وتكديس المحتجزين فوق بعضهم البعض وهم عراة، وتهديدهم بالاغتصاب واللواط. وكشف تقرير صدر عن مشروع (تكاليف الحرب) في بداية عام 2022 أنه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، خططت الولايات المتحدة، تحت ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب"، نظاما من المواقع السوداء في 54 دولة ومنطقة على الأقل بجميع أنحاء العالم. وقد اُحتجز أكثر من 100 ألف شخص في هذه المواقع، بمن بينهم مسلمون ونساء وأطفال. بدو الحمد هو معتقل عراقي سابق سجنه الجيش الأمريكي بحجة دعمه للإرهاب واحتجزه في سجن أبو غريب الواقع غرب بغداد. وصف الحمد الحياة في السجن بأنها جحيم، وقال إن ما قُدم له من طعام كان بالكاد يسد رمقه، وأشار إلى أن أحد الانتهاكات المروعة العديدة التي ارتكبتها القوات الأمريكية كان الحبس الانفرادي الذي كان يتم فيه سجنه لمدة شهر دون رؤية أي شخص وتعريضه للبرد القارس أو الحرارة الشديدة. قال الحمد إن "الأمريكيين كانوا يحملون العراقيين على تعذيب بعضهم البعض، حيث أحضروا شرطيا محتجزا، ووضعوه مع المتطرفين. فقام المتطرفون بتعذيبه وكسروا يديه وقدميه وحاولوا قتله وهذا يتجاوز انتهاك حقوق الانسان". وبسبب المشاكل النفسية الناجمة عن الاحتجاز الطويل، وصل الحال في بعض الأحيان بالحمد إلى أنه لم يكن قادرا على التعرف على أفراد أسرته. بالإضافة إلى انتشار الانتهاكات والتعذيب في غوانتانامو، قام الموظفون الأمريكيون بتعذيب السجناء من خلال تدنيس القرآن وانتهاك المعتقدات الإسلامية، بما في ذلك إلقاء القرآن في المراحيض أو تمزيقه أو حرقه تحت ستار البحث عن الأسلحة، وتكليف حارسات بالتجسسن على سجناء ذكور عراة في الحمامات، وهو ما أثار احتجاجات جماعية بل وتسبب في انتحار جماعي بين المعتقلين. --- تدمير البيئة الإيكولوجية تسببت العمليات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم في أزمات بيئية حادة. لقد خلف الجيش الأمريكي أكثر من 350 ألف طن من القنابل المتفجرة والألغام الأرضية في فيتنام، وتشير التقديرات إلى أن إزالتها بالكامل ستستغرق 300 سنة أخرى. وقد أدى الاستخدام المكثف لذخائر اليورانيوم المستنفد في قصف الناتو بقيادة الولايات المتحدة لجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وسرطان الدم بين السكان المحليين، ما تسبب في أضرار جسيمة للبيئة الإيكولوجية المحلية وحتى الأوروبية. وفي الفترة من عام 2002 إلى عام 2016، وقعت ما لا يقل عن 270 حادثة تلوث بيئي في ثلاث قواعد عسكرية أمريكية في أوكيناوا باليابان، ولم يتم إبلاغ الحكومة اليابانية بمعظمها. أما تلوث التربة والمياه الجوفية في القاعدة العسكرية الأمريكية التي أُعيدت إلى كوريا الجنوبية في يونغسان في مايو 2022 فقد تجاوز بكثير المعايير المحددة لمنطقة كهذه مع امتلائهما بالمواد المسرطنة، حيث تجاوز إجمالي حجم الهيدروكربونات البترولية المعايير بواقع 29 ضعفا، فيما تجاوز حجم البنزين والفينول المعايير بواقع 3.4 و 2.8 ضعف على التوالي. علاوة على ذلك، فإن الجيش الأمريكي هو أكبر مستهلك لطاقة الوقود الأحفوري في العالم، واستهلاكه للوقود خارج زمن الحرب إلى جانب الانبعاثات الكربونية الناتجة عن ذلك يفوق معظم البلدان. