مقالة خاصة: جامعة صينية تشكل جسراً ثقافياً يعزز تفاهم الشعبين الصيني والإسرائيلي

  • 9/12/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

"على الرغم من أننا من بلدان مختلفة، بيد أننا نريد أن نتعرف على بعضنا البعض لنصبح أصدقاء وأقارب. لا يمكن للحضارة البشرية أن تستمر إلا من خلال التبادلات المتواصلة بين الحضارات. وإن كل حضارة تسطع كنجمة في السماء، وبتألق جميع النجوم، تصبح السماء المرصعة بالنجوم أكثر جمالاً". تلك الكلمات وردت في كلمة ألقاها الشاب الإسرائيلي أميت بورتمان باللغة الصينية خلال مشاركته في مسابقة "جسر اللغة الصينية" لطلاب الجامعات الأجانب التي أقيمت خلال شهر يونيو الماضي، حيث فاز بالمرتبة الأولى في إسرائيل. يدرس بورتمان حالياً في الفرع الإسرائيلي لجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية، وهو أول فرع أقامته هذه الجامعة الصينية في منطقة الشرق الأوسط في أغسطس عام 2021. -- بناء جسر الصداقة قبل أربع سنوات، سافر بورتمان إلى نيوزيلندا بعد تخرجه من المدرسة الثانوية وعمل في شركة لمستحضرات التجميل هناك، حيث دائماً ما كان يتعامل مع السياح الصينيين وتعلم بعض الكلمات الصينية البسيطة بنفسه. ويستذكر بورتمان أن الصينيين كانوا يشعرون بالسرور عند التحدث إليه على الرغم من أن تعبيراته باللغة الصينية كانت بسيطة للغاية. وحول ذلك قال: "فكرت في أني لو تمكنت من التحدث باللغة الصينية بشكل أفضل، سيُمكن تشكيل جسر للتبادل مع الصينيين." وعندما قرر بورتمان، الذي كان يطمح لدراسة اللغة الصينية بشكل جيد، التقدم بطلباته إلى الجامعات، بدأ الفرع الإسرائيلي لجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية في تسجيل الدفعة الأولى من الطلاب. وعندما سمع بأن هذه الجامعة الصينية توفر تخصصات في إدارة الأعمال وبرامج للغة الصينية، لم يتأخر في المسارعة لتقديم طلبه والالتحاق بالجامعة. وبعد سنتين فقط من الدراسة، بات قادراً على التحدث باللغة الصينية بطلاقة. وقال بورتمان: "أثناء دراسة اللغة الصينية، لم أتعرف على الثقافة الصينية بشكل أفضل فحسب، بل كونت أصدقاء جددا أيضاً. وكلما قابلت الصينيين، أشعر بالحميمية والمودة. وأطمح لاستخدام قدراتي في اللغة الصينية للتقريب بين الشعبين الصيني والإسرائيلي". من جانبه، قال ماتان فيلناي، رئيس الفرع الإسرائيلي للجامعة، الذي كان السفير الإسرائيلي لدى الصين خلال الفترة ما بين عامي 2012 و2017، قال لمراسلي وكالة أنباء "شينخوا" إنه شهد خلال عمله في الصين على النمو الاقتصادي السريع في البلاد، وزيادة تأثيراتها على الصعيد العالمي، ما عزز لديه من ضرورة فتح مؤسسة تعليمية لتعزيز التبادلات الشبابية بين إسرائيل والصين. وأضاف فيلناي أنه كان يفكر كل يوم بكيفية بناء جسر بين الصين وإسرائيل، متابعاً: "نجحنا في التقدم بخطوة حاسمة، ونواصل التحرك في الاتجاه الصحيح". -- فتح باب الحلم خلال العطلة الصيفية في أغسطس الماضي، شرع أكثر من 50 طالباً إسرائيلياً من الفرع الإسرائيلي لجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية برحلاتهم في الصين. وتلقوا بعض البرامج التعليمية في مقر الجامعة