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد تدعم لفظيا حماية البيئة والحياد الكربوني، إلا أن أولويات الجيش الأمريكي هي سلامته وقدرته على الفتك. فكل منظومة أسلحة رئيسية، سواء كانت مقاتلات نفاثة أو حاملات طائرات، تنتج انبعاثات كربونية كثيفة. خلاصة القول، لا يمكن لجيش أي دولة أخرى أن يضاهي الدمار الذي أحدثته انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي ولدها الجيش الأمريكي. وفي هذا الصدد، ذكرت دراسة مشتركة نشرتها جامعة لانكستر وجامعة دورهام في عام 2019 أن "البصمة الكربونية للجيش الأمريكي كبيرة جدا لدرجة أنها تفوق تلك الخاصة بمعظم دول العالم"، مضيفة أن "الجيش الأمريكي الآن هو في المرتبة الـ47 بين الدول الأكثر تسببا في غازات الاحتباس الحراري في العالم، عند النظر في الانبعاثات الناجمة عن استخدام الوقود".ووفقا لبيانات صادرة عن معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، فإنه منذ بدء ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب" في عام 2001، أنتج الجيش الأمريكي أكثر من 1.2 مليار طن من غازات الاحتباس الحراري. 3.2 المساس بسيادة الدول في عام 1648، عندما أنهى صلح وستفاليا حرب الثلاثين عاما ووضع الأساس لنظام الدولة القومية الحديثة، تم تأسيس مبدأ السيادة. لكن استخدام الولايات المتحدة للهيمنة العسكرية من أجل انتهاك مبدأ السيادة صار أمرا شائعا. وإلى جانب الغزوات العسكرية المباشرة التي شنتها ضد بلدان أخرى، أطاحت الولايات المتحدة أيضا بحكومات شرعية، ومارست الولاية القضائية خارج حدودها الإقليمية، وانتهكت المجال الجوي والمياه الإقليمية لبلدان أخرى. --- اتباع نهج التدخلات العسكرية في الخارج منذ إعلان الاستقلال في عام 1776، انتشر نهج التدخلات العسكرية الأمريكية في الخارج من خلال الغزو المباشر باستخدام القوة في جميع أنحاء العالم. وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر قد أشار ذات مرة إلى الولايات المتحدة على أنها "الدولة الأكثر ولعا بالحرب في تاريخ العالم"، مضيفا بقوله إنها "لم تكن في حالة سلام سوى لمدة 16 عاما فقط منذ تأسيسها كأمة قبل 242 عاما". ووفقا لتقرير صادر عن جامعة تافتس بعنوان ((عرض مشروع التدخل العسكري: مجموعة بيانات جديدة حول التدخلات العسكرية الأمريكية، 1776-2019))، أجرت الولايات المتحدة ما يقرب من 400 عملية تدخل عسكري على مستوى العالم بين تلك السنوات، 34 في المائة منها في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، و23 في المائة في شرق آسيا والمحيط الهادئ، و14 في المائة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و13 في المائة في أوروبا وآسيا الوسطى. وفي الوقت الحالي، تتزايد تدخلاتها العسكرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكذلك أفريقيا جنوب الصحراء. --- الإطاحة بالحكومات الشرعية بدأت الولايات المتحدة في الإطاحة بالحكومات الشرعية للدول الأخرى بعد وقت قصير من تأسيسها. في حرب طرابلس بين عامي 1801 و1805، شارك القنصل الأمريكي في تونس في التحريض على الإطاحة بحكومة طرابلس بتفويض من الرئيس توماس جيفرسون آنذاك، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بعملية تغيير للنظام ضد حكومة شرعية في بلد أجنبي. كما كتبت ليندسي أوروك، أستاذة العلوم السياسية في كلية بوسطن، في كتابها ((تغيير النظام سرا: الحرب الباردة الأمريكية السرية)) تقول إنه في الفترة من عام 1947 إلى عام 1989، أجرت الولايات المتحدة 64 عملية تدخل سرية لتغيير النظام وست عمليات تدخل علنية من هذا القبيل في بلدان أخرى، بصرف النظر عما إذا كانت تلك البلدان أعداء أم حلفاء، وبغض النظر عن الأنظمة السياسية التي تطبقها. بعد نهاية الحرب الباردة، قامت الولايات المتحدة بعمليات تغيير للنظام في العديد من البلدان، بما في ذلك هايتي وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا وفنزويلا. وفي عام 2022، أقر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون علنا بأنه ساعد في التخطيط لانقلابات في دول أخرى، في إشارة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة في فنزويلا في عام 2019. --- التمتع بـ"الحصانة القانونية خارج البلاد" من الشائع أن ينتهك الأفراد العسكريون الأمريكيون القوانين المحلية للبلدان التي يتمركزون فيها. ولكن الحكومة الأمريكية حاولت تفادي إخضاع هؤلاء الأفراد العسكريين الأمريكيين للولاية القضائية للحكومات المحلية، الأمر الذي تسبب في انتهاكات خطيرة للسيادة القضائية للدول التي يتمركزون فيها. وقد أظهرت دراسة أجراها آصف إفرات مؤخرا بعنوان ((مواجهة الضغوط الأمريكية خارج الحدود الإقليمية: القوات الأمريكية في المحاكم الأجنبية خلال الحرب الباردة))، أن القوات الأمريكية في الخارج تورطت في ارتكاب جرائم إلى حد أكبر بكثير مما كان معروفا من قبل، وأشارت الدراسة إلى أنه في البلدان التي تعتمد على الأمن الذي توفره الولايات المتحدة، كانت القوات الأمريكية أقل عرضة للمحاكمة، مع تسجيل أكثر من 360 ألف قضية جنائية تتعلق بأفراد عسكريين أمريكيين وعائلاتهم في الفترة من عام 1954 إلى عام 1970، ولكن لم يُنظر سوى في حوالي ثلث هذه القضايا في محاكم البلدان التي يتمركزون فيها. وأفاد أحد المنافذ الإعلامبة بكوريا الجنوبية في عام 2017 بأن معدل عدم المقاضاة على الجرائم التي ارتكبها الأفراد العسكريون الأمريكيون المتمركزون في كوريا الجنوبية يصل إلى 70.7 في المائة والمعدل بالنسبة لجرائم العنف، بما في ذلك القتل والاغتصاب والسرقة، أعلى من ذلك حيث تصل إلى 81.3 في المائة. --- انتهاك الأجواء والمياه الإقليمية خلال الحرب الباردة، استغلت الولايات المتحدة تفوقها التكنولوجي لإجراء عمليات استطلاع على ارتفاعات عالية وأنشطة عسكرية أخرى، منتهكة المجال الجوي لبلدان أخرى. في الفترة من يونيو 1956 إلى ديسمبر 1959، استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية طائرات استطلاع تحلق على ارتفاعات عالية من طراز "يو-2" للقيام بأكثر من 250 مهمة استطلاع فوق الأجواء وحول الأطراف في أوروبا والاتحاد السوفيتي والشرق الأوسط وشرق آسيا لجمع معلومات استخباراتية من الصور والإشارات. وبعدما أسقط الاتحاد السوفيتي طائرة استطلاع من طراز "يو-2" في مايو 1960، حولت وكالة الاستخبارات المركزية تركيز أنشطتها الاستطلاعية على ارتفاعات عالية إلى أمريكا اللاتينية ودول شرق آسيا، واستمرت أنشطة الاستطلاع في شرق آسيا، بما في ذلك الصين، حتى عام 1974. ومنذ هجمات 11 سبتمبر، شنت الولايات المتحدة، تحت ذريعة ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب"، غارات واسعة النطاق بطائرات بدون طيار في باكستان وبلدان أخرى، منتهكة بذلك السيادة الجوية لهذه البلدان ومتسببة في الوقت نفسه في وقوع عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين. من أجل الحفاظ على حريتها في نشر القوات العسكرية في جميع أنحاء العالم، بدأت الولايات المتحدة في تطبيق "حرية الملاحة" في عام 1979 لتهدد وتقوض بذلك سيادة المياه الإقليمية للدول الأخرى. ووفقا لـ"تقارير حرية الملاحة السنوية"، وهو تقرير سنوي يصدر عن وزارة الدفاع الأمريكية، استخدمت الولايات المتحدة الخيارات العسكرية لتحدي سيادة أو ولاية أكثر من 70 دولة ساحلية ومنطقة على المياه الإقليمية، والمناطق الاقتصادية الخالصة، والجزر الأرخبيلية والمضائق بين عامي 1990 و2021، بما في ذلك حلفاؤها التقليديون مثل اليابان وكوريا الجنوبية وإيطاليا والمملكة العربية السعودية. 