بالعاصمة الصينية بكين، وزاروا أيضاً العديد من الشوارع والأزقة بالمدينة، كما ذهبوا إلى سور الصين العظيم. وبالإضافة إلى ذلك، شاركوا أيضاً في معسكر التدريب الصيني الاسرائيلي للشباب على الابتكار العلمي والتكنولوجي في مدينة تشانغتشو بمقاطعة جيانغسو في شرقي الصين، وزاروا مجمع تشانغتشو الصيني الإسرائيلي للابتكار، لتجربة الحيوية القوية للتعاون الابتكاري بين البلدين عن قرب. وحول ذلك، قال نيتانيل فاكنين، نائب رئيس الفرع الإسرائيلي للجامعة: "إن ما يجعل هذه الجامعة الصينية جذابة في إسرائيل هو أنها توفر فرصاً للشباب الإسرائيليين المهتمين بممارسة الأعمال التجارية مع الصين للدراسة بشكل معمق، ما يساعدهم على تحقيق أحلامهم بالمعرفة المهنية والرؤية المتكاملة." يرجع ارتباط فاكنين بالصين إلى فترة طويلة أيضاً، فقبل سنوات، عندما كان يدرس في جامعة تل أبيب، اختار تعلم اللغة الصينية، وأنشأ شركة بعد تخرجه، ساعياً إلى بناء منصة تعاون تجاري بين الصين وإسرائيل. وأضاف فاكنين: "أشعر بالرغبة القوية لرجال الأعمال من البلدين في تعزيز التعاون، بيد أن الاختلافات الثقافية ونماذج الأعمال المختلفة تشكل جداراً غير مرئي. هدفنا هو تمكين الشباب في كلا البلدين من تحقيق النجاح في أوساط الأعمال في المستقبل، وتعريفهم على كيفية التعامل مع بعضهم البعض وتحقيق المنافع المشتركة في نهاية المطاف". -- إنارة الطريق إلى المستقبل وقال فاكنين إن المعلمين في الفرع هم من الصين وإسرائيل وعددهم من الجانبين متساوي تقريبا. وسواء كان الطلاب من الإسرائيليين في الفرع، أو من نظرائهم الصينيين من مقر الجامعة الذين يأتون إلى الفرع للزيارة الدراسية، فإن بإمكانهم تعلم المعرفة من كلا المنظورين في الفصل، لتحقيق هدف الافادة المتبادلة والتكامل بين الصين والغرب. يدرس الطلاب من البلدين معاً، الأمر الذي لا يُكسبهم فقط المعرفة التجارية من وجهات النظر المختلفة، بل يسهم أيضاً في استمرار إطلاق المزيد من الأفكار الجديدة للتواصل وتبادل الأفكار. وقال فاكنين إن العديد من المشاريع التجارية التي أنجزها الطلاب الصينيون والإسرائيليون مبتكرة. وبدوره، قال قونغ جيونغ، نائب رئيس الفرع الإسرائيلي للجامعة، إن "إسرائيل معروفة بكونها دولة مبتكرة وتحظى بمكانة بارزة عالمياً في مستوى تطورها العلمي والتكنولوجي. من المهم جدا للطلاب الصينيين فهم نماذج أعمالها، لتوسيع آفاقهم والمساعدة في استكشاف فرص العمل في المستقبل، وهو أمر يفيدنا أيضا في تربية الأكفاء الدوليين"، مضيفا أنه وفي الوقت الذي تعزز فيه الجامعة من تبادلات الأكفاء بين البلدين، فإنها تأمل في اتخاذ التعليم باعتباره نقطة ارتكاز سعياً إلى تقديم مساهمات في زيادة تفاهم الشعبين في إطار مبادرة "الحزام والطريق". وقال فاكنين إن كلاً من الصين وإسرائيل تتمتعان بخصائص ومزايا لا يمتلكها الآخر، ما يفتح المجال واسعاً أمام هذه الإمكانات التكميلية لجعل آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين واعدة، مضيفاً أن كثيراً من الطلاب الإسرائيليين يخبرونه بأنهم يطمحون للذهاب إلى الصين أو العمل فيها بعد تخرجهم لأن مستقبل العالم يكمن في الشرق.

مشاركة :