3.3 تفكيك النظام أشار ستانلي هوفمان، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، إلى أن النظام العالمي هو نموذج مثالي لإقامة علاقات سلمية بين الأمم. وهو بمثابة شرط هام للتعايش الودي بين الدول ويوفر مجموعة من القواعد للسلوك المعياري، فضلا عن وسيلة فعالة لحل النزاعات والصراعات مع تعزيز التعاون الدولي من أجل التنمية المشتركة. وقد دأبت الولايات المتحدة، اعتمادا على هيمنتها العسكرية، على رفض الالتزام بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي والأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، وانتهكتها عمدا. أما حظر الاستخدام غير المشروع للقوة أو التهديد باستخدامها، وهو مبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي، فقد ظل أيضا موضع تجاهل من الولايات المتحدة، وهي دولة شنت مرارا وبوقاحة حروبا على بلدان ذات سيادة. وقد أدى إنشاء قوة فضائية مستقلة وتأسيس قيادة فضائية إلى إسراع الولايات المتحدة إلى اختبار الأسلحة الفضائية وإجراء التدريبات العسكرية ذات الصلة، وهو ما يتعارض بشكل خطير مع مفهوم الاستخدام السلمي للفضاء. علاوة على ذلك، أثبتت فضائح سوء معاملة السجناء المنهجية في معتقل خليج غوانتانامو أن الجيش الأمريكي داس على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. في سبتمبر 2022، خلال مؤتمر التفاوض الرسمي للدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة البيولوجية الذي عُقد في جنيف بسويسرا، نشر الوفد الروسي سلسلة من الوثائق التي تقول إن الولايات المتحدة انتهكت الاتفاقية. وتحدثت إحدى الوثائق، التي تم الكشف عنها، عن تقنية ذات براءة اختراع، أُطلق عليها اسم "نظام الإطلاق الجوي للبعوض السام"، وتنطوي على استخدام طائرات بدون طيار لنقل عدد كبير من البعوض الحامل لسموم إلى مناطق محددة، ثم إطلاقه في الجو بهدف إصابة فئات معينة من السكان بأمراض قاتلة، وتحقيق "انتشار لأمراض قاتلة بتكلفة منخفضة"، وعرقلة الخصم. وأضافت الوثيقة أنه بمجرد "تعديل القيود القانونية أو إلغائها"، يمكن استخدام هذه التقنية على الفور لأغراض عسكرية لتصبح "أداة" أكثر فتكا من الأسلحة المتقدمة المتاحة حاليا. تم فتح باب التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية في عام 1972 ودخلت حيز التنفيذ في عام 1975، حيث يبلغ عدد الدول الأطراف فيها حاليا 185 دولة وعدد الدول الموقعة عليها 4 دول. وتعد بمثابة أساس للحوكمة العالمية للأمن البيولوجي. بيد أن الولايات المتحدة التي تعد إحدى الدول الأطراف في هذه المعاهدة، تقوم منذ فترة طويلة بإجراء تجارب بيولوجية خطيرة في بلدان مثل كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى تجارب على البشر داخل بلادها، بينما تعارض إنشاء آلية تحقق متعددة الأطراف ذات صلة، الأمر الذي أدى إلى توقف المفاوضات بشأن إضافة بروتوكول التحقق إلى المعاهدة حتى الآن. لقد دأبت الولايات المتحدة على أن تكون انتقائية في نهجها إزاء القوانين والأعراف والمنظمات الدولية، حي تمتثل لها عندما تخدم مصالحها وتنسحب منها عندما لا يتحقق ذلك. تشير الإحصاءات إلى أنه منذ ثمانينيات القرن الماضي، انسحبت الولايات المتحدة من 17 منظمة أو اتفاقية دولية، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، واليونسكو، واتفاقية باريس، وخطة العمل الشاملة المشتركة، ومعاهدة تجارة الأسلحة، ومعاهدة القوات النووية متوسطة المدى، ومعاهدة السماوات المفتوحة. ومن ناحية أخرى، كانت هناك حالات انسحبت فيها الولايات المتحدة ثم عادت إلى الانضمام إلى هذه المنظمات أو الاتفاقيات، لتنسحب منها مجددا. وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية الحالية أعلنت أن "أمريكا عادت" وانضمت إلى بعض المنظمات والاتفاقيات الدولية مجددا، إلا أن الولايات المتحدة لم تتخل عن عقيدتها المتمثلة في "أمريكا أولا". وتواصل الانسحاب من الاتفاقيات التي ترى أنها لا تخدم مصالحها، مثل معاهدة السماوات المفتوحة، أو تقوم بانتهاكها. ولدى إشارته إلى أن "هذه هي الآن قواعد الطريق غير المكتوبة على كوكبنا. إنها تمثل الاستثنائية الأمريكية الحقيقية"، قال المؤرخ الأمريكي ألفريد ماكوي إن واشنطن ستستمر في انتهاك السيادة الوطنية من خلال القيام بتدخلات سرية وعلنية على غرار الماضي، وستستمر في إصرارها على رفض الاتفاقيات الدولية التي تقيد سلطتها. 3.4 انعكاس التداعيات السلبية على الذات جلبت الهيمنة العسكرية الأمريكية، بما في ذلك شن الحروب وغزو البلدان الأخرى، الكوارث إلى العالم وألحقت في الوقت نفسه أضرارا جسيمة بالولايات المتحدة نفسها. أشار المؤرخ الفرنسي توما رابينو في كتابه ((ثقافة الحرب الأمريكية)) إلى أن كل جيل تقريبا في الولايات المتحدة عانى من عواقب الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الحروب. --- ضحايا في صفوف المواطنين الأمريكيين أسفرت الحروب التي شنتها وشاركت فيها الولايات المتحدة عن مقتل العديد من الجنود الأمريكيين. فوفقا لإحصاءات وزارة الدفاع الأمريكية، قُتل ما يقرب من 36 ألف جندي أمريكي وأصيب أكثر من 100 ألف آخرين في الحرب الكورية. فيما قُتل 58 ألف جندي أمريكي وأصيب أكثر من 150 ألف آخرين في حرب فيتنام. وكشف مشروع (تكاليف الحرب) أن أكثر من 7 آلاف جندي أمريكي وحوالي 8 آلاف متعاقد في مجال الدفاع لقوا حتفهم في الحروب التي شنتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدامى المحاربين الأمريكيين الذين خدموا في العراق وأفغانستان لديهم معدلات أعلى من الانتحار، واضطراب ما بعد الصدمة، وإدمان المخدرات والكحول، والطلاق، وإساءة معاملة الأطفال مقارنة بالناس العاديين. وقد انتحر أكثر من 30 ألف جندي أمريكي في الحروب التي تلت هجمات 11 سبتمبر، وهو رقم أعلى بواقع أربعة أضعاف من عدد الذين قُتلوا في المعارك. --- الثمن الاقتصادي الباهظ إن المبالغ الطائلة التي تُخصصها الولايات المتحدة للحفاظ على هيمنتها العسكرية تلقي بعبء ثقيل على كاهل دافعي الضرائب الأمريكيين. بناء على سعر صرف الدولار لعام 2011، بلغ الإنفاق العسكري الأمريكي على حرب فيتنام (1965-1975) 737 مليار دولار أمريكي.، وهو ما كان له تأثير شديد على الاقتصاد الأمريكي، ونتج عنه ارتفاع التضخم وحدوث عجز مالي هائل، أدى في النهاية إلى انهيار نظام بريتون وودز. فقد أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 5.8 تريليون دولار على الحروب منذ عام 2001. وذكر تقرير إعلامي أمريكي صدر في عام 2019 أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 350 مليار دولار على رعاية وعلاج قدامى المحاربين الذين شاركوا في الحروب بكل من أفغانستان والعراق. وتوقعت الدراسات ضرورة استثمار 2.2 تريليون دولار أخرى في نفس المجال في السنوات الـ30 المقبلة. إن الإنفاق العسكري الأمريكي الذي تم بدءا من حروب ما بعد هجمات 11 سبتمبر كان كفيلا بتوفير تغطية نفقات الرعاية الصحية حتى مرحلة البلوغ وعامين من التعليم المبكر لـ13 مليون طفل أمريكي يعيشون تحت خط الفقر، ومنح دراسية جامعية لـ28 مليون طالب، وتأمين صحي مدته 20 عاما لمليون من قدامى المحاربين، ورواتب لمدة 10 سنوات لأربعة ملايين عامل في صناعة الطاقة النظيفة. --- من تدهور السمعة إلى العواقب السيئة إن الجيش الأمريكي لديه سجل من اللجوء إلى الخداع والأكاذيب لتبرير بدء الحروب وتمديدها، من حادثة "خليج تونكين" إلى تزييف وجود أسلحة دمار شامل في العراق، ومن "وثائق البنتاغون" إلى "وثائق أفغانستان". علاوة على ذلك، اعتاد الجيش الأمريكي على إخفاء الحقيقة عندما يتعلق الأمر بمختلف الفظائع التي ارتكبها في الصراعات الخارجية مثل مذبحة "نو غون ري" خلال الحرب الكورية، ومذبحة "ماي لاي" خلال حرب فيتنام، وإساءة معاملة السجناء خلال حرب العراق، والقتل العشوائي للمدنيين الأبرياء بالطائرات بدون طيار خلال ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب". ونتيجة لأكاذيب الولايات المتحدة ومؤامراتها المتعاقبة، صارت مصداقيتها آخذة في التآكل. فقد أقر نيكولاس بيرنز، السفير الأمريكي الحالي لدى الصين والأستاذ في جامعة هارفارد، في عام 2010 بأن الحرب في العراق كانت سوء تقدير إستراتيجي وأكبر ضربة لقوة الولايات المتحدة وهيبتها منذ حرب فيتنام، مضيفا أن سجن أبو غريب وسجن خليج غوانتانامو ألحقا ضررا دائما بسمعة أمريكا بين أكثر من مليار مسلم حول العالم". وأوضح استطلاع للرأي نشره مركز بيو للأبحاث في عام 2019 أن السمعة الدولية للولايات المتحدة تراجعت بشكل كبير في الفترة ما بين عامي 2013 و2018، مع ارتفاع نسبة الأجانب الذين يرون أن قوة الولايات المتحدة ونفوذها يشكلان تهديدا خطيرا من 25 في المائة في عام 2013 إلى 45 في المائة في عام 2018. فقد أدت الهيمنة العسكرية الأمريكية، بما في ذلك شن الحروب وغزو الدول الأخرى، إلى تنامي الجماعات المتطرفة وتقوية شوكتها، وهو ما كان له تداعيات سلبية على الأمن القومي الأمريكي في نهاية المطاف. تعتبر هجمات 11 سبتمبر في عام 2001 مثالا نموذجيا على ذلك، حيث تسببت في مقتل ما يقرب من 3 آلاف شخص في أسوأ هجوم إرهابي محلي في تاريخ الولايات المتحدة. وفي أعقاب هذه الهجمات، استندت الولايات المتحدة إلى مصطلح "الحرب على الإرهاب" لكي تبرر تدخلاتها وتمارس هيمنتها العسكرية، وهو ما أدى إلى تطور جماعات متطرفة مثل تنظيم (داعش) وزعزعة الاستقرار في العديد من المناطق. وفي الوقت نفسه، جاءت هذه الأعمال بنتائج عكسية على الولايات المتحدة نفسها، كما يتضح من الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي عام 2012، وتفجير ماراثون بوسطن عام 2013، وهجوم شاحنة مدينة نيويورك عام 2017. --- الانقسام المجتمعي كما أدت الحروب الخارجية المطولة إلى تفاقم الاضطرابات الداخلية في الولايات المتحدة. خلال حرب فيتنام، تسببت الخسائر والفظائع التي ارتكبها الجيش الأمريكي في فيتنام، فضلا عن فرض الحكومة الأمريكية للتجنيد الإلزامي وزيادة الضرائب، في إثارة مشاعر قوية مناهضة للحرب وانعدام الثقة في الحكومة داخل البلاد. ففي مايو 1970، أطلق الحرس الوطني في ولاية أوهايو النار على الطلاب الذين كانوا يحتجون على حرب فيتنام في جامعة ولاية كينت بالولاية، ما أدى إلى مقتل أربعة طلاب وإصابة تسعة آخرين. وكانت هذه المأساة علامة على الانقسامات السياسية والاجتماعية العميقة التي كانت تعيشها الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام. وقد قال هاري هالدمان، رئيس موظفي البيت الأبيض آنذاك، إن هذه الحادثة كانت نقطة تحول بالنسبة للرئيس ريتشارد نيكسون آنذاك وبداية فضيحة ووترغيت. بعد ما يقرب من نصف قرن ومع انتهاك الحريات الدستورية في الولايات المتحدة من خلال التشريعات والأنشطة الاستخباراتية، أدت ما تسمى بـ"الحرب على الإرهاب" بقيادة الولايات المتحدة إلى تآكل الحقوق الاجتماعية والسياسية الأساسية على الصعيد المحلي، فيما زادت عسكرة الشرطة الأمريكية بشكل كبير بعد هجمات 11 سبتمبر. وخلال الحرب على الإرهاب التي استمرت لعقدين من الزمان، حصلت إدارات إنفاذ القانون الأمريكية على كمية كبيرة من الأسلحة ومعدات المراقبة من الجيش، وهو ما أدى إلى تغييرات في الثقافة التنظيمية لأفراد إنفاذ القانون وتدريبهم وتكتيكاتهم، فضلا عن صدع في علاقة الثقة بين أفراد إنفاذ القانون والجمهور، كما لاحظ البعض أن هناك صلة بين حصول ضباط الشرطة الأمريكية على المعدات العسكرية واستخدامهم للقوة. وعلاوة على ذلك، فقد أشار مشروع (تكاليف الحرب) إلى أن الحكومة الأمريكية قد تستمر في دفع تفاقم حالة عدم المساواة في المجتمع الأمريكي من خلال اقتراض تريليونات الدولارات لدفع تكاليف الحرب مع خفض الضرائب. يقول ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، إنه لا يمكن تجاهل العلاقة بين "المغامرات الإمبريالية" الأمريكية في الخارج والاضطرابات المحلية. فقد أطلقت الولايات المتحدة، من خلال "حروبها التي لا نهاية لها" في الخارج، سلسلة من القوى السياسية مثل النزعة العسكرية، والسلطة التنفيذية المعززة، وكراهية الأجانب، والنزعة الوطنية الزائفة، والغوغائية، وكلها أمور تتعارض مع الأخلاق المدنية التي تعتمد عليها الديمقراطية السليمة. الختامة لقد تأسست الولايات المتحدة الأمريكية في خضم الحرب، وتوسعت خلال الحرب، واكتسبت الهيمنة أثناء الحرب. على مدى الـ240 عاما الماضية منذ استقلالها، عملت الولايات المتحدة، وإيديولوجيتها الإمبريالية العميقة الجذور، على تحويل نفسها من دولة معزولة واقعة في ركن من أركان أمريكا الشمالية إلى دولة ذات هيمنة عسكرية عالمية، واكتسبت الهيمنة في عالم أحادي القطب من خلال الحروب والتوسعات العسكرية، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الحرب بين الولايات المتحدة والمكسيك، والحرب الإسبانية الأمريكية، والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة. هكذا بنت الولايات المتحدة ديمقراطية على النمط الأمريكي أو "ديمقراطية أمريكية" تقوم على الهيمنة والتنمر على البلدان الأخرى. لم يكن لدى الولايات المتحدة قط قناعة بوضعها المهيمن والمسيطر ولم تدخر جهدا في السعي إلى توسيع نطاق هيمنتها العسكرية. لم تكن أفعالها مدفوعة فقط بطبيعة جشع الرأسمالية إلى التوسع والربح، وإنما أيضا بطموحها وسعيها بجنون العظمة إلى السلطة، فضلا عن التلاعب من خلال السياسات الداخلية وجماعات المصالح. على مر العصور، تلجأ الولايات المتحدة، من أجل الحفاظ على مكانة الهيمنة العسكرية العالمية التي تملكها، إلى وسائل واضحة مثل شن الحروب أو القيام بتدخلات عسكرية وبناء شبكة قواعد عسكرية عالمية، وإلى وسائل غير واضحة مثل نظام تحالفات تتزعمه وقواعد دولية تهيمن عليها، كما تستخدم نماذج وتقنيات ومفاهيم جديدة في الظروف الجديدة، بهدف منع أي منافس محتمل من تهديد مكانتها المسيطرة. لقد أثبتت الحقائق أن الهيمنة العسكرية الأمريكية التي تقوم على التنمر والاستبداد تشكل مخاطر جسيمة على العالم وتطرح تحديات غير مسبوقة أمام المجتمع البشري، فهي لا تعزز السلام والأمن، بل تخلق الحروب والكوارث؛ ولا تحقق المساواة والحرية، بل تؤدي إلى العبودية والقمع؛ ولا تتيح التنمية والتعاون، بل تتسبب في صراعات وانقسامات. إن العالم اليوم يمر بتغيرات عميقة لم يشهدها منذ قرن من الزمان، بينما تواصل الولايات المتحدة توسيع نطاق هيمنتها العسكرية، متسببة في زعزعة استقرار مستقبلنا المشترك والإضرار به. /نهاية التقرير/ ■

مشاركة :